مصطلحُ الأقلياتِ
تًتًرددُ علَى ألسُنِ النَّاسِ وَبكَثرةٍ عِبارةُ (الأقليِّةُ أو الأقليِّاتُ) إشارةً إلى مجموعاتٍ عرقيِّةٍ أو قوميِّةٍ أو دينيِّةٍ أو مَذهبيِّةٍ أو لونيِّةٍ في مُجتمعٍ مَا..وهي ثقافةُ إحساسٍ بالتمايُزِ الطبقيِّ بينَ أبناءِ المُجتمعِ الواحدِ..بكُلِّ تَأكيدٍ مُصطلَحُ (أقليِّةٍ) مصطلحٌ مُحدثٌ في الثقافةِ الإسلاميَّةِ ووافدٌ إليها..فَهي لمْ تَستخدم قَطُ هَذا المُصطلحَ في أدبياتِها الاجتماعيِّةِ..فَالإسلامُ منذُ البدايةِ طرحَ مُصطلحاتٍ إنسانيِّةٍ جامعةٍ:
• العالمين لقوله تعالى:"رَبُّ الْعَالَمِينَ".
• النَّاسُ لقوله تعالى:"رَبُّ النَّاسِ".
• بشرٌ لقوله تعالى:"خالقٌ بشراً".
• الأنامُ لقوله تعالى:"وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ".
• خليفةٌ لقوله تعالى:"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً".
• بَني آدَمَ لقوله تعالى:"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ".
• الحريِّةُ لقوله تعالى:"فَكُّ رَقَبَةٍ".
• أمةٌ كما جاء في صحيفة المدينة:"المُسلمونَ منْ قُريشٍ والمُسلمونَ منَ يَثْربٍ واليَهُودُ أمةٌ واحدةٌ".
• أهلُ الكتابِ لقوله تعالى:"يَا أَهْلَ الكِتَابِ".
• الأخوةُ لقوله تعالى:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ".
• الجارُ لقول سيدنا وسولنا محمد صلى الله عليه وسلم"لا يُؤمنُ عَبدٌ حتى يُحِبَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُ لِنَفْسِهِ"وقال أهل العلم:الجار هنا على الإطلاق.
أجلْ الثقافةُ الإسلاميِّةُ لمْ تَعرِف قَطُ مُصطلحَ (أقليِّةٌ) الإسلامُ أطلقَ مصطلحاتِ مَعنويِّةٍ أخلاقيِّةٍ مثل (مُصلِحُون،مُتقُون،يَعقلُون يَتفَكرُون،يَتَدبرُون،التعاونُ،التسابقُ،التعارفُ،التدافعُ) من أجل التعاونِ والتنافسِ بينَ النَّاسِ في فِعلِ الخيرِ لقوله تعالى:(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات)..وللتفاضلِ طرحَ مَبدأ(التقوى) لقوله تعالى:(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)وهناك تفصيل لا يتسع له المقام..وبعد فالإسلامُ يرفضُ مُصطلحَ الأقلياتِ..وَيستبدلُه بمصطلحِ الأخوةِ وما هُو بِحُكمِها..إنَّها أنسنةُ القيمِ والفكرِ والمعرفةِ بينَ النَّاسِ.
وسوم: 634