نظام العبودية العربي بين إبن العقيد وإبن الأمير

جاء في الأخبار ان احد السعوديين تهجَّم على موظفة الاستقبال في احد مستشفايات لندن وبصق عليها ثم دخل في عراك مع الأمن واليوم انتهت محاكمته بسجنه سبع سنوات .

 هذا الرجل اعتبر نفسه في بلده يفعل بالآخرين كما يشاء دون حساب حيث يتطاول على جميع الغرباء ويتعامل معهم وفق نظام العبودية .

 اعزائي القراء..

 كتبت هذه المقالة في عام 2008 وهي هامة تبين ان التصرفات العنصرية في بعض الدول العربية تجاه العاملين في بلادهم من جنسيات مختلفة قد تكون مدخل اعداءنا في ايقاعنا في الحفرة التي يحفرونها لنا لتشليح بلادنا منا او على الاقل لجعل الغرباء شركاء في حكم بلادنا بل لهم اليد العليا في اخضاعنا لمشيئتهم.

 هذه المقالة تنطبق على الواقعة أعلاه و اضحت اكثر اهمية اليوم لان المخطط بدا اكثر وضوحا..

 فأستغرب كيف نعطي اعداءنا المبرر لتنفيذ مخططاتهم .

 اخواني اليكم ماكتبته تحت عنوان

نظام العبوديه العربي بين إبن العقيد وإبن الأمير

 إخوتي واخواتي...

 الذي جعلني أخوض في هذا الموضوع هو تفاقم إضرابات واضطرابات العمالة الأسيوية في دول الخليج، وما قد يترتب عن ذلك من نتائج قد لاتخطر على بال أحد وساحاول ان اكون منصفآ في تقديمها لاحقآ.

 قبل كل شيئ دعوني اعرض عليكم واقعتين تتحدثان عن نفسيهما ينطبق عليهما تعريف نظام العبودية العربية، وقد إخترت هاتين الواقعتين إحداها من دول الخليج العربي، والأخرى من سلوكيات العقيد القذافي وعائلته الإشتراكية الثورية لتكون اكثر شمولية وحيادية بنفس الوقت.

 الواقعه الأولى:

 في عام 1988 سافرت إلى المملكه العربيه السعوديه في رحلة عمل حجزت علي الخطوط السعوديه من مطار جون كنيدي في نيويورك, كنت افضل السفر عليها لوثوقي بنظام صيانة طائراتها وخدماتها الرفيعة وتعامل طاقمها الجيد مع المسافرين وقائمة طعامها المدروسه, كان كل شيئ هادئآ على الطائره ومقعدي في درجة رجال الأعمال كان مريحآ وواسعآ، اعلن الطيار الأمريكي عن بدء إقلاع الرحلة وانطلقت الطائرة على المدرج ثم طارت بإتجاه الشمال الشرقي عبر المحيط الأطلسي.

 مضى على إنطلاقنا ساعة واحدة فوق المحيط،كل شيئ كان هادئآ ,الا من حركه ترددية لطاقم الطائرة بين الصفوف الخلفيه لمقاعد الطائرة وكابينة الطيار.

 بدأ قلقي وقلق المسافرين يزداد بعد ان بدأت بعض الأصوات مصحوبة ببعض الفوضى تصل إلينا، فشلت كل محاولاتنا مع طاقم الطائرة للإستفسار عما يحدث، وكان جوابهم كل شيئ طبيعي لاتقلقوا، ولكن لم يمض على هذه الفوضى ربع ساعة حتى اعلن الطيار باللغه الإنجليزية ثم اتبعوها بترجمه عربيه تقول: الساده الركاب الكرام سنعود إلى مطار كنيدي للتزود بكمية إضافية من الوقود ، نظرآ لمقاومة الهواء الغير متوقعة، هذا الكلام لم يقنعني وعرفت أن هناك امرآ ما لايريدون البوح به، المهم ان الطائرة هبطت بسلام بمطار كنيدي بعد اكثر من ثلاث ساعات على مغادرتها، إنفتح باب الطائره ودخل اربع رجال من ال FBI وتوجهوا الى وجهتهم مباشرة وطلبوا بأدب من رجل سعودي التوجه معهم الى المطار للتحقيق معه بتهمة تعريض حياة المسافرين للخطر،علمنا بعد ذلك ان الرجل اطلق تهديدات مبطنة الى جيرانه الجالسين في صفه بضرورة تبديل امكنتهم لإنه يريد مزيدآ من الراحه له ولعائلته.

 ولما رفضوا وهو حقهم بدأ بصب اللعنات عليهم وان محاسبتهم على رفض الإنصياع له ستكلفهم غاليآ، مشددآ على ان هذه الطائرة هي مخصصة لراحتهم اولا وانها لخدمته كونه سعودي قبل غيره، وليذهب الباقون إلى الجحيم.

