سَمْرَؤُوت الأكبرُ ببرِّ القصةِ
اليوم (11/5/2014)، بمنتجع بر الجصة من مدينة مسقط العمانية، التقى أعضاء هيئة تدريس كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، لقاءهم السنوي الاجتماعي العملي المعروف باسم "تواصل"، واشتغلوا حتى الغداء بعرض أفكار الجودة والاعتماد والتشاور فيها.
ثم من بعد الغداء قدموني ليرتاحوا بي إلى فقرة إبداعية، فعرضتُ عليهم مختارات من "سمرؤوت: ديوان الصور المسموعة والأصوات المرئية"، عَقِيب مقدمة اشتملت على تلاوة آيات الشعراء من آخر سورة الشعراء، ثم على قولي: "أما بعد؛ فعلى أصداء حوارية الأوركستر العماني وعود عمار الشريعي، أعرِضُ عليكم صوراً غنية مغنية، أترك لكم الواحدة منها ربع دقيقة، لتتأملوها فتعبروا عن رسالتها بكلمة واحدة، من مثل إحدى هذه الكلمات الدالة: "عِلم أو جَهل، وعدل أو ظُلم، ويقظة أو نوم، وقوة أو ضعف، وغنى أو فقر، وشجاعة أو جبن، وحرية أو عبودية، وإنسانية أو وحشية...، وهكذا.. لأعبر عنها بقطعة شعرية محكمة، أضيفها من أطراف الصورة إلى الموضع الذي تزداد دلالتها فيه عليها!
ولكل من وُفقَ إلى الكلمة المناسبة قلَمٌ من أقلام الشعراء، هذه الحمراء، المقروءة عليها آياتُ الشعراء السابقةُ ثلاث مرات جهة القبلة، لتسيل بمشيئة الحق – سبحانه وتعالى -! حججاً في خَلْقِه على خَلْقِه. ولتمثيل العمل، أتقدمكم إلى التعبير عن الصورة الأولى، بكلمة من مثل تلك الكلمات".
عشنا نصف ساعة في عالم الفنون المتداخلة المسحور، ثم قدموا غيري لغير ما قدمت، فخرجت أنا والدكتور يوسف بكار قليلاً نطلب الشاي والقهوة، فلقيتني أستاذة آثار مصرية فبادرتني بالثناء العريض، ثم سألتني عن الحكمة من تقديم آيات الشعراء بين يدي القطع الشعرية، قلت: إنما فعلت ذلك لأُنبه على أنني ماضٍ بمقتضاها إلى غايتي؛ فعجبت من دعواي وكل ما قدمته خارج عن مقتضاها! فقلت لها: سبحان الله! إن الحلال بَيّنْ وإن الحرام بَيّنْ. وإن الآية بضد ما فهمت، ولكن شرحها يطول، وربما التقينا له بالكلية على مهل.
ولقيني أحد المسؤولين عن تنظيم الحفل، فندَّمني على أن لم أخبرهم بما سأفعل، وإلا لجهزوا لي أقلاماً فاخرة، يحفرون لي على كل منها عبارة "من أقلام الشعراء" مثلاً، فسمعنا معاً في الموقف قول من حصل على بعضها من أساتذة الكلية: "لو أرادني أحدٌ على ما حصلتُ عليه من أقلام الشعراء، لاشتريت له علبة أقلام، ولم أفرط فيه"!
وسوم: العدد 630