عودة الربيع
الطغيان في الأرض أضحى أكبر من ثورات الشعوب ؛ لذا فلا يقوى عليه إلا قوة من الله بزلازل ، أو براكين ، أو أعاصير ، أو كطوفان نوح عليه السلام ، حيث لم تكن شعوب ما قبل الطوفان تعرف هذا الطغيان والظلم والتقتيل الذي لا يتوقف في المستضعفين ، وبالرغم من ذلك أخذها الطوفان ، وبقي أصحابُ السفينة .
متى ترتاح البشرية من الكذب ، ومن هذا الظلم الذي بسط جناحيه الأسودين على الأرض ؟
متى يتوقف العزف في الغرب وفي الليل في قاعات الأوبرا على دمائنا التي تراقُ في الشرق وفي وضح النهار ؟
متى تسطع الشمس على الفراشات الملونة التي تنتشر في الوديان والحقول وتتمايل فوق الأزهار الملونة متماهيةً مع العـُـبـّاد في محاريبهم ؟
متى تـُـحلق الأطيار بحرية في أوطانها فوق البساتين وأشجار التين والزيتون وهي تصدح بأناشيد الفرح والسعادة والعدالة ؟
متى نقطف عن أشجار الربيع الثمرَ ؟
هل تتحقق أمانينا تلك حين نغتسل تحت سِتر الشجرة الخضراء في نهر التغيير ؛ حيث تتطهر نفوسنا وأجسادنا من رجس ذكريات هذا االوقع المرير ؟
وسوم: العدد 665