مضى قرن على وعد بلفور
سأتحدث على سجيتي،
كما لو أنني أتحدث إلى نفسي بصوت عال ؟
مضى قرن على صدور وعد بلفور ..
واليوم، في يوم الأرض الفلسطيني، الذي يوشك أن يصبح يوماً عربياً شاملاً، هاهي وعود أخرى، لصهاينة آخرين، بابتلاع أقطار عربية أخرى!
القرن الماضي، كان، بمجمله، قرن الحرب المفتوحة ضد العرب، على جميع الجبهات، وفي جميع ميادين الحياة، بجيوش العدو الصهيوني العالمي تارة، ومباشرة، وبوكلائه المحليين، وأجهزتهم القمعية الرهيبة، دائماً!
وقد أوهمونا بإمكانية بناء دويلاتنا ديمقراطياً، أو استبداديا، بهدف إضاعة وقتنا وجهدنا، وتضحياتنا وأموالنا، مجاناً، ولكي يشغلوننا عن خططهم المعدة منذ قرن، والجاهزة بانتظار الوقت الملائم، لابتلاع أقطارنا العربية تباعاً، وهو ما نواجهه اليوم فعلاً ..!
أنظروا إلى أشلائنا بالملايين، أطفالاً ونساء وشيوخاً ورجالاً، تحت الأنقاض وفي البراري، لتروا كم نحن مغفلين، وسذج، حين نتطلع، ونحن في حالة الحرب المفتوحة هذه، إلى الليبرالية، والديمقراطية، والتنمية، والحداثة، وما بعد الحداثة، وحقوق المرأة .. وغير ذلك من أمور، مؤجلة جميعها قطعاً، ولا يمكن الالتفات إليها في الحالة التي نحن فيها، اللهم إلا إذا كنا مجرد معتوهين!
من لم يدرك حتى الآن أننا في حالة حرب مفتوحة، ومعركة وجود أو لا وجود، تقتضي كفاحاً مسلحاً، وحرباً شعبية طويلة الأمد، فهو إما ساذج مغفل، وإما متجاهل خائن، وإما عدو متخف في ثياب صديق !
الأمة في وضعها الحالي، متفرقة ومجتمعة، قطراً قطراً وبجميع أقطارها، هي في حالة حرب وجود أو لا وجود، ولا ينبغي أن يشغلها أي هاجس آخر، وهي، حقاً، وفعلاً، تحتاج اليوم إلى قيادات، فيها أمثال خالد بن الوليد، وصلاح الدين الأيوبي، وهو شي منه، وماو تسئ تونغ، وعز الدين القسام، وعبد القادر الحسيني، وأبو علي أياد، ووديع حداد .. إلخ، وليس لأية قيادات أخرى !
أما الخيارات المختلفة، فسوف تودي بنا، قطعاً، إلى الاضمحلال والزوال، كما حدث لسكان أميركا وأستراليا الأصليين، تماماً!
- ------------
- أقول هذا وأنا أعلم أن الكثيرين سيسخرون مني، لكنني، حقاً، لا أرى طريقاً آخر .. ناهيكم عن أنني لا أتوقع، بسلوك طريق الكفاح الصعب، أن يصيبنا أكثر مما أصابنا في هذه الحرب العبثية، الغامضة الأطراف والمكتومة الأهداف!
وسوم: العدد 714