تأشيرات شاهد في يوم الانقلاب
كان الوضع خطرا، لكن حماية الله فوق كل تدبير، فالله سلم، وهو الذي بيده كل شيء، وهو على كل شيء قدير، عليه يتوكل المتوكلون،،، والأخذ بالسبب من واجبات التمكين، وما لا يتم الواجب إلا به ، فهو واجب،،،،، وصحوة القائد وثباته من أسس صناعة النجاح،،،،،،، والعكس بالعكس يذكر،،،، توزيع الأدوار بشكل احترافي، كل في مجال تخصصه، ثورة تقضي على الفوضى، وواحدة من مفردات النجاح،،، وتبقى رسالة المسجد، ببعدها الرباني الحضاري، إشعاع نصر، ومنارة خير ، وفيها : ضرورة إحياء رسالة المسجد، ويظل كسب الشعب ركيزة الظهر المساند ،،،،،، تجميع النخب على قواسم مشتركة، دليل وعي بفقه السياسة، مع الشكر الدائم لله تعالى وذكره ، طريق الخلاص المحقق.ونعوذ بالله من الغفلة .
من دروس المرحلة : أن فقه الدولة، وعلم إدراة الصراع، له رجاله ومختصوه، أما الارتجال، فلا يصنع حدثاً، ولا يبني مرحلة . ( لله رجال ونساء يصنعون المجد، ويبنون معالم الخير )، وقد رأيناهم في شوارع اسطنبول .
أظهر الحدث : أن دور المرأة عظيم، وأثرها في الأحداث كبير، فلا غرو فنبينا - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - قال : ( إنما النساء شقائق الرجال ) وهذا درس مهم في الاهتمام بالنساء، ومنحنهن المكانة التي تليق بهن، في كل شعب الحياة، ورب امرأة تساوي ألف رجل .
من وحي الحدث : أن تكون مستوعباً شبكة الواقع الذي يحيط بك، وتستعد له الاستعداد الذي يساوي هذا الواقع، بل يغالبه، دليل على فهمك الدقيق، وفقهك العميق، الذي يقودك إلى قانون حمل المسؤولية، بوعي وإدراك .
ومن الدروس : الإرادة الصلبة، وصمود أصحاب المشروع، من خلال محتوى مذهل، من عميق الإيمان بالقضية، يزيل كثيراً من العوائق، وتتحق - بفضله - كثير من الآمال، أما الانكسار والضعف، مهما تنوعت ملامحه، أو زيفت حقائقه ببريق الشعارات، فلا يؤدي إلى إلى تفويت فرصة الانتصار . ( طوبى لمن قدر الموقف تقديراً دقيقاً ، وتعامل معه بقوة، تكتنفها حكمة ) .
كما أن تأجيل العمل، في غير مناسبته، يكون كارثة، بل الطرق على الحديد الحامي للحدث حيث يكون، يعتبر من أكثر الأشياء لزوماً، أما تأخير البيان عن وقت الحاجة، يعتبر كارثة من حيث الفتوى، ومصيبة في فقه السياسة الشرعية .
ومن دروس الحدث : أهمية العناية بالجماهير، حتى في حركات النخبة، أما الانفصال عن الجماهير، له منحنياته الخطرة، وانسحاباته السيئة، والجماهير اليوم، ملت الشعارات، وكرهت الوعود، وهي تحب أصحاب المشاريع، ويفدون ذلك بأرواحهم، لذا لاحظنا أنه لم ترفع صورة شخص، لأن الأمر أكبر من الشخص، وهذا معنى مهم في عالم العظات والعبر .
من هنا يمكن القول : الحركة التي لا تهتم بالجماهير، وتركز على القاعدة الشعبية، لا يمكن أن تقود مشروعاً شاملاً .
ويبنى على هذا، أن الجماهير، تبحث عمن يلامس همومها، ويحل مشكلاتها، ويلبي تطلعاتها، في زمن كثر فيه كذابو السياسة، ودجاجلة الوعود الفارغة .
العناية بالبعد العربي والإسلامي، والاهتمام بهذا الجانب، تحقيقاً لجسدية هذه الأمة، لذا لاحظنا أثر اشتغال إخوتنا الأتراك على هذا الجانب، فأحرار الأمة من طنجة إلى جاكرتا، كانوا يتابعون الحدث على أعصابهم، ويدعون الله أن يسلم تركيا، من شر هؤلاء الانقلابيين .
الدرس الكبير المستفاد - وهو متكرر - الحذر كل الحذر، والانتباه أيما انتباه، اليقظة الدائمة، والحس الراقي، فأصحاب المشروع متابعون ومرصودون، والأعداء يرقبونهم عن كثب، ويخططون للكيد بهم، والعدوان عليهم، بله ! القضاء عليهم، علينا أن نكون على مستوى هذه الحقيقة، تخطيطاً وتنظيماً وترتيباً ووعياً، ومكافأة هذا الحدث بما يستحق من خطط وبرامج عمل ، وفقه واقع، وترتيب أولويات، واستفادة من وسائل العصر، بأحدث ما وصلت له ( تكنلوجيا ) اليوم من تطور وتحضر، والتخلف عن هذا، يعد ضياعاً في عالم المواكبة .
بعد كل عملية كبيرة، لا بد من ثلاثة أشياء : 1 - العلاج بأحدث ما توصل له العلم الحديث . 2 - الوقاية، فدرهم وقاية ، خير من قنطار علاج . 3 - أعادة البناء، من خلال مراجعات شاملة ودقيقة وشفافة وصادقة، هنا أصبنا، هنا أخطأنا، هنا كانت الأمور ممتازة، وهناك ثغرة، هناك كان تقديرنا جيداً، وهنا اجتهادنا لم يكن مناسباً، وهكذا .
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
وسوم: العدد 678