 انقذ الطيار الامريكي الموقف بعودته إلى مطار كنيدي خشية تطور الأوضاع إلى مالا تحمد عقباه، خرج الرجل مع ال FBI صامتآ ،وبقيت إسرته في مقاعدها مع إهتمام كل اعضاء طاقم الطائره في خدمتها، جاءت التعليمات بمغادرة الطائره بدونه وعلمنا بعدها ان تقريرآ كتب في حقه مع توصيات وفق قانون الطيران الدولي مع تغريمه كل النفقات الناتجه عن عودة الطائرة نتيجة سلوكه العنصري.

 الواقعه الثانيه:

 حصلت هذا الشهر ( الشهر السابع 2008) في سويسرا اثناء قضاء فترة إستجمام باحد فنادق الخمس نجوم بطلها إبن العقيد القذافي، وكلنا سمع عنها ،فقد قام السيد هانيبال او هنيبعل بتلقين إثنين من خدمه درسآ في كيفية تلقي الصفعات والركلات وقياس مدى مقاومتهما لهذا الفعل الوحشي، ولما فشل المساكين عن التحمل عرضوا امرهما على الشرطة السويسرية ،فكان من امره انه اعتقل وزوجته ساعات، ثم افرج عنهما بكفاله عاليه.

 ولم يسكت الأخ العقيد على وحشية إبنه بل وصل الأمر به إلى اعلان الحرب على سويسرا، ظانآ ان البترول الذي {يملكه ويتحكم به دون شعبه المغيب بالسجون} يستطيع به ان يغير قوانين سويسرا، هذه هي الوطنيات التي يحدثون الشعوب عنها ليلآ ونهارآ وليتهم صمتوا.

 إخوتي واخواتي...

 إذن نستطيع ان نقول ان العمالة الاسيوية ليسوا باحسن حالا من المثالين السابقين،هذه العمالة هي التي تبني لهم بلادهم وتشيد لهم قصورهم وتكيف لهم غرف نومهم، وتطبخ لهم طعامهم،ينام هؤلاء المساكين في بيوت من الصفيح كالسمك داخل علب السردين، وتبقى معظم مستحقاتهم وجوازات سفرهم بيد صاحب العمل حتى يبتزهم إلى أخر قطرة عرق في اجسادهم, ومن بعد ذلك يأتي من يقول: هولاء الأوباش يأتون إلى بلادنا ويأخذون اموالنا ويهربون بها إلى بلادهم .

 ايها الأخوات. والاخوة، إذا لم تنته إسطورة سيطرة المال على إبداع الفكر البشري والعلمي, وإذا لم تنته إسطورة حكم القبيلة والعشيرة وإحلال الفكر الديني الصحيح المنفتح المدعوم بالتقدم العلمي مكانه, هذا الفكر الذي ردف الامة الإسلامية بشعوب جديدة دخلت في الإسلام نتيجة لإستخدام أخلاق الإسلام في التعامل, وهذه اندنوسيا مثلآ، فلم يقل إندنوسيآ واحدآ ايها التجار العرب عودوا إلى بلادكم وكفاكم نهبآ لثرواتنا،بل على العكس فقد دخلوا في دين الله افواجآ بفضل اخلاق اسلافنا اسلوب تعاملهم معهم ، فقد دخلوا الاسلام باسلوب كيفية تقديم العقيدة السمحاء، بينما انتم اليوم تخسرون ايها العرب من سمعتكم ومصداقيتكم ومن إقناع الآخرين بكم و المقيمين على أرضكم الشيئ الكثير, وإذا لم تنته إسطورة الديكتاتورية وحلول الحرية مكانها.فلن يتغير شيئآ في جدار الفساد والإستبداد ونهج العبوديه في اوطاننا.

 الأخوات والاخوة ...

 العدو يتربص بنا، وليس بالضرورة ان يكون تبريراته منطقية للإنقضاض علينا، فمتى كانت تبريراته لابتلاع العراق منطقية؟ ومتى كانت تبريراته لإبتلاع السودان وبعدها مصر منطقية؟ وماذا إذا حرك عليكم اعداءكم محكمة العدل الدولية وحقوق الإنسان ثم اكملوا مؤامرتهم وادخلوكم من بوابة الفصل السابع للأمم المتحدة ،فماذا انتم بعد ذلك صانعون ؟.

 ايها الحكام...

 ماذا لو إجتمع عليكم اعداؤكم وقرروا والأمر بيدهم كما ترون ان تمنحوا حقوقآ سياسيه لعمالتكم، ثم يدخلوهم مجالس حكمكم وانتم صاغرون ثم يستولوا على مقدراتكم بفضل من تعتقدون انهم اصدقائكم، فماذا بعد ذلك انتم فاعلون؟

 ايتها الشعوب العربية ..

 على ضوء متابعتي لسلوكيات اعداء امتنا، اقول لكم: إن الغرب والشرق قد جمعوا لكم وسيضعون في طريقكم اية حجة واهية لسرقة ارضكم وسلبكم كرامتكم ومن يدر؟ فقد تكون قضية العمالة الأسيوية وسلكونا السلبي القاتل ضدها هو الطريق للوصول إلينا فهل انتم مدركون.

 اخواني

 بالله عليكم اليست هذه القراءة تطابق تماماً مايحصل اليوم ؟