مراد وهبة وفلسفة الاستخذاء
يرى «مراد وهبة» الذي يدّعي في العلم فلسفة وفي الفلسفة علماً أن التطبيع الثقافي مع الاسرائيليين امر واجب, وأنه اول الداعين اليه بسبب كونه تنويرياً اولاً, وبسبب ما يراه من ضرورة ان يسارع المثقفون المصريون الى تطبيق البند المتعلق بالثقافة في معاهدة السلام بين مصر واسرائيل بصفة ذلك دليلاً على حسن انتمائهم لدولتهم وعلى ايمانهم «بهذا السلام» الذي تدعو اليه «جماعة التنويريين» بكل «شجاعة» وليقل التاريخ بعد ذلك ما يشاء, وليقل «المنطق» الذي هو ركن الفلسفة المكين ما يشاء, فإن ثمة سلاماً يرتضيه التنويريون مع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني, وإن ثمة معاهدة تم التوقيع عليها لهذا السلام العجيب, و»مراد وهبة» استاذ الفلسفة الذي له قاموس في مصطلحاتها مغتبط بها اشد الاغتباط, ناسياً او متناسياً ما جاء في كتاب الفيلسوف الالماني «عمانوئيل كانت» من شروط لا بد من تحققها في اية معاهدة للسلام بين الدول, وأول ذلك ان لا يكون فيها بنود يمكن للاجيال القادمة في أي منها أن ترى فيها غضاضة أو اهتضاماً لحق, لأن ذلك اذا كان سيجعل منها هدنة بين حربين لا سلاماً حقيقياً. ونحن هنا نستذكر مقولة الملك الحسين بن طلال رحمه الله التي يؤكد فيها أن «سلاماً لا تقبله الاجيال القادمة لن يكون سلاماً حقيقياً ابداً».
و»مراد وهبة» عضو في جماعة التنويريين التي تضم طائفة من المشتغلين بالثقافة الذين يقومون بمهمات العقل الأداتي التسويغي لهذه العولمة التابعة المستخذية التي تسعى سعيها في القطع التام مع تاريخ الأمة، وفي قهر ذاتها ومحو سماتها وفي طمس شخصيتها الحضارية جُملة.. كل ذلك بادّعاء التنوير والتطوير وما شئت من تعِلاّت تستغشى بها حقيقة أمرها وتتكتم بها مقاصدها.
و»مراد وهبة» ومعه «نوال السعداوي» ولأسفِنا البالغ «أحمد عبدالمعطي حجازي» وتنويريون آخرون يملك من يريد متابعتهم في قنوات الفضاء المصرية، جعلوا همهّم الأكبر مهاجمة الإسلام وآدابه وقيمه، وترويج قيم الغرب، دون أي موقف نقدي منها، وباستسلام يبعث على التساؤل، وإن مما نطمئن إليه أنهم مرفوضون مصريّاً وعربياً، وأن إفلاسهم الفكري واضح للعيان، وأن لحظة الضعف التاريخي التي جاءوا على مدها سوف تجرهم معها الى مصيرها المحتوم، قوْلاً فصْلاً واحداً ي لهم من تعساء إذ يغفلون عنه، هم ومن يهرعون في آثارهم ويختنقون في غبارهم من الضّعَفَةِ الفاشلين.
وسوم: العدد 696