لماذا ثار الناس على النظام الأسدي، بائع الجولان؟
ـ كثير من أبناء الشعب السوري المسلم كان يشعر أن الإسلام يحارَب من خلال الدولة السورية، بالحرب على النشطاء والدعاة، وبمنع الأحزاب والحركات الإسلامية، وبالتضييق على المساجد، وبالتنقيص من قيمة مادة الديانة الإسلامية في المدارس، وبمحاربة النَّفَس الديني بل حتى الصلاة في الجيش والأمن والمخابرات، وفي الوزارات ومفاصل الدولة.
ـ لقد جاءت هذه الثورة من رحم المعاناة شعبية وطنية خالصة صافية سلمية مسالمة، فقد جاءت في سياق ثورة الشعوب العربية ككل ليكون ذلك دليلاً أخر على أنها تسير وفق السنن الطبيعية للتاريخ ووفق السنن الطبيعية لحركة الشعوب في رفض الظلم والطغيان والاستبداد والفساد، انطلقت الثورة الشعبية في الداخل؛ وقد سبقت كل الأحزاب والمنظمات المنفية في الخارج لأنها لم تكن تستطيع فعل شيء.
ـ استقر في ضمير الشعب السوري أن حزب البعث وتكوينه وفق تركيبة الأقليات بشكل رئيسي كان صنيعة فرنسية بين يدي خروجه ليستطيع أن يسيطر هؤلاء على البلاد باسم العروبة والوطنية وإبعاد العناصر الوطنية.
استقر في ضمير الشعب السوري أن مخططاً منذ الخمسينات على غفلة من الناس هدف إلى تصفية الكفاءات العسكرية والأمنية والوطنية من الجيش والمراكز المتقدمة وإحلال العناصر الطائفية والأقلية من خلال خطة أعدت لذلك، ورَبْطٍ لكثير من هذه العناصر بالقوى الخارجية.
ثار الشعب وهو يدرك أن النظام قاتل وظالم، يقتل ويسجن ويعذب على الهوية والفكرة والمعتقد ..
ثار الشعب وهو يدرك أن النظام الأسدي ساعد مساعدة حقيقية في سقوط العراق..
وأنه جزء من مخطط صفوي .. للسيطرة على المنطقة.
ثار الشعب وهو يدرك أن هذا النظام قد حول الدولة والنظام السوري إلى طائفة وعصابة وعائلة وشخص.
ثار الشعب وهو يدرك أن النظام السوري الأسدي غير شرعي، عبث بالدستور خلال خمس دقائق.
ـ ولا يخفى على سوري الحربُ المنظمة الشعواء التي يمارسها النظام ضدّ الدين منذ عقود! وكان من أولها أن ألغى مادة : دين الدولة الإسلام، ومن مظاهرها تقييد العلماء في الخطب والدروس، واستثناء كل متدين من رتب الجيش والوزارات، ومن مظاهرها حذف مادة الدين من التقدير العام في الثانوية.
ـ إلام انتهت سوريا في عهد النظام الأسدي؟
نظام علماني يحارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحارب الشريعة وأهلها.
نظام كتم الحريات، وأذل الكرامات، ونهب الخيرات، واستبد بالحكم.
نظام يحكم بقانون الطوارئ وقانون الإرهاب.
نظام صنع البطالة والفقر والرشوة والتخلف والجهل والضعف.
نظام يرى أن الشعب كله خادم له ولفساده، حتى صار الجنود في الجيش مجرد خدم للضباط والوزراء والرئيس.
المواطن لا يضمن الأمن، يعيش في رعب خائفاً، لا يأمن على نفسه ولا على ماله ولا على أهله ولا بيته.
نظام كذاب يملك إعلاماً كذاباً وتعتيماً عن الحقائق وتزويراً للوقائع.
نظام صنع حزباً واحداً لا يعبر عن ضمير الشعب والأمة، يجمع الطاقات لخدمة إجرامه وفساده من خلاله، ويخفي من ورائه طائفيته، ويكتم به الأنفاس ويمنع الحريات السياسية.
نظام طائفي، يجري انتخابات شكلية غير نزيهة، فلا يختار الشعب نوابَه وحكومته ورئيسَه، بل يتلاعب بالانتخابات ليتربع علينا المنافقون والمجرمون.
نظام يرى المصالح الأمريكية والإسرائيلية والشيعية، يناصرها ولا يمسها، على حساب عقيدة الأمة ودينها وشعوبها ومصالحها، ويقدر على الكذب والتمويه والغش بحيث استطاع أن يوهم أكثر الأمة أنه المقاوم والصادق.
لم يطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، ولم يسمح لمناضل أن يتقدم، وأخرج البندقية الفلسطينية من لبنان.
نظام بلغ من إجرام النظام الأسدي أن رأيتموه يذبح الأطفال بالسكاكين.
تسمعون كل يوم انتهاك شبيحته للأعراض واغتصابها.
يسرقون البيوت وينهبونها ويحرقونها.
رأيتم جنوده يدوسون الرجال والأحرار بأحذيتهم ويجبرونهم على الكفر والسجود للرئيس وتأليهه.
يهدمون البيوت على رؤوس الناس، ويهدمون البنية التحتية للبلاد.
ـ ولم ينس الشعب السوري مجازر النظام في حماة . . وفي تدمر وغيرها، وما يحصل استمرار لذلك الإجرام، وفضح له فقد ظهر كل ما كان خافياً.
ـ ماذا تعرف عن النظام الأسدي؟ ـ إحصائيات عالمية:
سوريا في المرتبة 150 في مؤشر الشفافية العالمية لعام 2009م من أصل 180 دولة في العالم.
جامعة دمشق في الماضي تنافس أرقى الجامعات العربية؛ نجد أنها اليوم تحتل المرتبة 73 عربياً، والمرتبة 5900 عالمياً.
احتلت سوريا المرتبة 165 في مؤشر حرية الصحافة التي يتمتع بها الصحفيون في كل دولة من أصل 175 دولة في الدراسة.
احتلت سوريا المرتبة 140 عالمياً من أصل 180 على مؤشر الحرية الاقتصادية.
احتلت سوريا المرتبة 152 في مؤشر الديمقراطية من أصل 167 دولة.
سوريا في المرتبة 128 عالمياً من أصل 215 دولة شملها تقرير جلوبال فايننس عن عدد مستخدمي الانترنت.
احتلت سوريا المرتبة 115 عالمياً في الدول الآمنة حسب تقرير جلوبال فايننس.
ـ النظام السوري والقضية الفلسطينية
استقر في ضمير الشعب السوري أن هذا النظام ثمرة صفقة خطيرة لمنع الإسلام من الحكم في بلاد الشام، ولتمكين أعداء الإسلام من السيطرة على سوريا وفلسطين، وكان من تلك الصفقات التي أجراها النظام لأجل ذلك: بيع الجولان مجاناً، تلك الجبهة الحصينة.
استقر في ضمير الشعب السوري أن هذا النظام جعل من القضية الفلسطينية شماعة وستاراً لفساده ولإرهاب الشعب وقمعه.
ثار الشعب وهو يدرك أن النظام السوري الأسدي مزق منظمة التحرير ولبنان، وكان سبب الفتنة في الدول العربية، واغتيالاته في لبنان كثيرة معروفة.
ثار الشعب وهو يدرك : أن النظام لم يقدم لقضية فلسطين إلا مذابح تل الزعتر والنهر البارد والبداوي، ومعاونةَ من قَتَلَ في صبرا وشاتيلا..
وسوم: العدد 660