قصة إسلام حبر يهودي
تلا عليه الصلاة والسلام الآية الكريمة :
( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ٣١ ) التوبة
والمقصود أحبار اليهود ، آي علماؤهم ، قال عدي بن حاتم : يارسول الله إنا لسنا نعبدهم ؟؟
فسرّ النبي عليه السلام معنى العبادة :
ألم يحرموا عليهم الحلال ، ويحلوا لهم الحرام ، فاتبعوهم ، فتلك عبادتهم .
نحن الآن مع حبر من أحبار اليهود كما حدثنا عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال :
إن الله سبحانه وتعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة ، قال زيد مامن علامات النبوة شيء إلا قد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه :
١/ يسبق حلمه جهله : الجهل هوالحماقة
٢/ ولا يزيد شدة الجهل عليه إلا حلما
فكنت ألطف به ، لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله عليه السلام ؟؟
قال زيد : فخرج رسول الله يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب ، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي ،
فقال : يارسول الله إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام ، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا ، وقد أصابتهم سنة شديدة ، أي قحط ، وأنا أخشى يارسول الله أن يخرجوا من الإسلام جميعا ، فان رأيت أن ترسل لهم بشيء تعينهم به فعلت ، فنظر إلى رجل جانبه أراه عليا رضي الله عنه ، فقال يارسول الله مابقي منه شيء ؟؟
قال زيد بن سعنة فدنوت إليه فقلت يامحمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ، فقال عليه السلام : لا يا يهودي ، لكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ، ولا أسمي حائط بني فلان ؟؟
فقلت نعم ، فباعني ، فأطلقت همياني ، فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا ، فأعطاها الرجل فقال أعجل عليهم ، وأعنهم بها
قال زيد : فلما كان قبل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه ورداءه ونظرت إليه بوجه غليظ ، فقلت ألا تقضيني يامحمد حقي ، فو الله ماعلمتكم يابني عبد المطلب سييء القضاء ، مطل ؟؟
وما كان لي بمخالطتكم علم ؟؟؟
ونظرت إلى عمر بن الخطاب فإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ، ثم رماني ببصره ، فقال : ياعدو الله أتقول لرسول الله ماأسمع ، وتصنع به ما أرى ، فو الذي بعثه بالحق لولا أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك ،
ورسول الله عليه السلام ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة ، وتبسم ، ثم قال ياعمر : أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا ، أن تأمرني بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعه ( الطلب اللين )
اذهب ياعمر ، فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر ؟؟
فقلت ماهذه الزيادة ياعمر ، قال أمرني عليه السلام أن أزيدك مكان مارعتك ، قلت وتعرفني ياعمر ، قال لا ، من أنت
قلت : أنا زيد بن سعنة .
قال : الحبر ؟؟ قلت : الحبر
قال فما دعاك أن فعلت برسول الله مافعلت ، وقلت له ماقلت ؟؟
قلت ياعمر : لم يكن من علامات النبوة شيء إلا قد عرفت في وجه رسول الله حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ، يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد اختبرتهما .
فأخبرك ياعمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ، وآشهدك ياعمر أن شطر مالي صدقة على أمة محمد .
فقال عمر : أو على بعضهم ، فإنك لا تسعهم ، قلت : وعلى بعضهم ، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله ،
فقال زيد :
أشهد ان لا إله إلا الله ، وآشهد أن محمدا عبده ورسوله .
وشهد زيد مع رسول الله عليه السلام مشاهد كثيرة ، ثم توفي زيد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ، رحمه الله ورضي الله عنه ، انظر البداية البداية والنهاية لابن كثير ، والمستدرك للحاكم
- فوائد ..
الحبر عند اليهود كالعالم عند المسلمين
الحلم : سعة الصدر ، والجهل هو الحماقة
صدقت ربنا في وصفك لحبيبك محمد عليه السلام ( وإنك لعلى خلق عظيم )
وصلى الله وبارك على من قال ( إنكم لن تسعوا الناس باموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم )
وقد لخص عليه السلام رسالته بكلمات فقال ( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق )
صلوا على صاحب الخلق الرفيع ، والذوق الأنيق ، منع المسافرين من الدخول إلى بيوتهم فجاة ؟؟
بل لابد من الانتظار وإعلام بالمجيء ، فقال لأصحابه حين قدومهم من سفر ( أمهلوا حتى ندخل ليلا كي تمتشِط الشّعِثةُ ، وتستَحِدّٓ المغيبة ) رواه البخاري ،
وقال النووي : الاستحداد : استعمال الحديدة في شعر العانة ، وهو إزالته بالموسى ، والمغيبة هي التي غاب عنها زوجها .
صلى عليك الله ياعلم الهدى ، سابقت عائشة أمنا رضي عنها ، ولعن مولانا من سبها ، فسبقتها ،
أيها العظيم عليك صلوات الله ، أنت وعظمتك تسابق امرأة ، صلى عليك الله ماهبت النسائم ، وما ناحت على الآيك الحمائم
بخيل بل وحقير كل من ذكر عنده النبي عليه السلام فلم يصل عليه ، أو كتب ( صلعم ) أو ( ص )
اللهم صل صلاة كاملة ، وسلاما تاما على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
( إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما 56 ) الأحزاب
فادخل أخي في هذا الموكب النوراني
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 670