التلمود البابلي الصناعة الفارسية اليهودية
تعريف التلمود
كلمة تلمود مشتقة من الجذر العبري ( لامد) يعني الدراسة والتعلم ويعود كل من كلمة ( تلمود) العبرية وكلمة تلميذ العربية إلى أصل سامي واحد .
ويمكن تعريفه بأنه ( الكتاب الذي يحتوي على التعاليم اليهودية الشفويه أو بعبارة أكثر تحديداً هو الكتاب العقائدي الذي يفسر ويبسط كل معارف الشعب الإسرائيلي وتعاليمه وقوانينه الإخلاقيه وأدابه ) الشرقاوي الكنز المرصود ص11
فالتلمود عباره عن تفسير الحاخامات للشريعة المكتوبة ( التوراة) ويخلع التلمود القداسة على نفسه باعتبار أن كلمات علماء التلمود كان يوحي بها الروح القدس ومن منطلق أن الشريعة الشفوية لاتقل في منزلتها عن الشريعة المكتوبة وهو مصدر أساسي للتشريع والأعراف .
نشأة التلمود
بحثت في نشأة التلمود فوجدت أن الموضوع كبير وشائك ويتجاوز حياة أكثر من إنسان لإستكماله وأعتذر من نشر هذا المقال دون تعمق وتوسع ذلك لأسباب يطول المقام لبسطها، وما دعاني لكتابة هذا المقال هو المبالغة في خطورة اليهود وإغفال العدوان الإيراني الذي يمثل حالة مستديمة منذ ألالاف السنين على الشعوب العربية خاصة الأحوازي والعراقي .
فما هي قصة هذا التلمود وما علاقة الفرس به ؟
بعد عزرا الكاتب ( راجع مقالي بعنوان لوثة كسرى وسفر عزرا جريمة تحريف التوراة علي يد الفرس واليهود ) قامت طائفة من اليهود تدعي بالفريزيين ( الأرثوذكس حالياً) نسبة إلى منطقة فرز في إيران أسسها ونصبها الفرس الأخمينيين عنوة على اليهود، عرفوا بأتباع عزرا المسؤول عن شؤون اليهود في البلاط الفارسي، بتدوين تعاليم موسي الشفوية المزعومه كذباً وزوراً، أفرزت فيما بعد ما عرف بالتلمود عام 210 ق م الذي لم يكن سوى منشور عسكري سياسي، نفثوا فيه حقدهم وعقد الشخصية الفارسية، وليستكملوا المشروع الفارسي اليهودي الذي تم تدشينة بالتوراة والذي يهدف للسيطرة علي المنطقه العربية ونهب ثرواتها وقتل شعوبها ففي التلمود يمكن تنظيم الشعب اليهودي وتجهيزه كتنظيم عسكري وسياسي وظيفي من خلال وضع اليهود تحت سلطة الحاخامات الفريزيين دون غيرهم من طوائف اليهود الأخرى و الذي يعارض سلطة الحاخام الفريزي من اليهود فهو مستحق للقتل والتعذيب والتشريد. ( راجع سفر عزرا الإصحاح 6-7 ).
وقد جاء في التلمود ( من إحتقر أقوال الحاخامات استحق الموت أكثر ممن احتقر أقوال التوراة ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط لان علماء التلمود أفضل كما جاء في شريعة موسى ) .
وضع كتبة يهود بابل الشريعة كما يقول د روبن ( إتخذوا إجراءات إستثنائية لعزل اليهود عن باقي العالم، ونظموا حياتهم الخاصة تنظيماً دقيقاً قاسياً وفرضوا عليهم شروطاً حياتية تجعلهم تحت رحمة رؤسائهم ماداموا أحياء بل وجعلوا منهم فئه محقوداً عليها بل محاربة من باقي العالم، عن سابق قصد وتخطيط، مما لايحسدون عليه إطلاقاً )
التوراة تاريخها وغاياتها ص 52
ويضيف د روبن ( فالدين اليهودي ليس ديناً صحيحاً، بل منظمة قتالية تلبس لبوس الدين غايتها الأحتفاظ بنقاوة الشعب اليهودي ) نفس المصدر ص 40
وكان على الكتبة اليهود البابلين تهيأة اليهود المنفيين من بابل وتنظيمهم تنظيماً قتالياً يجعلهم أهلاً للسيطرة على العالم كما وعدهم ( يهوه) وغير قابلين للإمتزاج مع الغير ولايقبلون بالمصالحة ولا يعرفون الرحمة .
تقول، الموسوعة اليهودية ( وأصبحت الحياة اليهودية منذ ذلك الحين منظمة حسب الفريزيين، كما أعيد وضع كل تاريخ اليهود من وجهة نظر فريزية وأعطى وجه جديد للتشريعات السابقة ( السنهدرين) كما حلت سلسلة جديدة من التقاليد محل التقاليد القديمة، وقد كيفت الفريزية طبيعة اليهود وكذلك حياة وتفكير اليهودي للمستقبل كله ) .
وبهذا لم يرث اليهود كتاب ( العهد القديم ) فقط بل ورثوا معه تاريخا طويلا من اللاشعور الجمعي بكل عقدة ومكنوناته، والشعور بالدونية، والشعور بالعظمة والتعالي أحياناً وكل عقد الشخصية الفارسية التى إتخذت طابعاً دينياً فالتلمود لم يكن إلا إنعكاساً للنفسية الفارسية التي أعطت نوعاً من الشرعية والقداسة لجميع الرذائل اليهودية من الحقد والظلم والكذب وكتابات العهد القديم زاخرة بالأقوال التي تدل على تلك الحالات، وقد وظف الفريزيون كل تلك النقائص في إستعباد وإستغلال اليهود ونقل جلهم من اليهودية إلى ( الفارسية ) الفريزية .
