من أمراض الأمة: فقدان روح المتابعة والدأب
[من كتاب "من أجل خطوة إلى الأمام" للشيخ سعيد حوى رحمه الله – ص110]
في كل شيء تجد خطوة إلى الأمام ثم سكوناً أو مراوحة، أو خطوة إلى الأمام بعدها خطوة أو خطوتان إلى الوراء. وكثيراً ما يحدث نتيجة لذلك أن نحقق نصراً صغيراً يتلوه خذلان كبير، فقد نعمل لنربح كلمة نسجلها في قرارات مؤتمر، وذلك طيب، ولكن هذا النجاح يثير أعداءنا فيعملون ليلاً ونهاراً لإنهاء هذا الفوز، ويعملون لنخسر شيئاً كبيراً، ونحن في الغالب نبقى ساكنين فرحين بعد تسجيل النجاح، فلا نتابع ولا نخطط لتفويت كيد العدو، ولا لضرب مخططاته.
وتجدنا سجلنا فوزاً سياسياً في قضية ما ثم نقف ونسكن، ويأتي غيرنا ليربح هذا الفوز ويدعيه ويبني عليه ويجعله علينا بدلاً من أن يكون لنا.
وتجدنا نربح إنساناً لقضيتنا، وبدلاً من أن نفجر طاقاته في هذا السبيل نهمله ليأتي غيرنا فيفجر طاقاته في طريق خاطئ، وهذه نماذج على هذا المرض وما يمكن أن يقال فيه كثير وهو مرض عام أصيبت به الأمة إلا ما رحم ربي. والأمة إذا مرضت لا يسلم من مرضها إلا القليل.
وسوم: العدد 715