قيمة العطاء وأثرها على الأداء

د. هايل عبد المولى طشطوش

من مهارات تطوير النفس الإنسانية(5)

عندما نسمع كلمة " العطاء"  يتبادر إلى أذهاننا الأشياء المادية كالسلع والنقود ، أي بمعنى آخر العطاء المادي، ولكن يجب أن نعلم أن العطاء قيمة لا تقتصر على منح الأشياء المادية فقط، فالعطاء كما هو عطاء الأشياء المحسوسة فهو أيضا عطاء الأشياء المعنوية.

فمن الأشياء التي يجب ان نتعلمها ونعلمها لغيرنا، هو  العطاء المعنوي وذلك  لما له من اثر كبير في تنمية الذات الإنسانية ، فمن أنواع العطاء المعنوي التي يمكن ان نقدمها  ونبذلها للآخرين هو : الابتسامة ، فالابتسامة لها مفعول السحر .... جربها في محيط العائلة ومحيط العمل والمحيط الاجتماعي الأكبر وانظر إلى مفعولها، ولا أدل على قيمة وأهمية ومكانة الابتسامة من ان ديننا الإسلامي وضع لها الأجر والثواب ليدل على أنها ذات قيمة ونتيجة ومفعول.

العطاء المعنوي يشمل أيضا، المحبة والتراحم والتعاطف.... فهذه المشاعر هي جزء من البذل الذي يساهم في تنمية ذات المعطي وذوات الآخرين الممنوحة لهم، فكل هذه السلع المعنوية تساهم وبشكل واضح في بناء وتوكيد الذات وتطوير الأداء ، كما أنها تساهم وعلى صعيد الأعمال على زيادة الإنتاج وتجويده.

أيضا..... قيمة العطاء تساهم وبلا شك في تنقية النفوس وإزالة الضغائن والأحقاد من بين الأفراد والجماعات وبالتالي تساهم في بث روح المحبة والارتياح الذي هو سبب الإقبال على العمل وحب الإنتاج والإسراع إلى فعل الخيرات وانجاز الواجبات.

على المربين وأولياء الأمور تعليم من هم تحت إمرتهم أن يعطوا أكثر مما يأخذوا ، فالإنسان عندما يعطي يشعر براحة نفسية عظيمة  تنعكس على تصرفاته وأدائه وخصوصا إذا أحسن اختيار من يعطي لهم ، فالفقير بحاجة إلى السلع المعنوية حاجته للسلع المادية فلا يقتصر عطاؤنا على الدرهم والدينار فحسب بل أعطي المحبة والرحمة والابتسامة لأنها أدوات غذاء للروح كما الطعام غذاء للجسد.

الكل بحاجة إلى تعلم هذه القيمة الفقير والغني، الصغير والكبير، الرجل والمرأة،  فكلنا بحاجة إلى راحة نفسية تساهم في تنمية ذاتية تنعكس آثارها على مسيرة حياتنا.

وسوم: العدد 660