متى نتخلص من هذا المرض ؟
ونحن نعيش اليوم أزمة تخلف جعلتنا نحن المسلمين في آخر القافلة بين الأمم ، نسمع أصوات زمرة من المثقفين والمفكرين العرب تتعالى بالدعوة إلى التخلى عن ثقافتنا العربية الإسلامية والسير على خطى "الغرب" وعلى رأسه الولايات المتحدة التي تتربع اليوم على قيادة العالم!!
ويحضرني هنا درس بليغ من اليابان التي استطاعت أن تصبح دولة عظيمة يحسب حسابها دون أن تتخلى عن ثقافتها وأصالتها كما يريد منا اليوم بعض المثقفين والمفكرين العرب !'
ذلك الدرس الياباني سمعته من أحد المؤرخين العارفين بتاريخ اليابان ونهضتها المعاصرة، وهو درس يدحض تلك الدعوات المشبوهة للتخلي عن ثقافتنا الإسلامية !!!
وخلاصة الدرس الياباني : أن إمبراطور اليابان أرسل بعثة كبيرة من الطلاب إلى الغرب لتحصيل العلوم الحديثة ، فعاد الطلاب بعد حين يحملون الشهادات العليا، وأراد الإمبراطور الاحتفال بهم فدعاهم إلى حفلة عشاء في صالتين منفصلتين ، إحداهما تقدم الطعام على الطريقة اليابانية ، والأخرى تقدم أطعمة غربية، وبعد خطاب الإمبراطور والترحيب بعودة الطلاب، دعاهم إلى العشاء مخيراً إياهم بين تناول الطعام في الصالة اليابانية أو الصالة الغربية، فقام بعضهم إلى هذه وقام آخرون إلى تلك، فلما فرغوا من الطعام ، أمر بإعدام الذين اختاروا الصالة الغربية ، قائلاً لهم : لقد أرسلناكم لتلقي العلم، ولم نرسلكم لكي تتخلوا عن ثقافتكم وأصالتكم اليابانية !!
فهل أدركنا الدرس جيداً نحن العرب ؟!! أم استحكم بنا مرض التبعية للغرب فلم نعد نرى لنا خلاصاً إلا أن نسعى وراءه في كل شيء ؟!!!
وسوم: العدد 669