فعل الخير والدعاة إلى الخير

عندما يصف القرآن المبارك أمة محمد عليه السلام يقول لهم ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ٧٧الحج 

فالفلاح في الدنيا والآخرة مرتبط بفعل الخير .

إن الله سبحانه وتعالى خلق الخير ، وخلق له رجالا حبب إليهم فعل الخير هم الآمنون يوم القيامة .

في هذا البلد الطيب مجموعة اسمها ( دعاة إلى الخير )

تعلم القرآن الكريم وتثقف الناشئة بدينهم وهدي ربهم ، وتلقي المحاضرات والأشعار ، في اسطنبول وأروفا وانطاكيا ونزيب ، يخطبون الجمعة ويتنقلون من بلد إلى آخر يعلمون ويوجهون ، لهم نشاط كشفي واجتماعي ، يشرف عليها دعاة ثقاة مخلصون وفقهم المولى لكل خير 

في حلب سوق اسمه سوق الخابية ماء مجاني يسقي العطاش ، 

أذكر في صغري خوابي تقدم الماء النظيف المبرد عند مدخل المزارع مابين الباب وتادف 

في دمشق مدرسة تسمى النورية نسبة إلى نور الدين زنكي ، وآل زنكي أكراد يعتبرون مفخرة من مفاخر الإسلام 

إليكم مثال عجيب : طفل حمل إناء لجلب الحليب فانكسر معه قدم القطع المكسورة وخذ إناء مجانا 

لما بنى عثمان باشا جامع العثمانية المعروف شاهد على الجدار عبارة لقمة في بطن جائع خير من بناء جامع فأنشأ مطعما للفقراء في قلب المدرسة العثمانية وجعل للقطط نصيبا 

فعل الخير والدعوة إلى الخير يمنح فاعله سعادة غامرة ، وقد لمست ذلك بنفسي أثر ذلك فقد شاركت مرة بتوزيع الخبز على الفقراء ورأيت بسمة الصغار والكبار  .

إن ديننا يقول تبسمك في وجه أخيك صدقة ، وإسماع الأصم صدقة ، وسعيك بشدة ساقيك لإغاثة ملهوف صدقة ، إملاء أباريق الوضوء في المسجد صدقة 

لو رايت موائد الإفطار في رمضان تمد في باحات المسجد فلا يبقى جائع إنه من فعل الخير ، فكرة الوقف كلها مبنية على أساس فعل الخير الدائم .

 الوقف المنتشر في أرجاء العالم الإسلامي من فعل الخير ولولا بعض الغاصبين للوقف  لغطى الوقف كل ميادين الخير ، ولو قامت على الوقف أيد أمينة لما بقي جائع في عالم الإسلام 

أنا وآلاف مثلي درسنا في مدرسة الخسروية : كتب مجانية وطعام هذا من فعل الخير 

إن الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يأتون بعناقيد النخل ويعلقونها في المسجد  النبوي 

بجانب جامعة دمشق يمر نهر والمرج على مد البصر أوقفه رجل صالح للحيوانات الهرمة ، بل أرض معرض دمشق الدولي وقف إسلامي ، كل مساجد الإسلام وفيها غرف لسكنى الطلاب الفقراء من الخير ، سكنت في إحداها وهي القرناصية في أول الفرافرة وكان يصلي إلى جانبي رفيق هنانو في جهاده ألا وهو الحاج فاتح المرعشلي من مدينة مرعش التركية  .

الإسلام ياسادة صنع لهذه الأمة مجدا لا يبلى لكن :

 إذا المجد القديم توارثته  بناة السوء أوشك أن يضيعا 

منابع الخير في هذه الأمة لا تجف لأن فاعليها آمنوا بقوله تعالى ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) 

وياويل من سطا على وقف أو نهبه هو من جثى جنهم إن شاء الله ، الوقف عمل خيري ياويح من اعتدى عليه وسرقه ( إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) النساء ١٠

- وقد أحسن إخواننا المرابطون حينما أقاموا مركزا لهم هنا في هذه المدينة الصغيرة وفي العديد من مدن تركيا سموها ( دعاة إلى الخير ) هناك فعل للخير وهناك دعوة إلى فعله 

قدم لي أحد الشباب المسلم عن روح أبيه الصديق الودود ألف ليرة تركية أقمت فيها مسابقة قرآنية لحفظ الجزء ٢٨ من كتاب الله .

 آه لو رأى الأغنياء تسابق الصغار لحفظ آيات من كتاب ربهم لبكوا وقالوا ياحسرة على العباد !

( وماتأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) الأنعام ٤

ألهاهم التلفاز والدراما 

أجدادنا بدون دراما ملاوا الدنيا أوقافا للإنسان والحيوان ، 

إن حفظ اللغة العربية تدور على الألسن هو من فعل الخير ، فأين الداعمون  ؟

أيها الناس : في بناتنا وطلابنا عبقريات مدفونة فاين الأغنياء الذين يفعلون الخير برعايتهم وبإرسالهم بعثات إلى بلاد العالم ، زوجوهم أولا وأرسلوهم إلى أوربا لاليدرسوا فقط ، بل ليكون منهم البرفسور في الطب والهندسة والعلوم 

إن في أمتنا نوابغ تحتاج فقط إلى يد خير تمتد لها بالعطاء ، إن الدكتور الحلبي فوزي حمد  سابق العشرات من أنحاء العالم فسبقهم ، وعرض عليه العمل في أوربا فرفض ، وهو الذي أنشأ جامعة الموصل رحمه الله وكثر وأمثاله في أمة محمد صلوا عليه وسلموا تسليما 

أيها الناس ، أيها الأغنياء ( وافعلوا الخير لعكم تفلحون ) عليكم بمد يد العون للدعاة الى الخير وفقكم الله  .

( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) 

صدق الله العظيم 

اقول قولي هذا واستغفر الله  .