سياسةُ طلاب العِلم

على عتبة مكتبي بقسم النحو والصرف والعروض من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وقفت عام 2012 أحتفي بأخي الحبيب الدكتور مصطفى عراقي – رحمه الله-! فإذا شاب يقبل عليَّ مسرعاً، فأمد إليه يدي، فيكب عليها مقبلاً قائلاً:

تمنى أبي لو استطاع أن يأتي ليقبل معي يدك!

وإذا هو أحد من اختبرتهم شفوياً في الفرقة الأولى – وكان أقدر من غيره على الكلام العربي تلقياً وإلقاءً – فقلت له:

أتحفظ من القرآن الكريم؟

قال: عشرين جزءاً.

قلت: قد أشرفت؛ فلم لم تتم!

قال: كسلت!

قلت: ماذا إذا أعطيتك درجة الاختبار كاملة غير منقوصة؛ أتعدني أن تتمه، والله على ما نقول شهيد؟

قال ولم يتلبث: أعدك، وكأنما أصاب حافزه المنتظر!

لقد أتممت حفظ كتاب الله – سبحانه وتعالى – وفرح بي أبي فرحاً شديداً، وكنت أنت سبب ذلك؛ فإذا قبلتُ يدك فإنما أُقبّل نعمة الله التي أنعم بها علينا بك.

والحمد لله رب العالمين!أق

وسوم: العدد 630