الاحتفال بعيد الحب أو الفالنتين آفة دخول المسلمين جحر الضب وراء غيرهم

آفة المجتمعات العربية الإسلامية التقليد الأعمى لكل وافد من الغرب الذي يعتبر عالما مثاليا بالنسبة لشرائح واسعة تعاني من عقدة الشعور بالتخلف في هذه المجتمعات . والذي يجعل التقليد آفة عندنا هو اقتصاره على تقليد ما لا يعود على المجتمعات العربية بالفائدة مثل نقل التكنولوجيا المتطورة التي من شأنها أن تجعل هذه المجتمعات مهيبة الجانب في العالم . والتقليد الأعمى سبة ومعرة خصوصا عندما لا يدرك من يقلد حقيقة تقليده لغيره . ومن التقليد الأعمى الاحتفال بما يسمى عيد الحب أو" سان فالنتين " وهو احتفال غريب عن المجتمعات العربية تم استيراده عن طريق فئات حاملة لفيروس التقليد الأعمى ، وهي فئات لا تكاد تقليعة تظهر مهما كانت في مجتمع من المجتمعات الغربية إلا ونقلتها على جناح السرعة تماما كما يفعل الذباب حين ينقل القاذورات من مكان إلى آخر . وفي غياب ضوابط تصون الهوية العربية الإسلامية وقيمها الدينية تنشط فيروسات التقليد الأعمى بشكل كبير . ومن الأمور التي يسهل تقليد الغرب فيها ما له علاقة بغريزة الجنس . ولما كان الحب مقدمة لهذه الغريزة أو مظهرا من مظاهرها ،فإن تقليد الغرب في الاحتفال به انتشر بسرعة في المجتمعات العربية الإسلامية ،لأنه يصادف هوى في نفوس المقلدين خصوصا في أوساط المراهقين الذين ينشغل كل جنس منهم بالآخر مع فترة النضج الجنسي الذي يكون قويا ومندفعا . ومن اليسر استدراج المراهقين للاحتفال بعيد الحب لأنه يصادف هوى في قلوبهم ،كما أنه فرصة لتصريف غريزة الجنس الفوارة والمكبوتة عندهم . ولا يعرف الكثير من الشباب المراهق حقيقة الاحتفال بعيد الحب ،خصوصا وأنه مناسبة من وحي الأسطورة . وعند تأمل هذه الأسطورة نجد أنها تمت بصلة للفكر الديني المسيحي حيث تزعم أن القديس فالنتين كان مسيحيا في مجتمع وثني وأنه قتل بسبب ذلك، وصادف سجنه عشقه لابنة السجان . وباعتبار هذه الأسطورة يكون الاحتفال بعيد الحب هو احتفال ديني خلاف ما يزعم البعض من أنه عيد لائكي . والذي يؤكد الطبيعة الدينية لهذا العيد وجوده عند اليهود أيضا ،وإن كان وقت الاحتفال به لا يصادف الرابع عشر من شباط . ولما كان اليهود أهل دسائس ومكر خبيث ،فإنهم يروجون يسوقون لهذا العيد ـ وهم أهل تجارة ـ خصوصا وأنه يدر على تجارهم أرباحا ببيع باقات الورود وقطع الشوكولاطة ، وبإقامة السهرات والليالي الحمراء التي تسوق فيها الخمور وتحجز الفنادق لممارسة الفجور . ومشكلة شرائح العرب المقلدة للغرب في عيد الحب أنها لا تعرف شيئا عن طبيعة ما تفعل لأنها فاقدة لهويتها عمليا ولأنها تجهل عقيدتها . ومعلوم أن رسول الإسلام حذر أمته من تقليد اليهود والنصاري، وهم أمتان انحرفتا عن التدين الصحيح بشهادة القرآن الكريم الذي لا ينطق عن الهوى في حديث مشهور رواه أبو سعيد الخدري حيث قال قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن الذين من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه " قلنا اليهود والنصارى يا رسول الله ؟ قال : فمن ؟ والقذة ريشة السهم كناية عن التبعية والتقليد العمى . وجحر الضب أنتن مكان على الإطلاق بسبب رائحة بوله الكريهة ، وفي ذلك كناية عن تقليد أعمى وبليد لليهود والنصارى في خبائثهم . ومعلوم أن احتفال شرائح محسوبة على الإسلام بعيد الفالنتين هو عبارة عن دخول جحر الضب وراء من كان قبلهم . ومعلوم أن الحب في دين الإسلام يختلف عن الحب في غيره من الشرائع والثقافات فهو علاقة يضبطها الزواج الشرعي ، ولا وجود لحب خارج هذه العلاقة، بل يعتبر الحب خارجها خطيئة لأنه يفضي إلى وصال ترتكب بسببه جريمة الزنا . وكم خرب الحب خارج علاقة الزواج من أسر وبيوت في المجتمعات الإسلامية . فما معنى أن تنشأ علاقة الحب بين ذكر وأنثى ،ويترتب عنها وصال ،وما لا تحمد عقباه ثم تنتهي هذه العلاقة دون زواج أو تستمر مع زواج الذكر بغير الأنثى التي كانت له معها علاقة حب ، وزواج الأنثى بغير الذكر الذي كان له علاقة حب معها . وكم من ذكر صار أضحوكة عند من كانت له علاقة حب مع زوجته ، والمصيبة أن تظل زوجته على علاقة الحب مع غيره وهي في عنقه ، وتحتفل بعيد الحب ، وهي كذلك ، وينفق زوجها لاقتناء باقات الورود وقلوب الشكولاطة ... لفائدة خدن زوجته، فيتناولها وهو يسخر من غبائه وغفلته ، أما إن كان يعلم بعلاقة الحب بين زوجته وخدنها، فالمصيبة أدهى لأنه يحوز حينئذ خزي الدياثة والقوادة . وأخيرا نقول إن الاحتفال بالفالنتين في بلاد الإسلام هو تدنيس لشرف وطهر الأسر المسلمة ، وهو عبث بشرفها وكرامتها ، فمن ذا الذي يرضى وهو مسلم أن يتعرض عرضه للامتهان والهتك ،فتنشأ علاقة حب غير شرعي بين كريمته أو شقيقته أو قريبته أو زوجته إلا أن يكون مغفلا واضح الغفلة أو ديوثا وقوادا واضح الدياثة والقوادة ؟

وسوم: العدد 655