حقد احميدة عياشي على أمنا عائشة

مازلت أتابع سلسلة " مقالات في الإسلام السري"للأستاذ احميدةعياشي، واليوم يعقّب صاحب الأسطر بمقال ثالث، يتمحور حول موقف احميدة من سيّدتنا أمنا عائشة أم المؤمنين، رحمة الله عليها ورضي الله عنها وأرضاها.

فأمنا عائشة، بالنسبة لاحميدة لاتعدو كونها في أحسن الأحوال، "أرملة النبي" و "زوجة النبي" كما ذكر ذلك وكرره في مقالات سابقة، ولم يذكر إطلاقا وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لقب أم المؤمنين، ناهيك عن سيّدتنا عائشة أم المؤمنين.

والسؤال الذي يطرحه القارئ المتتبع، لماذا لحد الآن لم يستعمل احميدة لقب أم المؤمنين؟. والإجابة على السؤال تبيّن بوضوح موقف احميدة من أمنا عائشة، عبر الأسطر التالية..

يرى الأستاذ احميدة عياشي في مقاله المعنون بـ"يوم الدموع"، أن.. "معاوية كان يعلم مدى سوء العلاقة بين عائشة زوجة النبي وعلي منذ حادثة الإفك، حيث راح حاكم الشام يستغل هذه العلاقة المتوترة بين علي وعائشة لصالحه ولتثبيت موقعه خاصة وأن عائشة انتقلت الى موقع الهجوم حيث راحت تندد بشكل علني بمقتل عثمان ومطالبة علي بمحاكمة القتلة.لقد أصبحت عائشة قوة استقطاب ومركز جاذبية لكل الغاضبين على علي ولقد التحق بها كل من الزبير وطلحة بمكة"

ويلاحظ القارئ المتتبع، أن أمنا عائشة بالنسبة لاحميدة، هي عدوة سيّدنا علي بن أبي طالب رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه، لذلك لايعترفبها إطلاقا بأنها أم المؤمنين، لأنها في نظره عدوة سيّدنا علي بن أبي طالب.

واحميدة يعود عمدا لحادثة الإفك، ليظهر أن العداوة بين سيّدتنا أمنا عائشة وسيّدنا علي، تعود لعقود سابقة وليست إبنت اللحظة واليوم، ولذلك حرمها من لقب أم المؤمنين.

فهو حتى حين يتعامل مع علاقات أسرية عائلية، لايستعمل لقب أم المؤمنين، فيتحدث عن علاقة سيّدنا عبد الله بن الزبير بأم المؤمنين، ويصفها في مقال بعنوان "يوم أحرقت مكة وصلب الزبير"،بقوله..

"عبد الله بن الزبير هو ابن احد كبار الصحابة وأمه هي أسماء بنت أبي بكر المشهورة بذات النطاقين، وخالته هي عائشة زوجة النبي". فأمنا عائشةبالنسبة لاحميدة، خالة وزوجة نبي، لكنها ليست أم المؤمنين.

مقالناالسابق..كتبت مقالا بتاريخ الجمعة: 25 ربيعالثاني1434هجري، الموافق لـ: 08 مارس 2013، وبعنوان"سيّدتنا أمنا عائشة، رضي الله عنها وأرضاها"، نقلت فيه عن كتاب"موسوعة أشهر النساء في التاريخ العربي، منذ فجر الإسلام حتى عصر المماليك"، للأستاذ: عبد الحميد ديوان، لدار كتابنا للنشر، لبنان، الطبعة الثانية 2008، من 299 صفحة، ومن خلال صفحات 29 – 38، وتحت عنوان " عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق"..

احترام متبادل بين سيّدتنا عائشة، وسيدنا علي بن أبي طالب..قالت عن سيدنا علي رضي الله عنه بعد موقعة الجمل..

والله ماكان بيني وبين علي في القديم إلا مايكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي لمن الأخيار.

وقال فيها سيدّنا علي، كرم الله وجهه.. ياأيها الناس، صدقت والله، فما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم، في الدنيا والآخرة.

 حياء أمنا عائشة.. دخل عليها رجل أعمى، فاحتجبت منه.فقال لها: تحتجبين مني ولست أراك؟. فقالت رضي الله عنها: وإن لم تكن تراني فإني أراك.وكانت السيدة عائشة من فرط حيائها كانت تحتجب من سيدنا الحسن والحسين.

 

فضل أمنا عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فُضلت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على نساء النبي بعشر (10) خصال..

لم يتزوج بكرا غيرها.لم تنكح امرأة أبواها مهاجران غيرها. أنزل الله براءتها من السّماء. أن جبريل عليه السلام جاء إلى رسول الله بصورتها من السماء في حريرة وقال: تزوجها فإنها امرأتك.أنها تغتسل معه عليه الصلاة والسلام في إناء واحد، ولم يكن يصنع ذلك مع أحد من نسائه غيرها.أنه صلى الله عليه وسلم يصلي وهي معترضة بين يديه، ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيرها. كان الوحي ينزل عليه وهي معه.  أنه بنى بها وهي ابنة تسع سنين.رأت جبريل ولم يره أحد من نسائه عليه الصلاة والسلام غيرها. توفى في بيتها.

حب سيدنا رسول الله لأمنا عائشة..ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يحب عائشة رضي الله عنها، وفيها يقول:

كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وعائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.

وكان حب النبي صلى الله عليه وسلم لها عظيم حتى أنه عندما مرض مرضه الذي انتقل فيه إلى الرفيق الأعلى كان يقول..

أين أنا غدا؟ أين أنا إذا؟ وكان يريد أن يختار منزل عائشة، فأذن له أزواجه أن يبيت عند عائشة، فبقي فيه حتى مات عندها صلى الله عليه وسلم.

وكان عليه الصلاة والسلام يمازحها ويلاطفها، ويجاريها في صباها.وكان صلى الله عليه وسلم يدعو لها ويقول: اللهم اغفر ماتقدّم من ذنبها وما تأخر، وما أسرّت وما أعلنت. فكان هذا يسرّ عائشة حتى يسقط رأسها في حجرها من الضحك.وحدث أن رأت عائشة رجلا مهيبا في حجرتها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه فسألته عنه فقال صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت خيرا، ذاك جبريل يقرأ عليك السلام.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو جمع علم نساء هذه الأمة، كان علم عائشة أكثر من علمهن. وقال: خذوا ثلث دينكم من بيت عائشة.

وسوم: العدد 628