تحية لتونس في ذكرى ثورتها

ـ هل يكمن السر في انسحاب  الرئيس السابق  بوقت مبكر تحت إصرار الثورة، ورفض الجيش أن يتدخل ؟؟

ـ هل يكمن السر في طبيعة الجيش التونسي المحترف الذي لم  يتدخل مباشرة بالسياسة فأبى أن يكون أداة النظام في قمع الحراك المدني ؟.. أو القيام بثورة مضادة ؟؟..

ـ هل يكمن السبب في الخط الإصلاحي ـ المنفتح لحركة النهضة ورفضها احتكار الحكم وإبعاد، او تهميش الآخرين، إصرارها على نهج التشارك، وتبني خط ديمقراطي يرفض الأسلمة الشاملة ؟؟

ـ أم هي قوة المجتمع المدني التونسي، نتاج العهد " البورقيبي" وما أحدثه من تغيرات، وتطوير  البنى والقوانين ، ودور الاتحاد العام للشغل؟، وعموم القوى الديمقراطية ؟..

ـ ام منسوب التدخلات الإقليمية والخارجية التي لم تكن كبيرة التأثير، ومختلفة عمّا حدث في ليبيا واليمن.. وسورية الماساة المفتوحة، والاحتلال المباشر ,,,

ـ يجب الإقرار أن مجموعة عوامل متضافرة اجتمعت كي تنجو تونس مما حصل في ثورات الربيع العربي ـ نسبياً ـ وتجاوزها لحالة التدخل السافر من القوى العسكرية والخارجية، وقوى النظام العميق ..وبما وفّر شروطاً للبدء في  العملية الانتقالية بشروط معقولة.. نقلت تونس إلى وضع جديد .

يجب الاعتراف ان خط حركة النهضة : العقلاني، الإصلاحي، المنفتح جنّب تونس الدخول في أحادية جديدة، وشمولية مغلفة بالدين، وأفسح في المجال لنهوض تحالفات واسعة كان لها دورها، رغم الأخطاء والسلبيات، في عبور المرحلة الصعبة، وإرساء نهج التعددية، واللجوء غلى الشعب في انتخابات مباشرة للمثليه.

                                 ****

ورغم حجم التركة الثقيلة التي تواجهه تونس الوضع الجديد، بما في ذلك قوة، ونفوذ الدولة العميقة، وفى النظام القديم..، وطبيعة التحالفات التي قامت واثمرت نسبة معينة في مجلس النواب، وما  تعرفه من تفاعلات متعددة الأشكال في حركة نداء تونس، وفي عموم التحالفات االقائمة، والمتاعب الاقتصادية، واثر الإرهاب في ضرب السياحة ـ أحد أعمدة الاقتصاد ـ وجملة المصاعب المختلفة..

إلا أن تونس تخطو خطوات واضحة في عملية الانتقال للنظام الديمقراطي المصان بانتخابات مباشرة للبرلمان، وصياغة دستور تعددي، يستجيب لمطالب الشعب.. وفي تحقيق نوع من الاستقرار يفتح الطريق لتجسيد " العدالة الانتقالية، ولعبور تونس هذه الفترة المضطرمة بأقل الخسائر الممكنة..

وسوم: العدد 651