كيف أصرف زوجي عن الزواج ؟
قال يحكي لي حكايته : مع مضي السنوات على زواجنا صارت زوجتي تهملني ، وتنصرف عني ، وتؤثر عملها خارج البيت على عملها داخله ، وقلماكانت تجلس لمحادثتي ، وتتأخر في تلبية طلباتي ، وتكثر من امتناعها عني ومن عدم الاستجابة لرغباتي .
قلت : هل نبهتها إلى إهمالها هذا لك ؟
قال : نبهتها ، وحذرتها ، وقلت لها إنني رجل وأحتاج اهتمامك بي ، ورعايتك ليججج
ً ، واستجابتك لحاجتي ، ولا يمكنني أن أصبر طويلاً !
قلت : وهل نفعها هذا ؟ أعني هل غيرت من حالها وصارت تهتم بك وترعى شؤونك ؟
قال : لا ، بل إنها قابلت تنبيهي وتحذيري بغير اكتراث وقالت : هذا وقتي ، وهذه طاقتي ، وأنا بشر .
قلت : وماذا قلت لها ؟
قال : قلت لها إنك تدفعينني إلى الزواج من أخرى تعوضني ما أفتقده
!
قلت : هل أثّر فيها هذا التهديد الصريح المباشر ؟
قال : أظهرت عدم المبالاة وقالت : افعل ما بدا لك ..
قلت : وفعلت ما بدا لك .. وتزوجت ؟
قال : هذا ما حصل .. لقد تزوجت بأخرى !
قلت : وهل استمرت زوجتك في إبداء عدم الاكتراث ؟
قال : كادت تجن .. ما كانت تظن أني جاد في تهديدي وتحذيري .
قلت : وماذا فعلتْ ؟
قال : لقد استقالت من عملها ، وتفرغت لبيتها ، وصارت مهتمة بي أضعاف ما كانت تهتم حينما كانت تعمل ، وبدأت تلبي طلباتي ، وتستجيب لرغباتي ،وتؤدي جميع ما لي عليها من حقوق .
قلت : هذا ما كنتَ تطلبه قد تحقق .
قال : نعم : ولكنها تطلب مني الآن أن أطلق زوجتي الثانية ! إنها تقول لي : طلقها لأعطيك أكثر مما أعطيك الآن من رعاية وحب واهتمام ووقت !
قلت : وماذا كان يمنعها أن تفعل ذلك قبل أن تتزوج !
قال : هذا ما قلته لها : لو أنك فعلت هذا من قبل لما تزوجت عليك .
قلت : استشارتك لي إذن : هل تطلق زوجتك الثانية إرضاء للأولى ؟
قال : أجل ، مع سؤالين اثنين : هل أظلم الثانية بتطليقي لها ؟ ثم هل تستمر زوجتي الأولى في حالها الجديدة إذا طلقت الثانية .. أم تراها تعود إلى حالهاالقديمة.
أقف هنا من هذا الحوار الذي دار بيني وبين الزوج الذي انصلح حال زوجته معه بعد أن تزوج الثانية لأقول لكل زوجة :
لماذا لا تحملين تهديد زوجك لك بزواجه من أخرى محمل الجد ؟ لماذا لا تصلحين من حالك معه ، ولا تؤدين حقوقه عليك ، قبل أن يقدم على الزواج منثانية ؟!
صحيح أن بعض الرجال يتزوجون رغم أن زوجاتهم مؤديات جميع حقوق أزواجهن عليهن .. إلا أن نسبة هؤلاء قليلة جداً ؛ فأكثر الأزواج لا يتزوجونالثانية إلا بعد انصراف زوجاتهم عنهم ، أو إهمالهن لهم ، أو تقصيرهن في أداء حقوقهم عليهن .
ولهذا أذكّر كل زوجة تريد أن تبعد زوجها عن الثانية ، وتبعد الثانية عنه ؛ بالمثل القائل : درهم وقاية خير من قنطار علاج .
أجل ، فقليل من الوقت تخصصه لزوجها ، وبعض الحب تمنحه إياه ، مع التعجيـل بتلبية طلباته ، وعدم تأخير الاستجابة لرغباته ، هذا كله يقيها من مجيءامرأة أخرى تشاركها في زوجها ، ووقته ، واهتمامه ، وماله .
وهذا أهون في رأيي من أن تطلب منه بعد ذلك أن يطلق زوجته الثانية فيصعب أمر تطليقها عليه .
بادري ، أختي الزوجة ، من الآن ، إلى استدراك تقصيرك تجاه زوجك ، وأداء حقوقه عليك ، واحرصي على أن تسأليه دائماً : هل ينقصك شيء ؟ أمقصرةأنا نحوك في أمر ؟
ولا تتردي في الاعتذار منه عن كلمة جارحة صدرت عنك ، أو صراخ منك أطلقته في وجهه ، أو انشغال منك عنه ، أو إخلال بحق من حقوقه بدر منك .
وأظهري انشغالك عليه دائماً ، وأبـدي اهتمامك بشأنه ما استطعت ، وشاركيه أفراحه ، وأحزانه ، وخففي عنه همومه وغمومه …
إنـك ، إن فعلت هذا كله ، فإنك تقدمين دراهم وقاية تجعل زواجه الثاني بعيداً جداً بإذن الله .
وسوم: العدد 676