آفة الرعب والترعيب
غالب المجتمعات الدولية اليوم - للأسف - غارقة بالدماء..والأرض مثقلة بالدمار والفساد..وأكثر الناس في رعب ورهب..يؤرقهم جنون البقر..ويرعبهم جنون البشر..وتغتال حياتهم وأمنهم فرقعة البارود من فوقهم ومن تحت أقدامهم..كدَّر الرعبُ صفو حياتهم..وسمم غذاءهم..ولوث ماءهم..وأفسد هواءهم..ودمر صروح حضارتهم..عرقل مسيرة تنميتهم..فهناك شعوب تُذبح وتُسلب أرزاقها بحجة تحريرها..وتُسرق خزائن ثرواتها بدعوى إسعادها..وتُنهب كنوز تراثها وتمسخ حضارتها وتطمس هويتها بذريعة استرداد كرامتها..وشعوبٌ تُتهم بالإرهاب وتوصف بالإجرام وهي تدافع عن وجودها وأرضها وكرامتها..وَيُوصف من يجلدهم ويذبحهم ويستولى على أرضهم..ويهدم بيوتهم ويُحرّقُ أطفالهم أحياء..ويُجّرف مزارعهم ويقتلع زيتونهم ويبيد أبقارهم وقطعان مواشيهم وحتى دجاجهم..ويخنقهم ويحبسهم وراء الجدران وخلف الأسلاك الشائكة..أجل يُوصف من يفعل كل هذه الجرائم بأنه رجل سلام ويكافأ بوسام جائزة نوبل للسلام !!؟أجل أيها الناس..إن الرعب اليوم يحكم قبضته على غالب المجتمعات الدولية..حوّل قاعات الدرس وباحات المدارس إلى ميادين حربية..هذا ليس كلاماً إنشائياً ولا رواية خيالية..هذه حقيقة حدثت في أكثر من مدرسة أطفال في العالم..رآها الناس في بريطانيا وفي أستراليا وفي أمريكا في أكثر من ولاية..فمن علّم الأطفال فنون تكنولوجيا الرعب المتطورة يا ترى..؟فما هو مصدر الرعب والذعر العالمي..؟بكل تأكيد هو ترجمة سلوكية لثقافة متوحشة ضالة..إنه صدى أحمق مجنون لقيم شاذة خبيثة..إنه تصرف أحمق غير مشروع لغضب ربما يكون مشروعاً أو غير مشروعٍ..إلا أنه بكل يقين يبقى عملاً إجرامياً مرعباً..مما ينبغي على عقلاء ومفكري ومسؤولي كل أمة المبادرة بكل جدية وموضوعية لمعرفة مصدر هذا الفيروس الثقافي الوبائي الخطير..ومن ثمَّ تجنيد المهارات المتنوعة..لاستئصاله وتطهير المجتمعات من أسبابه وشروره..فالأمر جد خطير ومدمر..أجل من العقل والوجدان نبدأ.
وسوم: العدد 628