أيها الزوجان... كم تبكيان؟
كثير من الرجال يضيقون ببكاء زوجاتهم، ولعل بعضهم يعبّر عن استنكاره بكاء زوجته، فيتهمها بالتمثيل،أو التباكي- أي ادّعاء البكاء وعدم الصدق فيه- ولا ينفي هذا أن رجالاً آخرين يتأثرون ببكاء زوجاتهم، فيتعاطفون معهن، ويواسونهنّ.
ولاشك في أن بكاء الرجال أقل كثيرا من بكاء النساء، لكن يبقى هناك غير قليل من الرجال يبكون، وموقف زوجاتهم من بكائهم مختلف؛ فمن النساء من لا تحب أن ترى زوجها يبكي، وتجد في بكائه ضعفاً، ومنهن من يرقّ قلبها لبكاء زوجها، فتعطف عليه وتخفف عنه.
والمرجو من الأزواج والزوجات أن يُقدّر كل منهم بكاء الآخر، ويتعاطف معه، ويقترب منه، ويواسيه، ويخفف عنه، ويسأله عن سبب بكائه سؤال المحب.
وعلى أي حال فإنني أريد أن أُذكّر الرجال والنساء جميعاً أن البكاء مريح، ومفيد، وصحي:
- جاء في دراسة علمية أن الدموع تخلص الإنسان من معادن وبروتينات زائدة عن حاجة الجسم.
- كما أن البكاء يخفض الضغط العصبي ويعيد للنفس استقرارها.
- والدمع يغسل العين لما يحتويه من إنزيم اللايسوزايم، وهو أحد المضادات المكافحة للجراثيم.
- والدمع يرطب العين وأغشيتها الداخلية فيعينها على حركتها الطبيعية.
- والبكاء يسهم في تقوية جهاز المناعة حين يخفف توتر الجسم ويمنحه الراحة.
- والبكاء يوسع الرئتين، وفيه تمرين لعضلات الحجاب الحاجز والصدر، وهو منشط جيد للدورة الدموية.
وثبت علمياً أن الذين لايبكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض ضغط الدم، والسكري، وقرحة المعدة، والقولون، والربو.
وإذا كان البكاء خشية لله سبحانه وتعالى فإنه يحمل بشارة لصاحبه بألا تمسه النار، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله» صحيح الجامع.
كما أنه يكون من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: «... ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه» متفق عليه.
ولقد بلغ الاهتمام بالبكاء أن عُقِد له مؤتمر في العام 1985 في الولايات المتحدة تحت عنوان: «ابكِ... ابكِ... تعِش أكثر».
ولعل كون المرأة تبكي أكثر من الرجل؛ هو من أسباب أن معدلات أعمار النساء أطول من معدلات أعمار الرجال، إذ تبكي المرأة 64 مرة في السنة، بينما لايتجاوز عدد مرات بكاء الرجل 17 مرة.
وبعد، أيها الزوجان الغاليان، لاتترددا في البكاء، ولاتحبسا دموعكما، اسمحا لها بأن تسيل على خديكما، واحذرا من أن يستنكر أحدكما على الآخر بكاءه.
وسوم: العدد 733