ثقافة الهبل الإعلامي

لا ينكر أهمّيّة الاعلام إلا جاهل، ولسنا بحاجة للتّذكير بحجم طاحونة الاعلام الصّهيونيّ التي تغطّي العالم جميعه، وما يقابلها من اعلام عربيّ وظيفته ترويج سياسة نظام الحكم، وقضايا الأمّة فتكاد تكون مغيّبة، أمّا اعلامنا المحليّ فتغلب عليه الفئويّة والحزبيّة، ففي هذا اليوم كنت في إحدى المؤسّسات الثّقافيّة، وقريبا منّي كانت يجلس أربعة شباب، ثلاث صبايا وشابّ سمعتهم يتكلّمون بحزن شديد عمّا يتعرّضون له من اضطهاد وسوء معاملة من رأس المؤسّسة، وفهمت دون أن أسترق السّمع أنّهم يعملون في إحدى الفضائيّات المحليّة، ويعانون مشاكل كثيرة بسبب عنجهيّة مديرهم الذي يحاول فرض هيمنته على المؤسّسة من خلال اضطهاد العاملين، وهم شباب من خرّيجي الجامعات المحلّيّة –تخصّص صحافة- ولديهم طاقات هائلة، ومبادرات خلّاقة تنبئ بأنّهم قادرون على تطوير المسّسة إذا ما أتيحت لهم الفرصة، لكنّ مديرهم يقيّد قدراتهم، تماما مثلما يقيّد حرّيّتهم، ويريدهم أن يكونوا مجرّد حجارة شطرنج يحرّكهم حسب أهوائه، وينحاز لبعض العاملين بغضّ النّظر عن كفاءاتهم التي لا تتعدّى مقولة "السّمع والطّاعة" دون نقاش. فيجيّر لهم مبادرات الآخرين من ذوي الكفاءة، مستغلا حاجة البعض منهم للرّاتب الذي يتقاضاه لتيسير أمور حياتهم، مع أنّ الرّاتب قليل ولا يفي بمتطلّباتهم الحياتيّة.

لفت انتباهي بحديثهم، قيام المدير بنقل مكتب إحدى الصّحفيّات من الغرفة إلى الممرّ، كعقاب وإهانة لها لأنّها عارضته وأوضحت له بعضا من أخطائه. فثارت لكرامتها وكتبت استقالتها مبرّرة ذلك "بسوء المعاملة"! وخرجت غير نادمة على ذلك، فجاءتها التّهديدات بتغيير صيغة الاستقالة، وإلا فإنّها لن تحصل على حقوقها المالية، ولا على شهادة خبرة. لكنّها أكّدت أنّها لن تغيّر كتاب الاستقالة، ولن تتنازل عن حقوقها، وستلجأ للقضاء لتحصل على حقوقها.

حاولت التّدخل للدّفاع عن مدير المؤسّسة مع أنّي لا أعرفه، لكنّهم أسهبوا بالحديث عن ممارسات له لا يقبلها عقل سليم، وتساءلت إحدى الصّبايا عن دور اتّحاد الصّحفيّين، ولماذا لا يراقب هكذا مؤسّسات اعلامية؟

وسوم: العدد 709