اتصالات سرية بين أنظمة عربية والكيان الصهيوني لطبخ ما سمي بصفقة القرن
نتنياهو يؤكد رسميا من باريس ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية بوجود اتصالات سرية بين أنظمة عربية والكيان الصهيوني لطبخ ما سمي بصفقة القرن
عندما أعلنت القناة الصهيونية العاشرة إثر تصريح الرئيس الأمريكي القدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل عن وجود اتصالات سرية بين أنظمة عربية والكيان الصهيوني بخصوص ما بات يعرف بصفقة القرن ، وهي صفقة لتصفية القضية الفلسطينية لصالح هذا الكيان الصهيوني المحتل قال البعض إن الأمر ربما لا يعدو أن يكون دعاية مغرضة لشق الصف العربي، ولكن عندما صرح رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مؤتمره الصحفي بباريس وهو يقف إلى جانب الرئيس الفرنسي بأنه على صلة بأنظمة عربية صديقة لمواجهة ما سماه الخطر الإسلامي بشقيه السني والشيعي لم يعد الأمر مجرد دعاية بل صار حقيقة لم تسارع الأنظمة العربية المعنية إلى نفيها أو تكذيبها بشكل رسمي . ويتضح من خلال تصريح نتنياهو أن الأمر يتعلق بخيانة عظمى تم التمويه عليها بذرائع مختلقة وعلى رأس هذه الذرائع ذريعة ما يسمى بمحاربة الإرهاب ، وهي ذريعة يرتزق بها الكيان الصهيوني وحلفاؤه في الغرب ، وتجاريهم فيها الأنظمة العربية المتورطة بشكل مباشر فيما سمي صفقة القرن المشبوهة . ومعلوم أن المقصود بالإرهاب تحديدا هو حركة المقاومة الفلسطينية ذات المرجعية الإسلامية وكل من يدعمها ماديا أو معنويا . ولقد أكد الرئيس الأمريكي هذه الدلالة التي يعطيها الكيان الصهيوني لكلمة إرهاب حين صرح في مؤتمر صفقة القرن بالعاصمة السعودية الرياض بوضع حركة المقاومة الإسلامية حماس على لائحة الجهات المتهمة بالإرهاب صهيونيا وغربيا . ولقد أكد رئيس وزراء الكيان الصهيوني بتصريح باريس ضلوع كيانه المحتل في مؤامرة الانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية في مصر، الشيء الذي يعني لا شرعية النظام القائم حاليا في مصر ، وذلك لاعتبار إسرائيل الرئاسة الشرعية التي أطاح بها الانقلاب خطرا إسلاميا سنيا يهدد أمنها وسلامها إلى جانب ما تسميه بالخطر الإسلامي الشيعي ،علما بأن اعتبار هذا الأخير خطرا مجرد تمويه على استهداف الإسلام السني، ذلك أنه لو كان الشيعة يشكلون خطرا حقيقيا على الكيان الصهيوني لما قدم لهم الغرب العراق على طبق من ذهب بعد غزوه ، ولما سمح لجبهة إيران الشيعية المتقدمة في لبنان وهي حزب اللات بالتدخل المباشر في سوريا ،علما بأن مهمة إيران في العراق ، ومهمة حليفها حزب اللات في سوريا هي الوقوف إلى جانب الغرب والكيان الصهيوني لاستئصال المقاومة الإسلامية السنية وتحديدا ذات التوجه الإخواني . ولقد دبّر الغرب حيلة ماكرة من أجل القضاء على المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا ليصل إلى القضاء على المقاومة الإسلامية في فلسطين ،فجند عصابات داعش الإجرامية التي مثلت أدوارا مسرحية عبثية مكشوفة كان الغرض منها تشويه الإسلام ، وتبرير العدوان على المقاومة الإسلامية الحقيقية للكيان الصهيوني وللغزو الأطلسي الذي وقع خصيصا تمهيدا لصفقة القرن . ولم يعد التعاون خفيا بين الشيعة بقيادة دولة إيران ومرتزقتها من حشد شعبي في العراق ، وحزب اللات في لبنان وبين الغرب والكيان الصهيوني . وبين عشية وضحاها انتهت مسرحية القضاء المبرم على دولة داعش كما صرح