قراءة في كلمة نصرالله في يوم القدس العالمي
أطلق أمين عام "حزب الله" مساء أمس سلسلة مواقف خلال كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي، جاءت مليئة بالرسائل الملغومة، وبالمكر في الهجوم على المملكة العربية السعودية، كان غايتها:
في الموضوع الفلسطيني:
ــ إعادة الاعتبار لخطاب "حزب الله" الاستهلاكي في القضية الفلسطينية، والطعن في الموقف العربي، واتهام "الأنظمة العربية" بخيانة القضية الكبرى، والتطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وقد حاول الطعن في العرب من خلال الادعاء بوجود ممثلين عن بعض الأنظمة في مؤتمر هرتيزليا الصهيوني، ولكنه كالعادة لم يسم أي نظام، واكتفى بالزعم أن المعارضة السورية كانت ممثلة في ذلك المؤتمر.
ــ استعادة الخطاب الجذري في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ورفض التسوية على أساس "فلسطين من النهر إلى البحر" بكامل حدودها التاريخية، وذلك في مزايدة واضحة على العرب وحتى على حماس، في حين أنه لا يقدّم لقضية فلسطين أكثر من موقف كلامي، في حين تخضع حماس للمساومة والابتزاز مقابل أي دعم إيراني.
ــ حاول نصرالله إظهار ترفع إيران عن الخلاف مع حركة حماس، من خلال اعلانه قبول التواصل معها على أساس التعاون في الملف الفلسطيني، وإدارة الاختلاف مع الحركة، رغم خروجها من سوريا وإعلان رفضها الحرب الإيرانية على الشعب السوري للإبقاء على نظام الأسد.
هذا الخطاب يشابه ما أعلنه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، من أن عودة العلاقات مع طهران مرتبطة بالتعاون من أجل فلسطين فقط، وأن الخلاف معها مستمر في الملف السوري.
ــ خلط القضية الفلسطينية بالاستثمار المذهبي:
ــ يريد نصرالله من خلال القول إنه لا حل في فلسطين إلا باستخدام السلاح، الولوج إلى أحقية نظرية استخدام القوة بالمطلق، وصولا إلى الملف االسوري، خاصة عندما يتحدث عن داعش التي "تهاجم حتى من يساعدها" وخاصة تركيا، فيصبح منطق القوة هو الغالب.
ــ حاول نصرالله أن يعطي الانطباع بأن الشيعة في العالم هم من يتحركون ويتظاهرون من أجل فلسطين، وأن السعودية هي التي تقمعهم، في اليمن ونيجيريا والبحرين.. في حين أن شيعة إيران يتخذون فلسطين شعارا، ويمعنون في سلوكيات مذهبية وأمنية مدمرة للمجتمعات العربية.
ــ حاول نصرالله نفي المذهبية عن سلوكه، لكنه في النهاية يكشف أن الصراع مندلع في كل الساحات التي تعمل فيها إيران على التخريب على أساس مذهبي.
ــ أراد نصرالله توجيه رسالة باليأس والإحباط من تحركات الشعوب، عبر تصوير أن الثورات العربية ضد الاستبداد الدموي، هي تحركات يتحكم بها الغرب وأنه لا جدوى من أي حركة من هذا النوع، وأن كل هدف هذه الثورات هو ضرب محور إيران المتلطي بالمقاومة والممانعة.وهذا يعني الطعن بكل من يرفض الحكم التسلطي وتبريرا غير مسبوق لإجرام الأسد والعبادي والحوثيين....
ــ يستخدم نصرالله لغة التجبر والتسلط والأمر تجاه من يسميهم أدوات أميركا وإسرائيل، بأن "عليهم أن ييأسوا من إمكانية أن تتخلى شعوبنا عن فلسطين" مع ربط هذا الخط بتحركات شيعة إيران في اليمن والبحرين ونيجيريا.
ــ حاول نصرالله أن يعطي الانطباع بأن الشيعة في العالم هم من يتحركون ويتظاهرون من أجل فلسطين، وأن السعودية هي التي تقمعهم، في اليمن ونيجيريا والبحرين.. في حين أن شيعة إيران يتخذون فلسطين شعارا، ويمعنون في سلوكيات مذهبية وأمنية مدمرة للمجتمعات العربية.
ــ حاول نصرالله نفي المذهبية عن سلوكه، لكنه في النهاية يكشف أن الصراع مندلع في كل الساحات التي تعمل فيها إيران على التخريب على أساس مذهبي.
