الصُّبة ..

الشيخ حسن عبد الحميد

على هامش تفطير الصائم

قال تعالى في كتابه العزيز :

( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وآسيرا ٨

إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا ٩ ) الانسان

الصُّبة بالضم ، هي غير الصّبة في البيتون ،

وسمها السكبة إن شئت ، وهي صحن طعام يرسل للجيران والأقارب

- حث النبي عليه السلام أحد أصحابه إذا طبخ أن يكثر من المرق ويتعاهد جيرانه ، 

وهي من العادات الجميلة التي تؤثر في النفوس ، وتزيد روح التواصل والإلفة بين الأهل والجيران

قال عليه للسلام ( اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام )

- وإذا كان الطعام كبابا يستحسن أن يكون ذلك في البر أو على سطح الدار ، أو عند اللحام ، رائحة دخان الكباب تسيل اللعاب ، فلا تؤذ أحدا ، فالرائحة إيذاء

- من إيذاء الجار أن يتصاعد دخان طعامك إلى من حولك ونفسك لا تسمح بالصبة 

- كان لي صديق إذا بلغه إني عازم على طبخة ممتازة يطلب صبة لكن من رأس الطبخة ، وهل للطبخة رأس ؟؟ 

نعم ورأس كبير ، فلا تسكب من الفضالة ، أو الزائد وتريد رميه في سلة المهملات

- لا تسكب إذا كان الطعام مجمدا ومضى عليه اسبوعين وهو في الفريزر

- السبكة أو الصبة لا تنقص القدر بل تزيد فيه بالبركة

- يستحسن أن تدعو إخوانك لطعام الإفطار بدلا من السكبة ، ولاتنس الدعاء : 

أكل طعامك الأبرار 

وحديث( لا يأكل طعامك إلا تقي )  

رواه أبو داود ، أي لاتدعو الى طعامك إلا الاخيار ، لاتدعو الفساق والفجار

وآية ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )

- حدثني فقير وجاره يفوح رائحة الطعام من بيته ، قال لي الاولاد : بابا جيب لنا متل هذا ، أي الكباب ؟؟

يقول الفقير فجلست أبكي في زاوية البيت ، صلوا على من قال يخاطب الجار : اذا اشتريت فاكهة فاهد له ، أي لجارك ، وإلا فادخلها سرا ، وكرر كلمة سرا ، اللهم صل على محمد صاحب الذوق الرفيع والشعور الرقيق

وأنا أقول لمن ملأ الأجواء بدخان قدره هناك حديقة خاصة في هذا البلد لشي اللحم ولتصاعد الدخان فالطاسة ضايعة والجميع في الهوا سوا ، فاذهب اليها

- إذا اشتهيت الكباب فكله في المطعم ، أما في البيت فأبدله بكباب لا دخان له 

فاحذر ( ماامن بي من بات شبعانا وجارله جائع وهو يعلم )

هل في الصّبة أجر ؟؟ 

نعم وتدخل في قول المصطفى عليه السلام تهادوا تحابوا

- دعاني أحدهم مع الأهل فكان كل الطعام من المجمد ، ثم سخن ، أنا أكلت وامتنعت الزوجة فهي ناظيك ، والحق معها ، عيب مثل هذه الوليمة ، قال تعالى في الانفاق ( ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ) أي لا تعمدوا الردئ من أموالكم في صدقاتكم فتصدقوا منه ، ولكن تصدقوا وأطعموا من الطيب الجيد

( ياأيها الذين أمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض )

ولإطعام الطعام فضل عظيم ، عن عائشة رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال الملائكة تصلي على الرجل مادامت مائدته موضوعة )

وقوله عليه السلام :

( أحب الطعام الى الله عز وجل ماكثرت عليه الايدي )

وقال المصطفى ( من اهتم لجوعة أخيه المسلم فأطعمه حتى يشبع غفر له )

ابحثوا عن الفقراء أطعموهم في رمضان ، فمن اطعم الطعام لجائع أظله الله في ظل عرشه 

( اطعموا الجائع ، وعودوا المريض ، وفكوا العاني )

- تفقدوا الناس في رمضان ، في المهجر ، في المخيمات ( آيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقا مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ) والسكبة والصبة منها

قم باستضافة أسرة فقيرة على وجبة طعام اليوم ، 

قم تفقد جيرانك ، 

لتنال ثواب اطعام الطعام

تقبل الله صيامكم وقيامكم

والله اكبر والعاقبة للمتقين

وسوم: العدد 674