العرب بين التاريخ والجغرافية

يتعرض العرب وتاريخهم وتراثهم وحضارتهم إلى هجومات شرسة وحاقدة ومغرضة . ولﻷسف يشارك في هذه الحملة بعض من يدعون أنهم أبناء هذه البﻻد .. وهم يريدون أن يلغوا التاريخ العربي والوجود العربي بشريا وجغرافيا بحجة أن هذه البﻻد كانت فيها حضارات سابقة !! وكأن العرب ليسوا جزءا من هذه الحضارات . وهم الذين استوعبوا تلك الحضارات في إطار من التسامح واحترام اﻵخر مما بدا من قراءة حركة التاريخ وتفاعلاته....

وقد كثر اللغط في الآونة الأخيرة حول مفردات : العرب والعروبة , ودخل هذا اللغط في اتجاهات شتى يمكن تلخيصها فيما يلي :

1 - ترديد مقولة استشراقية غير موضوعية ترى ان العرب مجموعة من البدو جاؤوا من صحراء نجد ليحتلوا العراق والشام في اطار الفتوحات الاسلامية .

2 - والقراءة الموضوعية للتاريخ _ اعتمادا على المؤرخ نقولا زيادة _ توضح ان العرب موجودون ديموغرافيا وسياسيا وثقافيا في حوض الفرات ودجلة وبلاد الشام منذ الأف الثاني ق. م  .وكانت لهم ممالك قضى عليها الآشوريون والكلدان في الالف الاول ق . م . ومابعده :

- مملكة جندب العربية في العراق

-مملكة الحضر العربية في العراق 

-مملكة الرها العربية في بلاد الشام

-مملكة عزيز في انطاكية الشام

3 - وفي مرحلة تالية نرى الممالك المزدهرة وابرزها تدمر والانباط العربيتان . ثم تأتي مرحلة ممالك المناذرة والغساسنة وكندة , ناهيك عن ممالك اليمن الحضارية المعروفة .

وكانت القبائل العربية تشكل النسيج البشري الأوضح في العراق والشام قبيل الفتح الاسلامي , الى جانب السريان الآراميين , وكان البيزنطينيون يشكلون نسبة ضئيلة جدا كقوة احتلال اوربية . الى جانب الوجود العربي النبطي شرق وادي النيل في مصر .

4 - ويبقى الاحترام المتبادل , وقبول الآخر , والحوار السمح الراقي ضرورة لكل فهم حضاري يعيد لمجتمعاتنا التوازن السياسي والثقافي والاقتصادي المهزوز . لعلنا نستعيد بعض دورنا في لعبة الامم .

وسوم: العدد 665