ــ أراد نصرالله توجيه رسالة باليأس والإحباط من تحركات الشعوب، عبر تصوير أن الثورات العربية ضد الاستبداد الدموي، هي تحركات يتحكم بها الغرب وأنه لا جدوى من أي حركة من هذا النوع، وأن كل هدف هذه الثورات هو ضرب محور إيران المتلطي بالمقاومة والممانعة.وهذا يعني الطعن بكل من يرفض الحكم التسلطي وتبريرا غير مسبوق لإجرام الأسد والعبادي والحوثيين....
ــ يستخدم نصرالله لغة التجبر والتسلط والأمر تجاه من يسميهم أدوات أميركا وإسرائيل، بأن "عليهم أن ييأسوا من إمكانية أن تتخلى شعوبنا عن فلسطين" مع ربط هذا الخط بتحركات شيعة إيران في اليمن والبحرين ونيجيريا.
ــ بات نصرالله يتحدث اليوم باسم الشيعة من لبنان إلى نيجيريا، ويجعل من نفسه مرجعية سياسية ودينية وأمنية، وسط غياب لأي رد عليه من المجتمعات السنية المستهدفة.
هذه الصورة تستوجب تظهير أصوات محلية في هذه الدول تواجه خطاب نصرالله، ويتم تعويمها في وسائل الإعلام العربية، وخاصة العربية والجزيرة وغيرها..
استهداف السعودية
ــ أن السعودية مصدر التخلف والتحجر، من خلال الزعم بأن أحد مكبار المفتين فيها يقول بأن من يؤمن بكروية الأرض فهو كافر.
ــ الربط بين السعودية وداعش، وتلقين الرأي العام بأن الفكر الوهابي هو نفسه فكر داعش، وأن لا فرق بينهما.
فقد أوغل نصرالله في تصوير الجانب العقائدي لدى داعش وتصويره على أنه امتداد للفكر الوهابي، وفي هذا الربط تماثل وتطابق مع الخطاب الذي تطلقه هيلاري كلينتون وغيرها من الساسة الأميركيين المتأثرين باللوبي الإيراني.
ــ ينجح "حزب الله" في تغطية التخلف الشيعي، وهو منتشر بكثافة في مواقع التواصل وعبر قنوات الشيعة، لكن لا يتم استثماره، لكنه ينبش في المقابل، إشكاليات مثل الفتوى بتحريم القول بدوران الأرض، ويعمل عليها من بعده الإعلام الشيعي، ويركز على الأوساط المسيحية والغربية، للإمعان في تشويه صورة المملكة، في حين يتم إهمال هذه الجوانب، بل لا نجد شخصيات سياسية أو إعلامية تستخدم وسائل الرد العلمي والمهني بالشكل الكافي.
في الموضوع السوري:
ــ إذا كان "حزب الله" قادرا على الحسم، فلماذا لم يستطع السيطرة على القنيطرة وغيرها، بدل أن تببقى في أيدي جبهة النصرة وغيرها.
ــ تجاهل نصرالله بشكل تام الهزائم التي تلقاها في حلب وانتكاسة حملته التي انطلقت بعد خطابه الأخير في ذكرى مقتل مصطفى بدر الدين.
كما تجاهل نصرالله كليا تقدم جيش الفتح في مناطق الساحل السوري، آخذا النقاش السياسي نحو الداخل اللبناني واستعراضات القوة الميدانية والسياسية والإعلامية، في حماية المسيحيين.
استثمار تداعيات تفجيرات القاع
ــ استثمر نصرالله حتى النهاية في تداعيات تفجيرات القاع، من أجل التقرب من المسيحيين وإعلان حمايته لهم من جانب واحد، ودون انتظار الرأي المسيحي.
ــ أراد نصرالله إظهار "حزب الله" بأنه يقاتل دفاعا عن الحضارة والإنسانية، عبر الدفاع عن المسيحيين المستهدفين من "جيران وحوش" هم "الدواعش".
ــ إنهاء فكرة الاستراتيجية الوطنية للدفاع، بما تعني من معالجة لسلاح "حزب الله" وكيفية إنهاء حالة الدويلة داخل الدولة، إلى طرح "استراتيجية وطنية لمحاربة الإرهاب"، هدفها تشريع نظرة الحزب في تصنيف أهل السنة في لبنان في دائرة الإرهاب.
ــ قال نصرالله انه سيعلن من يقف وراء تفجيرات القاع، وبهذا يكون قد حلّ وبشكل علني محل أجهزة التحقيق. أي أنه يتولى التحقيق، وسيعلن النتائج، بشكل منفصل عن الدولة اللبنانية.
ــ بالغ نصرالله في إعلان ثقته بالجيش، ليوحي لقائد الجيش أنه يقف إلى جانبه، وليبعث رسالة للمملكة العربية السعودية بأن الجيش يمشي بكم وبدونكم، وأنه بات اليوم تحت مظلته أكثر من أي يوم مضى.
وسوم: العدد 675