بذلك رئيس الوزراء العراقي ، ومع ذلك لا زال خطاب محاربة الإرهاب قائما، الشيء الذي يعني أن الإرهاب المقصود تحديدا هو الإرهاب السني الذي يشكل خطرا مباشرا على الكيان الصهيوني وعلى رأسه المقاومة الإسلامية . ومعلوم أن الأنظمة العربية التي أشار نتنياهو إلى وجود اتصالات معها إنما تتوجس من التوجه الإسلامي السني، وتعتبره خطرا يهددها أيضا لأنه يدعم المقاومة الإسلامية الفلسطينية ويفسد عليها التقارب مع المحتل الصهيوني ، ويهدف إلى تخليص الشعوب العربية فاسدها واستبدادها، لهذا وقع الإجهاز على ثورة يناير في مصر ودبّر الانقلاب على الشرعية والديمقراطية هناك ،وكانت أنظمة عربية وراء ذلك تمويلا لتنفيذ الأجندة الغربية الصهيونية الممهدة لصفقة القرن، والتي خطط لها منذ اختلاق الكيان الصهيوني زمن الحركة الاستعمارية الغربية للوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط ،وقبل معاهدة كامب دافيد، ومسلسلات السلام بكل محطاتها ،وأحداث الحادي عشر من شتنبر المفبركة ،وغزو العراق، وما تلاه من تداعيات بما فيها إجهاض ثورات الربيع العربي التي كشفت عن رهان الشعوب العربية على الإسلام من أجل تحرير فلسطين والتخلص من الهيمنة الغربية الحاضنة للكيان الصهيوني الذي يعتبر وكيلا لها يدير عملية نهب ثروات البترول، والتي كانت سببا في الحركة الاستعمارية الغربية .
والآن وقد أكد رئيس وزراء الكيان الصهيوني رسميا ضلوع أنظمة عربية في مؤامرة ما يسمى بصفقة القرن، وقد اتضحت معالمها من خلال تصريح من يوجد على رأس الإدارة الأمريكية بأن مدينة القدس هي عاصمة الكيان المحتل الشيء الذي أراد به إضفاء الشرعية على هذا الكيان ليصير دولة وهو ما لم يكنه عبر التاريخ . ولقد سقطت أقنعة الذين انبطحوا في مؤتمر صفقة القرن في الرياض ، وانكشف تهافت فكرة محاربة الإرهاب التي صارت فكرة يرتزق بها الكيان الصهيوني ،وحلفاؤه الغربيون، والأنظمة العربية المنبطحة واتخاذها ذريعة لتمرير مؤامرة صفقة القرن وقد اختار صناعها أن تتزامن مع مرور مائة سنة على وعد بلفور لتستكمل الصفقة قرنا كاملا من الزمن ، وتصدق عليها تسمية صفقة القرن حقيقة لا مجازا . وما لم يضعه الكيان الصهيوني وحلفاؤه الغربيون والأنظمة العربية المنبطحة في الحسبان هو احتضان الشعوب العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية ، وهو احتضان ينسف صفقة القرن من أساسها ، وسيكون إن شاء الله تعالى بداية نهاية احتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين ، وتخلص الوطن العربي من الحملة الاستعمارية الغربية ، وبالتالي التخلص من الأنظمة العربية الفاسدة ،والتي ثبتت خيانتها العظمى للأمة العربية والإسلامية ولقضيتها الأولى قضية فلسطين . ولقد جعل الله تعالى في افتضاح مؤامرة القرن خيرا كثيرا حيث تجدد وعي الأمة العربية والإسلامية بدينها، وبخطورة الاحتلال الإسرائيلي، وبضرورة استئصاله، وتجدد وعيها بخطورة الأنظمة الفاسدة التي تمكن لهذا الاحتلال في الوطن العربي . ولقد أنطق الله عز وجل نتنياهو بضلوعها في خيانتها العظمى للقضية الفلسطينية من قصر الإئيلزي بالعاصمة الفرنسية ، وهو يحاول التمويه على ذلك بذريعة التحالف معها من أجل صد الخطر الإسلامي السني والشيعي ، والحقيقة أنه يقصد السني تحديدا وعلى وجه الدقة ،ويموه بالشيعي وهو على صلة وثيقة به كما يؤكد ذلك واقع الحال على الأرض في العراق وسوريا .
وسوم: العدد 750