رسالة إلى زوجي الحبيب

د. محمد رشيد العويد

زوجي الحبيب

أشهد أنك كريم في الإنفاق علي ، وشراء ما أحتاجه وما لا أحتاجه أحياناً ، حتى أكاد أجدك مسرفاً في بعض ما تشتريه لي ولأولادنا .

لكني أحتاج إلى كرمك في جانب آخر أجدك بخيلاً فيه ، واعذرني إن وصفتك بالبخل رغم ما ذكرته عن كرمك وسخائك في الإنفاق علينا .

أجل ، أنا أحتاج إلى أن تكون كريماً في أمر لا يُنقص مالك ، ولا يُنقص قدرك ، بل هو يزيد في حبي لك ، وتعلقي بك ، ودعائي لك .

وأشعر أنك تستعجلني في إخبارك بهذا الذي أتهمك فيه بالبخل . سأخبرك بكل صراحة وأقول : أنت تبخل علينا بلمساتك الحانية ، اللمسات التي نحتاجها نحن جميعاً ، أنا وأطفالك . فإذا كنت لا تبخل علينا بالطعام الذي يشبع بطوننا ، وبالثياب التي تستر أبداننا وتجمّلنا ، فإننا نحتاج منك تلك اللمسات التي تروي ظمأ مشاعرنا ، وتدفئ قلوبنا ، وتنعش أرواحنا .

ولعلك ، أيها الزوج الحبيب ، تتساءل مستنكراً : هل تريدينني أن ألمسك بيدي بحنان ؟!! واسمح لي أن أجيبك : هذا ظاهر ما قصدته باللمسات الحانية ، أو هو نوع واحد من تلك اللمسات .

اللمسات الحانية التي أعنيها تشمل كل كلمة طيبة تُسمعنا إياها ، سواء أكانت كلمة ثناء ، أو كلمة إعجاب ، أو كلمة شكر ، أو كلمة تقدير .

هي كل نظرة شفوق حنون نلمحها في عينك وأنت تنظر إليَّ أو إلى أحد أولادك .

هي كل مواساة تبديها تجاه أحدنا حين يكون حزيناً وأنت تخفف عنه وتهوِّن عليه ما أحزنه .

هي كل تربيتة من يدك الحانية على كتفي أو كتف أحد أولادك .

هي كل ابتسامة يشرق بها وجهك في وجهي ووجوه أبنائك وبناتك .

هي كل ملاطفة تصدر منك عبر فكاهة تضحكنا بها ، أو عبر حكاية جميلة تحكيها لنا .

هي كل سرور تدخله إلى قلوبنا ، وسعادة تملأ بها جوانحنا .

وأبشرك ، زوجي الحبيب ، بالأجر الكبير من الله سبحانه عن كل لمسة حانية ، تمنحنا إياها ، وبزيادة حبنا لك وتعلقنا بك .

وسوم: العدد 723