تنمية البقاء .. ضرورة إقتصادية
نتحدث كثيراً عن التنمية وتأتي النتائج مخيبة للآمال دائماً. ضجيج فقط. لا محل لوجود فعلي للتنمية خاصة في أولى درجاتها وهي تنمية البقاء. ولا يمكن لمجتمع يريد أن ينهض إلا بها. إنها الأساس الفعلي والعملي للمرحلتين التاليتين وهما النماء والسبق.
تعرف تنمية البقاء بأنها استخدام الموارد المحلية بشكل صحيح منتج بأقل تكلفة ممكنة. عرفتها أجيال ما قبل التكنولوجيا!! قد يصدمك كلامي ويدهشك وربما ترفضه وتتهمنى بالدعوة إلى الرجوع إلى ما قبل العصر التكنولوجي الذي صدع أدمغتنا بالجديد في كل شئ.
نعم تكنولوجيا جديدة سريعة بمجرد الضغط على مفاتيح! قد تسعدك لحظات أو تختصر لك الخطوات ولكنها في ذات الوقت تنتزع منك كل نشاط ذهني فعال.
كانوا أهلنا في أجيال ما قبل التكنولوجيا أمثلة رائعة لتنمية البقاء. فكانوا في أماكنهم وفي بيوتهم فاعلين لتنمية البقاء.
وإليك المثال الآتي:
بقايا الطعام تعد بشكل مناسب لتوضع للطيور التي تربى في البيوت مع إناء نظيف للماء الرائق ليشرب منه الطير الذي يعطيك لحماً طرياً شهياً ويعطيك أيضاً مخلفات تنفلها بعد أيام إلى حقلك وزرعك ليعطيك ألوان أخرى من النعم التي أنعم الله عليك بها. ليس هناك مكان للمخلفات ولا أكياس القمامة إنها الاستخدام الأمثل للموارد. لا مكان في بيوتنا حينذاك إلا للإنتاج! إنها تنمية البقاء أنت تشتري بطيخة يأكل منها الإنسان والطير والنبات. ليس هناك مخلفات إنها مخلفات قابلة للإنتاج الجديد عن إعادة استخدامها لتعطيك ألواناً أخرى من النعم.
لا قيمة مطلقاً لإنسان لا يأكل من عمل يده.
الأمم المتقدمة تأكل من عمل يدها.
كان سيدنا دواد يأكل من عمل يده. كان نبياً وملكاً. (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا)
سورة سبأ : الآية 13 .
والعمل هو عنصر من عناصر مجموعة القيم الإسلامية العليا. وكان سيدنا سلمان الفارسي يجدل الخوص بعد أن ولاه سيدنا عمر بن الخطاب والياً على المدائن.
سيدنا داود كان يعمل بصناعة الدروع!!
وسيدنا سلمان كان يجدل الخوص!!
أمة لا تعمل أمة ميتة والعكس صحيح. وأن تعمل بإتقان فهي قائده وليست راقده.
هل كنا نعمل؟
هل كنا نعمل بإتقان؟
نعم كنا نعمل ونعمل بإتقان فخضع لنا العالم في حينه قرابة ألف عام ولكن عندما تركنا العمل وفقدنا الرغبة في استخدام وسائل النمو ورضينا بالقابلية المريرة للاستعمار وأصبحنا سوقاً للمنتجات التافهة التالفة فقدنا قيمتنا وخصائصنا وأصبحنا في زوايا النسيان.
وسوم: 635