هل قدرُ الشعوب العربية أن تعيش على دين مجانينها؟!
مدى أربع سنوات ونصف ، رأينا مافعله بشار الأسد في سوريا. ومنذ انقلاب عبد الفتاح السيسي ، ونحن نرى الهاوية الخطير التي تنزلق مصر نحوها. وها نحن الآن نشاهد مسرحية العبث التي أخرج مشاهدها علي عبد الله صالح في اليمن . ومع المشاهدة على الأرض نسمع كلام هؤلاء على الفضائيات.
كل الناس يعرفون كيف يفكّر الأبله الذي يحكم سوريا. وبالممارسة العمليّة عرفوا مستوى عقل مرقّص الأفاعي الذي كان البعض يظّنه سياسيّاً داهية يحرّك الآخرين وفق مايريد، دون أن يتعرّض لمخاطر أنياب أحد منهم. والقنوات الفضائية المصرية الرسمية عرضت علينا مشاهد المضحك المبكي مما يتفوّه به قائد الانقلاب ارتجالاً أو قراءة !
الربيع العربي بدأ بمظاهرات سلمية تطالب بتحقيق المطالب الإنساني التي حرم منها المواطن العربي: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، والكرامة.. ثم انتبه المتظاهرون إلى من يرونه سبب كل ما حاق بهم من ضنك في عيشهم ورعب على أمنهم ، وأغلال في أيديهم، وسحق لكرامتهم، فقالوا له: " ارحل " . لقد مثّلت كلمة (ارحل) درجة عالية من الوعي السياسي والاجتماعي يتمتع بها المتظاهرون ، لأنها تشير ببلاغة رفيعة إلى جذور شجرة المآسي الخبيثة التي تظّلهم.
إلا أنّ بشار الأسد أبدع في نقل المظاهرات السلمية إلى حرب أهلية طاحنة اختلط فيها الحابل بالنابل، والدواعش بالحوالش، والدول الإقليمية بالصراعات الدولية على المنطقة.. لتكون النتيجة تدمير البلد بنيانا وإنساناً، ورعباً أسود من مستقبل أشد ظلاماً من الواقع، لا يكاد أحد يرى فيه بصيص نور.
ومرّقص الأفاعي حشر اليمن بين أنياب الحوثيين الذين مزّقت سمومهم أشلاء الشعب اليمني ، وأدخلت البلد والمنطقة في دوّامة أخرى لا يستطيع أحد أن يرى نهاياتها القريبة، بلهَ أن يتخيّل عواقبها المصيريّة.
والآن يقف العقل السليم متبّلداً، أمام المصير المرعب الذي يريد (موسى زمانه) أن يقود شعب مصر إليه.
تناقلت مواقع صحفية مؤخراً نصيحة همس بها وزير الخارجية الروسي لوليد جنبلاط مفادها أن يتوخى الحذر في تصريحاته ومواقفه، لأن هناك حفلة جنون سوف تبدأ في الشرق الأوسط ، ومن الأفضل أن لا يتورط فيها.
هل هو قدرٌ لشعوبنا أن تسير وفق هَوَس فراعنة مجانين تحركهم موسكو وواشنطن علانية وليس من وراء ستار، أم أنه التحدي الذي يواجه العقلاء من أبناء هذه الأمة؟.
وسوم: العدد 629