أدب الحوار أن يكون هدفه الوصول للحق

بعيدا عن هوى الانتصار للنفس

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

أدب الحوار ونقل الأخبار :

نهدي هذا المقال للذين يودون ان يسير الحوار على ما تهوى انفسهم حتى لو كانت المادة المتحاور عليها مادة علمية لا تقبل الاجتهادات والآراء الشخصية وإنما تخضع فقط للآراء العلمية المبنية على الدلائل والبراهين الثابتة التي لا تقبل القسمة على اثنين. نهدي هذا المقال عن ادب الحوار للذين يتهمون من يخالفهم الرائي بأنه يرى بعين واحدة بينما يتعامون هم عن الحقيقة الساطعة ويرون فقط بالمخزون العقلي الذي تطلوه غشاوة التحيز لجهة ما او ضد آخرى وحينما يطرح الطرف الآخر الذي لا يسير رأيه على هواهم يبدؤون في التصنيفات من حيث المولاة والمعارضة او الحب والكراهية ولعمري فان هذا المنطق يبتعد كثيرا عن ادب الحوار الذي يجب ان يسود وبالذات في المسائل العلمية ولا يمكن لكل شخص ان يفتي فيها اذ ان الفتوى تتطلب المعرفة والإلمام التام وهذا هو شان المختصين اهل العلم والخبرة في المجال المطروح للحوار وقديما قيل اعطي الخبز لخبازه حتى لو يأكل نصفه فليتنا وصلنا لهذا الفهم وساد بيننا فالحوار هو النقاش او الحديث الذي يدور بين شخصين او اكثر من ذلك والذي يجب ان يتداول فيه الكلام بطريقة يغلب عليها الهدوء والبعد عن منهج الخصومة والتعصب وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى في سورة الكهف ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ) من هنا نستنتج بان الحوار هدفه هو الوصول الى الحقيقة او انه يهدف لإقامة الحجة على احد الطرفين المتحاورين وقد يكون الهدف منه هو دفع شبهة او تهمة وجهها احد الطرفين المتحاورين للآخر لذا نقول بأنه يوجد فرق كبير بين الحوار والجدال الذي للأسف ينتهجه البعض فينحرفون بالحوار الى الجدال الذي يعني لغويا الخصومة التي تحول الحوار الى جدل مذموم يتميز بالعصبية والتمسك بالرأي حتى لو لم يكن على حق وقد ورد في ذلك قوله تعالى ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (النحل: 125 ( لذا ورد ان من آداب الحوار الابتعاد عن التعصب للفكرة التي تدعو لها واستخدام الالفاظ الحسنة وعدم تجريح الآخرين لمجرد انهم يخالفونك الرأي كذلك لابد ان تعتمد على الحجج المدعومة بالأدلة ولا تطلق الحديث على هواك وان تبتعد عن التناقض في ردودك بان تسأل عن امر فتقز لتتحدث عن امر آخر لا صلة له بما سألت عنه او ان يدور الحوار عن موضوع معين فتقفز للحديث عن موضوع آخر في نفسك وتريد الحديث عنه فتقحمه في غير محله لذا يجب ان يلتزم المحاور بان يدور حواره ونقاشه بما هو مطروح امامه وليست ما يريد هو ومن ادب الحوار ان يكون هدفه الوصول للحق بعيدا عن هوى الانتصار للنفس ومن هنا نخلص الى ان المحاور الناجح هو ذلك الشخص الذي يكون على قدر من العلم والإلمام بما يحاور فيه حتى يمكنه اقامة الحجة على الآخر معتمداً على معلومات موثقة وليست معلومات لا سند لها ودافعها هو التشفي او تحقيق هدف في نفس المحاور وقد أتضح ذلك جليا في بعض الأخبار التي لا سند لها من الصحة من حيث المنطق والعقل والدليل والتي يروج لها البعض ويحاور حولها على بعض الصفحات على هذا الموقع وللأسف الشديد على صفحات أنشئت من اجل خدم قضية معينة ولكن استغلها البعض لترويج ما يؤمنون به من أفكار ومن يؤيدونهم من ذوي التوجهات المعروفة والذين يروجون لبعض الأخبار التي قل ما توصف بأن هدفها هو هدم بنيان هذا المجتمع الذي عرف صفات الترابط الاجتماعي والأسري والنخوة والرجولة والذود عن العروض قبل الاسلام ولما جاء الدين الاسلامي الحنيف ودخلت تلك المجتمعات فيه بالحسنى وليست بحد السيف كما حدث في بعض المجتمعات التي دارت حروب بينها وبين الجيوش الاسلامية هذا الدين الذي يحس على مكارم الاخلاق وينفر عن الرذائل زاد الترابط في هذه المجتمعات التي كانت مترابطة اصلا قبل دخولها الاسلام فكيف لمجتمع مثل هذا المجتمع ان يغض الطرف عن رزيلة مثل التي يتحدثون عنها فأنني أقسم بالله العلي القدير ولمعرفتي لهذا المجتمع القرآني لو ان ذلك حدث فعلا لكانوا قد اتخذوا قرارا صغارا وكبارا نساء ورجال بأن باطن الأرض خير لهم من ظاهرها وللأسف فان الجهات المسئولة عن هذه الصفحات تاركة هذه الأقلام تبث السموم وتحمل كل يوم معول الهدم دون ان تحرك ساكن بحجة الحرية فأي حرية التي تتحدثون عنها هل الحرية هي هتك اعراض الناس والترويج لأخبار تسعى لهدم المجتمع من أجل مصالح ضيقة وإتباعا لتعليمات جهات مشبوهة إن كانت هذه حرية فنسأل الله إلا يقسم لنا منها في الختام نود ان نخلص الى ان الحوار يهدف الى توضيح ما تريده للآخرين مع سعة الصدر وقبول الرأي الآخر وكذلك ان يكون نقل الأخبار وتداوله مبنيا على التأكد من صحة هذه الأخبار وبالذات الأخبار التي تمس أعراض الناس وشرفهم والله نسأل أن يهدي الجميع للطريق المستقيم. .

سلم مداد قلمك أستاذنا الشامي الصديق آدم فيما ذهبت إليه من توضيح  ادب الحوار ان يكون هدفه الوصول للحق بعيدا عن هوى الانتصار للنفس!!!