طه النبيّ والأنا

وهل أحبُ محمداً النبي؟ وما أدراني إن كنت كذلك، أحيي سنته ما استطعت سبيلاً، وأقصّر فيها أحياناً وكثيراً، وفي محصلة الأمر أعود لنفسي سائلاً: هل أحبّ محمداً..؟!

ويحي، ماذا أقول، أراني على حافة الكفر، لكن... أنا أصدق من الموت مع نفسي، ربما أكون في حرفي هذا خارجاً عن سطر الإيمان، وأظنني سأعود إن سمحت لنفسي بالبوح بما يجول في خاطري.

لسانياً؛ أقولها بملء الفم: إني أحبّ محمداً نبياً وأشهد به رسولاً، وقلبياً؛ أراني لا أشعر بحجم ذلك الحب الذي أدّعيه بيني وبين نفسي دون غيري.

أتريد الصدق يا أنا؛ أنا تائه، أستنّ بسنة الرسول محمد دون أيّ إكراه، بمحض إرادتي، وبيني وبين ربي، وبطبعي لا أكترث بالبشر وما سيقولون، لكني أقولها أنا: أني لا أشعر بشيء يدغدغني خلال أدائي لبعض السنن المحمدية.

نسيت أن أقول يا أنا؛ بعض السنن أشعر بعدها وأحياناً خلالها، بفرحٍ لست أدري ما عنوانه، ولا أدري إن كان له علاقة بأدائي تلك السنة أو تلك، وربما تكون رزقاً من عند الله ساعة لم أحتسب أي رزق.

كُفّ عني وعن ذكري ودعني ولساني واسمعني يا أنا، في ركني الذي تعرف، نعم المعتم هو ما أقصد، أجد ببعض السنن المحمدية نكهة ولذة وقرباً لله أكثر من بعض الفرائض، ولا تسألني كيف ولماذا، وأرجوك؛ لا تصفني بالكافر ولا حتى بالمؤمن، اترك ذلك لمدرك نفسي وسرّها.

محمد؛ هكذا أحبّ أن أناديه وأنا أناجي ربي، والحق كل الحق، شاهدته مرات أقل من عدد أصابع يدي، وكنت كلما ناديته بمحمد يبتسم لي، إلا مرة ناديته بنداء وأنا لا أملك من زمام نفسي شيئا، ناديته " يا سميي، يا طه "، ورأيته بأمّ روحي التي تنكرني أحياناً يبتسم لي فاتحاً ذراعيه لي، فما إن أسندت نفسي ورفعت رأسي وجدته راحلاً... ربما كان يضحك عليّ ولا أظنه كذلك.

يا طه، أدعو لي ربك ربي، أن يحببني لنفسي حتى أحبك.

وسوم: العدد 647