وبالرغم من التعديلات التي لحقت بما دونه عزرا الكاتب ماتزال ثمة ملامح زرادشتية واضحه نجدها في مخطوطات البحر الميت، وفي أن رجل الدين اليهودي حمل التسمية التي حملها عضو هيئة المجوس أي حكيم ( حاخام ) وديّنه ، ومثلما حمل كبير الكهنة المجوس إسم ( موبذ وموبذان ) حمل كبير كهنة اليهود إسم الكاهن الأعظم .
أنشأ الفريزيون جناحاً عسكريًا ( الزّيلوت ) أشتهر بالعنف والتعصب وسفك الدماء وقد مارسوا القتل للقتل، كان أحدهم يحمل خنجراً برأسين ، ويمر بين الناس فيطعن به على الجانبين .
وهكذا تم إخضاع اليهود لسيطرة زعمائهم الأبدية يقررون لهم مصيرهم وعاداتهم ونمط حياتهم وهكذا ضمن الزعماء اليهود طاعة أتباعهم العمياء، وأمكنهم إستعمالهم وتحقيق غاياتهم دون إعتراض ، بعد جهد جهيد من ملوك الفرس على ربط الدين ورأوا أن وحدة المجتمع اليهودي لاتتم إلاّ بهذا الرابط والسيطرة على طائفة رجال الدين،بعد أن نجحوا نجاحا باهراً في تغيير أسس العقيده اليهودية علي النحو الذي يخدم مصالحهم . حين أدركوا بخبثهم إمكانية إستخدام العنصر اليهودي عنصراً تابعاً وموالياً لهم. كما كانوا يرون في طبقة رجال الدين قيادة قادرة أن تفرض قدراً من التماسك على المجتمع اليهودي ومن هنا كان حماس القيادة الفارسية في ترسيخ دعائم الشريعة اليهودية ( التوراة والتلمود ) والحرص على تدوين كتبها المقدسة وربطها بالملك .
يذكر إسرائيل شاحاك في كتابة الديانة اليهودية ص97 ( يوجد في مصر كتاب يعود تاريخه إلى 415 ق. م يحتوى على نص لأمر صادر عن ملك فارس داريوس الثاني ويتضمن تعليمات ليهود مصر بالنسبة إلى تفاصيل التقيد بفرائض عيد الفصح)
إن حقد اليهود على جميع البشر وحب الثأر والإستعلاء لم يكن سوى نتاج هذا التلمود الذي كانت الثقافة الفارسية الزرادشتية أهم روافده خصوصاً في فكرة الماشيّح والمفاهيم الثنوية مثل الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام والفلكيات والأرواح الطيبة والشريرة . وبات لدينا الأن مجموعة تميّزت دينياً إسمها ( يهود ) ولكن دون الخروج عن جوهر الزرادشتية .
وفي هذا الشأن يقول إسرائيل شاحاك في كتابه الديانة اليهودية ص 96 ( يتبين لنا إلى أي حد كان دور الإكراه الأجنبي ( ويقال في يومنا هذا الإكراه الإمبريالي ) دوراً فعالا في فرض الديانة اليهودية ، وبنتائج دائمة .
هذه هى الديانة اليهودية التي إخترعها الفرس الأخمينيين وحاخامات اليهود في بابل لم تكن سوى تنفيساً لإحساساتهم الغارقة في عقد نفسية نتيجة تبدد الأمال بفرض السيطرة المطلقة على شعوب المنطقه وهذا تلمودهم و توراتهم ترتكز على نقطة رئيسية ألا وهي وعد الرب بمنح أرض كنعان لليهود وإبادة أهلها على أساس أن وجود اليهود في فلسطين سيشكل نفوذا فعالاً للفرس وحاجزاً أمام مصر وبالتالي فصلها عن المشرق . وليصبح اليهود قاعدة للإمبراطورية الفارسية ويتحولون كجنود مرتزقة وجواسيس
و ( لأن فلسطين تشكل في الواقع نقطة الإرتكاز الحقيقية لكل قوى العالم ولأنها المركز الإستراتيجي العسكرى للسيطرة على العالم ) ناحوم غولدمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمى نشرتها جريدة الإتحاد الوطني بعددها 53/12 لعام 1953.
إن العنف والشّر سمة واضحه في الشخصية اليهودية ولا يمكن فهم هذا السلوك إلاّ بالعودة لجذوره العقائدية والثقافة الفارسية التي غذت هذا السلوك، فالطائفة الفريزية اليهودية الأكثر تطرفاً والتي تعرف اليوم بالأرثوذكسية هي نتاج هذه الثقافة والتلمود هو فارسي أكثر منه يهودي ولا أبرئ اليهود من الفعل القبيح فهم لم يتشربوا عادات الفرس وعقدهم إلاّ لإنها تنسجم مع نفسيتهم التخريبية والفرس هم مسؤولون امام العالم أجمع عن كل التفاسير التي وجهوا بها النصوص المقدسة وجهة الصهيونية السياسية وهم أول من غرس بذورها.
وسوم: العدد 664