رجال سيدفنون خامنئي محتضرا مثلما دفنوا خميني حيا
اليوم واسرائيل الشرقية تحتل العراق نرى حجم ونوعية الانتصار التاريخي الفريد يوم 8-8-1988 عليها بعد حرب ثمانية اعوام فرضها خميني على العراق رغما عنه وعن مشاريع نهضته العظمى ، وما نراه الان هو انتقام متطرف من الشعب العراقي ومن هويته العربية لما حل بها من عار الهزيمة والذي عبر عنه مهندس الحرب ومديمها خميني عندما قال في ذلك اليوم العظيم (اقبل بتجرع سم الهزيمة الزعاف) . السم الزعاف الذي اجبر العراقيون خميني على تجرعه يقوم خامنئي الان باجبار ابناء العراق العاديين على تجرعه انتقاما تتدفق منه احقاد عمرها الاف السنين ومشاعر هزيمة غير مسبوقة دفنت حلم خميني في ان يعود الى النجف ليحكم العراق من هناك .
نعم انه يوم النصر العظيم والذي اكد فيه فرسان العروبة ان العراق هو البوابة القوية التي تمنع تدفق افاعي فارس الى العراق ومنه الى الخليج العربي وكافة الاقطار العربية والعالم ، فلاسرائيل الشرقية بوابة واحدة للتوسع الاستعماري وهي العراق ، وعندما تغلق هذه البوابة بوجه مطامع الفرس بوجود فرسان العروبة فان فارس تجبر على دفن مشروعها الامبراطوري الاستعماري . عراق البعث كان البوابة الاعظم التي سدت بوجه توسع فارس الاستعماري ومنعته من الانتشار ، وبقدر الشعور بالاحباط الذي قتل خميني وقلبه ينبض باحلام الغربان استقرت النفوس القلقة وتعززت فكرة العروبة وسقطت مشاريع التقسيم الطائفي والعنصري بعد يوم النصر العظيم 8-8-1988 .
وفشل خميني كان فشلا لمشروع اكبر منه وهو مشروع تقسيم الوطن العربي انطلاقا من العراق على اسس طائفية وعرقية وهو المشروع التقليدي للصهيونية وكيانها اصلا ، مع ان امريكا التي نصبت خميني حاكما اوحدا كانت تنتطر منه ان يدمر العراق تدميرا كاملا ويعيده الى عصر ما قبل الصناعة لتعود امريكا وبريطانيا للسيطرة عليه واعادة بناءه وفقا لخطتهما وفي مقدمة الاهداف اعادة السيطرة على نفطه واغتيال نهضته الكبرى خصوصا نهضة الانسان الذي تعلم وقضى على الامية والفقر والتخلف واصبح عالما ومهندسا ومختصا وصنع ادوات الحياة بعد ان كان العراق كغيره يقتات على منتجات الغير .
كان الموقف الامريكي يقوم على دعم تواصل الحرب حتى يكمل تدمير نهضة العراق ويعاد لما قبل نهضته العظيمة اما اسرائيل الشرقية فقد كان المخطط يريد منها ان تنشر الفتن الطائفية تنفيذا لسايكس بيكو الثانية المتخصصة بتقسيم الاقطار العربية ، والتي لم تبدا بعد عام الشؤوم والخراب عام 2011 بل بدات بايصال خميني للحكم من قبل الغرب الاستعماري ، وهكذا ترتاح اسرائيل الغربية من حروب العرب وتهديدهم لها خصوصا بعد ان نهض قطر عربي اخر يبني ويعمر الانسان ومحيطه بعد رحيل ناصر وهو عراق البعث ، وبسبب ضخامة ما اقنع خميني بالقيام به فان الغرب ومعه الصهيونية وجد ان خير وسيلة لانهاء العرب وضمان امن اسرائيل الغربية هو وجود التوأم الطبيعي لها وهو اسرائيل الشرقية ،فبوجود اسرائيل غربا واخرى شرقا يوضع العرب بين المطرقة والسندان فان تخلصوا من الام المطرقة سحقتهم ارضية السندان ، وهنا يكمن سبب تسميتنا لايران باسرائيل الشرقية فهي دولة وظيفة وليست كيان نهضة عادية ، ونتيجة لعضوية الصلة بين الاسرائيليتين فان كل احداث مابعد عام 1980 كانت في خدمتهما مباشرة .
