تَساؤلاتٌ ومُختصراتٌ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

هُناكَ عددٌ منَ التَساؤلاتِ التي لا تزالُ الإجابةُ عنْها تُشكلُ مَصدراً لاضطرابِ الرُؤى والمفاهيمِ منها:

هلْ الإسلامُ جاءَ ليُقيمَ للنَّاسِ دولةً عالميِّةً واحدةً ..؟

 بمًا يخصُ شعوبِ العالمِ الإسلاميِّ..فًمنْ حقِ المسلمين التفكيرُ بقيامِ كيانٍ يُوحِدُهم وفقَ صيغةٍ موضوعيِّةٍ يَتفقُون علَيها..أمَّا بشأنِ دولةٍ عالميِّةٍ واحدةٍ  لشعوبِ العالمِ ..؟فُهو شيءٌ منَ الهُوس الدينيِّ والفكريِّ المرفوضُ بقيمِ الإسلامِ ونَهجِه ومقاصدِ رسالتِه الإنسانيِّةِ العالميِّةِ السَمحةِ..حيثُ يُؤكدُ مَنهجُ الإسلامِ تَنوعَ الثقافاتِ والأديانِ والأممِ والكياناتِ.

هلْ مطلوبٌ منَ المُســلمين أنْ يكونوا قادةَ العالمِ حصراً ..؟

بِكُلِّ تأكيدٍ لا..ولكنْ بِكُلِّ تَأكيدٍ هُم شُركاءُ معِ غَيرِهم في مَهمَةِ عَمارةِ الأرضِ وإقامةِ العدلِ.

أمْ مُطالبون لِيكونوا قيادةً راشدةً في إطارِ المسيرةِ البشريِّةِ..؟

المُسلمون بِكُلِّ تَأكيدٍ يَحملُون رسالةَ خيرٍ ورشدٍ للعالمِ..للتعاونِ والتنافسِ في بناءِ حياةٍ إنسانيِّةٍ عادلةٍ آمنةٍ..إنْ هُم  أهلّوا أنُفسَهم وكانوا علَى مُستوى مَقاصدِ رسالةِ الإسلامِ العالميِّةِ الراشدةِ.

هلْ المُسلمون حَصراً هُم سادةُ الأرضِ .. ؟

بِكُلِّ تأكيدٍ لا..بلْ هُم مُطالبون ليكونوا أمةً راشدةً تَتعاونُ معِ غيرِها منَ الأممِ لِمُقاومةِ أسبابِ الفسادِ..وتحقيقِ أسبابِ الاستقرارِ والسلامِ والتنميِّةِ الراشدةِ للمجتمعاتِ البشريِّةِ.

هلْ منْ حقِ جهةٍ في العالمِ أنْ تَدعي أنَّها صاحبةُ السيادةِ المُطلقةِ وأنَّ النَّاسَ تَبعٌ لَها ويَخضعُون لِسُلطانِها .. ؟

فهذا بِكُلِّ تَأكيدٍ منَ التيهِ والغُلو والتَطرُفِ والهيمنَةِ البغيضةِ المُرفوضةِ بِمنهجِ الإسلامِ..بلْ هو إلغاءٌ واعتداءٌ علَى مُراد اللهِ في تكليفِ الإنسانِ كُلِّ الإنسانِ بالنهوضِ بِمهمَةِ عَمارةِ الأرضِ واستثمارِ خزائنها كُلٌّ بِمَا سُخِّر ويُسِّر لَه..وليتدافعَ معَ غيرِه في صرفِ الفسادِ عنْها

هل النَّاسَ شُركاءُ في سيادةِ الأرض وعمارتها وإقامةِ العدلِ والخيرِ في رُبوعِها ..؟

بِكُلِّ تأكيدٍ النَّاسُ شُركاءُ في التعاونِ والتضامنِ المنضبطِ  بقيمِ ومعاييرِ العدلِ والإنصافِ والكفاءةِ والمهارةِ والفاعليِّةِ والاستقلاليةِ في السيادةِ السياسيِّةِ والجغرافيِّةِ لبلدانِهم..وعلَى أساسٍ منْ قاعدةِ التمايُزِ والاستقلاليِّةِ والتَعايُشِ والتَعاونِ والتنافُسِ في الخيرِ.

هلْ أصلُ العلاقةِ بينَ النَّاسِ البغضاءُ والكراهيِّةُ والحربُ ..؟أمْ المودةُ والبرُ والقسطُ والسلامُ ..؟

بِكُلِّ تأكيدٍ وإصرارٍ فإنَّ المودةَ والبرَ والقسطَ هُو أصلُ العلاقةِ بينَ النَّاسِ أفراداً والمجتمعاتٍ..يومَ لا يَكون اعتداءٌ أو بَغيٌّ أو ظلمٌ.

وسوم: العدد 631