زوجتي تتلذذ بمخالفتي !

قال : ماعدت أطيق صبراً على زوجتي ، إنها تخالفني في كل شيء ، تعاندني وتعصي أوامري ، ترفع صوتها فوق صوتي ، حتى إني أفكر في تطليقها ، فهل أُطلّقها ؟

ابتسمت وقلت : لاأريد أن أقول إن النساء جميعهن هكذا ، لكني أقول إن ماتشتكيه في زوجتك يشتكيه رجال كثيرون في زوجاتهم ، بدرجات متفاوتة.

قال : إنها تتلذذ بمخالفتي ، وأحس بها تنتشي حين تنجح في إثارة غضبي !

قلت : من هنا تبدأ في علاجها.

قال : لم أفهم قصدك ؟

قلت : إذا نجحت في ألا تغضب ، فقد بدأت في تجريدها من أسلحتها ، وأشعرتها بضعفها وقوتك.

قال : تعني أن علي ألا أغضب مهما استفزتني ؟

قلت : نعم .. لاتغضب وإن خالفتك ، وإن عصتك فلم تُطع أمرك.

قال : ألايشجعها هذا على التمادي في عصياني ؟

قلت : عدم غضبك لايعني موافقتك على عصيانها أمرك.

قال : ماذا أفعل إذن ؟

قلت : أعرض عنها ، واهجرها في المضجع ، كما أمر الله سبحانه.

قال : وماذا أيضاً ؟

قلت : ادعُ الله أن يُصلحها لك.

قال : أتمنى أن أعرف لماذا هي تحب أن تخالفني في أكثر ماأقوله ؟!

قلت : كماذكرتُ لك .. هذا طبع تكاد تشترك فيه النساء ، حتى إنك لو وافقتها على رأيها _ إيثاراً للسلامة _ قد تتراجع عن رأيها لتبقى مخالفة لك ! وقديمًا قالوا : إذا أردت أن تجعل المرأة تغير رأيها .. وافقها عليه !

ضحك وقال : يبدو أنني لم أكُن أفهم المرأة ، اسمح لي أن أرجع إليك كثيرا لتشرح لي طبيعتها ، وكيف أنجح في التعامل معها.

قلت : أهلا بك ، لكن إحاطتك بقوله صلى الله عليه وسلم : (ولن تستقيم لك على طريقة)

      يُغنيك كثيرا عن الرجوع إليّ.

قال : هل جاء قوله صلى الله عليه وسلم (ولن تستقيم لك على طريقة) في حديث صحيح ؟

قلت : الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

قال : وهل يعني هذا أنها ستخالفني دائما ؟

قلت : قال النووي في شرح الحديث (في هذا الحديث حث على ملاطفة النساء ، والإحسان

إليهن ، والصبر على عِوج أخلاقهن ، واحتمال ضعف عقولهن ، وكراهة طلاقهن بلاسبب ،

      وأنه لايُطمع في استقامتها)

قال : جزاك الله خيرا .. ليتني عرفت هذا من قبل ، لكنت تجنبت كثيرا من مجادلاتي لها ..

مجادلات عقيمة ، لم نكن نجني منها إلا الغضب والصراخ والشجار والقطيعة.

قلت : أحسنت ، ولعلك مستقبلا تحرص على عدم فتح أي جدال معها ، حتى لو فتحته هي فإن عليك أن تنهيه فوراً بأي كلمة طيبة تهدئها وتُطفئ غضبها ، وتغلق بها باب الجدال.

وسوم: العدد 721