ومن يريد ان يعرف سبب عدم تدمير اسرائيل الغربية المشروع النووي الايراني ولم دعمت خميني اثناء شنه الحرب على العراق ، مثلا ايرانجيت ، عليه تذكر تلك الحقيقة لان مشروعها النووي ومهما وجد احتمال بروز خلاف بين الاسرائيليتين فان ما يربطهما اقوى واهدافهما متقاربة وليس بينهما ما يستوجب الردع النووي وكلا المشروعين النوويين الفارسي والصهيوني مصممان وظيفيا لتدمير العرب وابتزازهم فهما اذن مصلحة ستراتيجية مشتركة للاسرائيليتين ولامريكا ولبريطانيا ولكل طرف معاد للعرب . ومن يريد ان يعرف اسرار الحرب الخلبية بين الاسرائيليتين عليه تذكر ان عيونهما تنظران لمياه العرب وارضهم الزراعية وطاقتهم البشرية وثرواتهم الطبيعية وموقعهم الجغرافي فتلك هي متطلبات سد نواقصهما الطبيعية وقيام الامبراطوريتين الشرقية والغربية ، ولهذا فكل الشتائم التي يطلقها نتنياهو على اسرائيل الشرقية هي مجرد تعتيم على صلتهما العضوية واهدفهما المشترك وهو انهاء االهوية العربية .
في 8-8-1988 قبر عراق البعث احلام الفرس وصهاينة فلسطين وبما ان تواصل اجبار تلك الاحلام على التمدد في القبر ينسف كيان الاسرائيليتين فانهما وبدعم ثالثهما وهو امريكا قررا انهاء العراق كما نعرفه ويعرفه العالم : قوة ردع وبوابة منع لتدفق احقاد فارس الى العالم وذراع العرب القوية التي تصل القدس وتل ابيب لتسقط نظرية الامن الاسرائيلية بتلك الصورايخ ال43 التي اطلقها صدام .
من نصب خميني حاكما لفارس بدل الشاه والذي كان ينظر بعين من فشل في اكبر مشاريعه التدميرية وهو نشر الحروب الطائفية بواسطة خميني لم يقبل بالهزيمة التي استسلم لها خميني رغم انه متطرف في عناده مثل بقية النخب القومية الفارسية ، لهذا فمن خطط لخميني كي يقوم بنشر فوضى الفتن الطائفية وما تحدثه من شروخ في المجتمع قرر احياء خميني بعد موته برمي ثقله كله خلف اعادة بناء اسرائيل الشرقية مجددا واعدادها لحرب اخرى ضد بوابة الصد والردع العراقية .
والان خامنئي هو نسخة جينية من خميني ومن بن غوريون ولذلك نراه ينفذ ما لم ينجح في تنفيذه التتار ولا بريطانيا او فرنسا وهو التطهير العرقي للعرب في العراق وسوريا والابادات الجماعية لهم والتهجير الملاييني لمن ينطق بلغة الضاد كي تفرّغ الارض من سكانها الاصليين ، مثلما حدث في فلسطين ، وتبدا عملية اعادة رسم صورة البشر الذين يسكنون وطنا اسمه الوطن العربي .
ولاننا نعرف كل ذلك فاننا عزمنا منذ اجهاض ثورة البناء والنهضة العلمية والاجتماعية بغزو العراق على اعادة بناء عراق الصد والمنع واقامة جبل النار بيننا وبين فارس ، ومن يرى صورا تبدو سودا عليه ان يدقق النظر فيها ويستخدم مكبرة ليرى خلايا الصور لان فيها الغامنا ، فكما لغمنا طرق العراق عندما غزت امريكا العراق فهزمناها فاننا لغمنا مدننا وقرانا ومسالكنا كي تصبح فخاخا لا حصر لها لكل فارسي يمنح الجنسية العراقية ويسرق مسكنا لعراقي في ديالى او جنوب العراق .
رجال القادسية الثالثة التي انطلقت ولن تتوقف اقوى واوعى واعمق جذورا الان ، فلا تنقلوا البصر عن نظراتهم الثاقبة فهي تحكي سر ما سيأتي ، ومن مرغ انف خميني في عار الهزيمة يتقدم لدفن خامنئي في مشروعه النووي . تحملوا ولتهدأ نفوسكم ، العراق له رب يحميه وهو من يقرر قدره باذرع جنوده الاصلاء الذين ينشدون احلى اناشيد ازمان الحسم : (عائدون يا بغداد ).
تحية لشهداء القادسية الثانية الذين صنعوا مجد امتنا العربية وصانوا كرامتها وهويتها .
تحية لصدام الشهيد الذي قاد القادسية واوصلها ببعد نظره للنصر الحتمي .
تحية لرجال القادسية الثالثة الذين نصبوا الفخاخ للفرس في كل زاوية من العراق .
تحية لقائد الجهاد المرابط مع فرسانه في ارض الجهاد عزة ابراهيم .
وسوم: العدد 628