حروب الشطرنج 11
أعلن الرئيس باراك أوباما أمام الجمعية العمومية 24/9/2014:أن العالم على مفترق طرق:بين الحرب والسلام..وبين الفوضى والنظام..وبين الخوف والأمل..والعالم يعاني من حالة غضب وعدم رضا..وأن النظام العالمي عاجزٌ عن مواكبة التقارب العالمي..وأن الحق يُعرفُ بالقوة والأصح أن الحقَ هو القوة..والعالم يعاني من أمراض خطيرة..والإرهاب هو الوباء الأخطر والأسرع لعبور الحدود..وأن الإرهاب ليس خياراً جديداً فهو قديم قدم الزمان..الإسلام دين السلام..نحن في أمريكا لا نعرف عبارة (المسلمون والآخر)الأمريكيون يؤمنون: بأنهم نحن ونحن فقط..السلام لا يعني غياب الحرب فحسب.. السلامُ الحقُ هو حضور الأفضل للحياة..الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو جذر المشكلات..المتطرفون اعتداءٌ على الأديان من داخلها..التحول بالعقول والقلوب في كل مجتمع مسألة ذاتية لا يستطيع أحد صناعته من الخارج..نحن في أمريكا نعاني كذلك من مشكلات اجتماعية وعنصرية وثقافية..نحن بحاجة إلى شجاعة للارتقاء بأخلاقنا..هذا أبرز ما جاء في كلمة الرئيس أوباما..فهي بكل تأكيد قدمت رؤية متعددة الأبعاد..لكنها سكتت عن تساؤلات مهمة مثل:هل الأوبئة التي تهدد الصحة العالمية من سجية البيئة..؟أم أنها منتج طارئ لحالة إفسادها..؟وهل الإرهاب من فطرة الإنسان..؟ أم أنه منتج لظاهرة إفساده وانحرافه..؟من المسؤول عن إفساد البيئة والإنسان..؟ومن المسؤول عن غياب الأفضل للحياة لننعم بالسلام الحق..؟ومن الذي وضع العالم بين خيارات صعبة:الحرب والسلام..والفوضى والنظام..والخوف والأمل..؟ومن المسؤول عن حالة الغضب العالمي..؟ولماذا النظام العالمي عاجزٌعن مواكبة ثورة المعلومات والإنتاج التكنولوجي المبهر..؟هل النظام العالمي وافد إلينا أم هو من صنع أيدينا..؟أما آن الأوان للعمل معاً بجدية وتجرد لإعادة بناء ذهنية الأجيال ووجدانها ومعرفتها..؟لصالح ثقافة أنسنة قدسية حياة الإنسان وكرامته وحريته ومصالحة..ومن ثم إقامة نظام عالمي إنساني عادل وعولمة مصالح راشدة..أشكر وأقدر جرأتك يا فخامة الرئيس..كم كنت أتمنى أن تكون جرأة تكاملية لا جرأة انتقائية..تتحدث عن أمور وتسكت عن أخرى مما يُخلُّ بأسس التشخيص المحكم للأحداث ويفسدُ منهجية العلاج الراشد..ولكن لعلها الخطوة الأولى في نهج الهداية والصلاح..والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.
وسوم: العدد 677