و يغتالون الأبرياء ؟
فجعت الثورة السورية خلال يومين متتاليين بفاجعتين كبيرتين تمثلتا باغتيال الدكتور حسن الاعرج مدير الصحة في حماة الحرة على يد طيران الغدر الروسي و بإغتيال الشيخ الإعلامي زاهر الشرقاط على يد داعش في تركيا.
لم يكن لأي من الشهيدين أي مركزعسكري أو يد بقتال أعداء الأمة فلماذا تم تسخير إمكانيات كبيرة و ووقت كبير لاغتيال كل منهما ؟؟..
فالشهيد الأول الدكتور حسن الأعرج تم استهداف سيارته بصاروخ موجه من طيران الغدر الروسي،فالطبيب حسن الأعرج لم يقدم إلا ما يمليه عليه واجبه الإنساني و الأخلاقي و الديني تجاه أهل بلده، و غامر بحياته و لم يغادر بلدته كفرزيتا خلال خمس سنوات، و كفرزيتا التي تلقت أكثر من ألفي برميل متفجر و أكثر من( 27000 ) صاروخ متنوع و أكثر
من (900 )غارة جوية من نظام الأسد و حوالي (200 )غارة جوية روسية، فكفرزيتا بلد من أخطر المدن في سوريا و العالم ...و رغم ذلك بقي صامداً في مستشفاه الخاص مع كادر طبي متواضع ،يقدم ما يمكن تقديمه لأهله الذين يتعرضون للموت كل لحظة،سواء في كفرزيتا خصوصاً ، أو في ريف حماة و إدلب و سوريا عموماً ،و بعد أن تم تدمير مشفاه الخاص ، من خلال استهدافه لعشرات المرات ، و مستشفى الوسام دمر من قبله ، و هما الوحيدان في المنطقة ..قاموا بإنشاء مشفى ميداني محمي لكي لا يتوقف عملهم الإنساني يوماً...هذا الأمر بالنسبة للعصابة الأسدية المجرمة بحد ذاته جريمة نكراء ..فالعصابة الأسدية تلقي البراميل و الصواريخ على الإبرياء لقتلهم و ليس لإحيائهم..و لعل الجريمة الأكبر التي ارتكبها الشهيد الطبيب حسن الأعرج من وجهة نظر نظام الأسد المجرم ، حينما كان شاهداً على جريمة ضرب كفرزيتا بالأسلحة الكيماوية ، و كفرزيتا هي إحدى المدن الموثقة لدى الامم المتحدة و هيومن رايتس و التي ضربها نظام الأسد بالكلور المحرم دولياً ، و تسبب ذلك بوفيات و إصابات عديدة، من أجل ذلك كان لا بد من الخلاص منه، و ترصده و تعقبه حتى تمكنت منه يد الغدر ، و رحل شهيدا جميلاً إلى الخالق بارئه و ترك حزنا عميقاً في قلوب كل من عرفه و عرف طيبته و سمو أخلاقه و نبل معاملته...
الشهيد الآخر كان الشيخ و الإعلامي زاهر الشرقاط ...الإعلامي البارز في قناة حلب اليوم ، و الذي قدم برامج عديدة و أهمها كان برنامج ( تنظيم الدولة بلسان القادة)و الذي استطاع من خلاله أن يرفع اللثام عن تنظيم داعش و الذي هو أبعد ما يكون عن الإسلام ، و أنه وجه آخر لنظام الأسد لكن بهيئة مختلفة ، و ذلك من خلال الحجة و البرهان و من أرض الميدان، و ليس تكهنا و لا نقلاً عن ما تتناقله وسائل الإعلام ...
و من أجل ذلك جندت داعش من يتعقبه و يترصده حتى خارج سوريا ، حتى تمكنت منه يد الغدر في تركيا ، و رحل إلى ربه شهيدا جميلا و قد خلف حزناً عميقاً لدى محبيه و كل من عرفه عن قرب أو عبر شاشة التلفاز ...
فنظام الأسد المجرم و الذي يتبجح ليل نهار بأنه يقاتل إرهابيين متطرفين دينياً يغتال الدكتور حسن ذلك الشاب الوسيم حليق الذقن و الشارب يلبس الكرافيتة و لم يمسك في يده يوما سكينا سوى مشرط الجراحة التي يستخرج بها آلام الناس و يطببهم و يداويهم بها..
و تنظيم البغدادي الذي يدعي نفسه أنه يحمل راية الخلافة الإسلامية يغتال شيخا جليلاً عالماً بالدين الإسلامي ، و لم يحمل في يده يوماً سوى المكيرفون و القلم و لم يقدم للناس سوى الحب و العلم و الأدب .
من هنا ندرك أن عدونا واحد سواء أكان يرتدي كرافتته العلمانية و يحلق ذقنه و شاربيه ، أو يرتدي ثوباً قصيراً و يرخي لحيته ليوهمنا أنه بمسلم و ما هو بمسلم.
تعددت الوجوه و يد الغدر واحدة، رحم الله شهداءنا و شافا الله جرحانا و أفرج عن معقتلينا و نصرنا على كل من ظلمنا و عادنا .
وسوم: العدد 665