كوفيتي هويتي

دخلت الصف وإذا بطالب مرتدٍ كوفية حمراء يستأذن فيثور سائلا:

أستاذ، البرد قارس، هل تسمح لي أن أبقي كوفيتي على رأسي؟

قلت ممازحًا: رحم الله البرد الذي اضطرك أن تلبس كوفيتك؛ نعم، ابقيها على رأسك.  

شكرني ثم تابع معاتبا: أستاذ الحصة الماضية أخرجني من الصف واتهمني بالوهابية!

لم أعلق على ما تذمر منه الطالب، لكنني تألمت؛ خاصة وأن زميل الحصة السابقة كان عربيًا.

فراودتني مخاطر مهددة كياني العربي: 

هل من الصحيح أن نطبق كل ما يحاك ضدنا من قبل أناس شوفينيين همهم الوحيد أن يتآمروا ضد هويتنا العربية وقد بيتوا مكائد ممنهجة لمحو كل ما يرمز إلى تراثنا العربي؟!

وعلى أي أساس تروج هذه المكائد؟ وطبقا لأي دستور؟

طبقا لأي دستور أمنع أنا العربي من التعلم بلغتي في المدارس؟ 

طبقا لأي دستور يُمنع طفلي من التسمية باسم عربي؟ 

طبقا لأي دستور يا أيها المندوبون الذين لا تحركون ساكنا يقف أمام أعداء تراثي وثقافتي؟!

طبقا لأي دستور...

والحقيقة لا يحزنني هؤلاء الشوفينيون العنصريون الذين يفرضون علينا قراراتهم التي لا تطابق دستور الحكومة، فعداوة هؤلاء للناطقين بلغة الضاد أضحت معروفة، لا يحزنني هؤلاء بقدر ما يحزنني أخي العربي الذي أصبح يهرول ويطبل لتطبيق هذه الأفكار الخطيرة.

ألم يكن أهلنا يرتدون الكوفية الحمراء قبل عقود من السنين؟ ومن منهم كان يعرف الوهابية؟!

فما الوهابية إلا ذريعة يتذرعون بها أعداء العروبة والإسلام ليبعدوك من زيك العربي. 

ولعلمك يا أخي، أن هؤلاء سوف لا يكتفون بذريعة الوهابية فحسب، بل سيحوكون مؤامرات أخرى وبالغد القريب ليمنعوك من العقال والكوفية البيضاء؛ فقد يتهمونك بالكويتية.

ثم يمنعون الكوفية المقلمة بذريعة الفلسطينية، 

ثم الدشداشة بتهمة العراقية ...

إلى أن يجردوك من عروبتك تماما، فتصبح تتراطن مع أطفالك بالغدو والآصال.

فحذار.

وسوم: العدد 651