الأخطبوط.. الرأس .. والذراع الطويله
أعزائي القراء
عندما أُسلط الضوء في هذه المقاله على الأخطبوط فاني اعني به رامي مخلوف,فهو مثال نموذجي يمثل عشرات الألوف من الحالات الأخطبوطيه التي تمتد أذرعتها داخل الوطن وخارجه مسيطرة على كل ماتطاله هذه الأذرعه من مشاريع مشبوهة بإسلوب التهديد والوعيد تارة والإبتزاز تارة أخرى, بينما رأس هذا الأخطبوط يقبع في قصور دمشق تحت إسم مستعار هو "الرئيس بشار الأسد"…
فقد اشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن مخلوف يعتبر بمثابة مصرفي أسرة الأسد الذي حول الاقتصاد السوري إلى الرأسمالية المافيويه ، مما جعل الفقراء أكثر فقراً والأغنياء الفاسدين أكثر ثراء وبنحو خيالي.
ولد رامي مخلوف في جبلة عام ١٩٦٩ وهو الابن البكر لمحمد مخلوف الذي كان على علاقة قوية بحافظ الأسد، وهو الذي أفسح المجال أمام محمد مخلوف ليتسلم إدارة شركه «الريجي» وهي لمن لا يتذكرها أكبر الشركات السورية في ذلك العهد، وقد كانت تعني لسورية ذات يوم ما تعنيه أرامكو اليوم للسعودية، بمعنى أن دخل البلد من العملات الصعبة كان يأتي من خلالها وهو الأمر الذي مكن مخلوف الأب من جمع ثروة هائلة.
مخلوف الابن كان محظوظاً أكثر من والده فتفوق على والده حيث تولى حصرياً تجارة السجائر، من لبنان إلى سوريا وأنشأ لاحقاً شركة «غوتا» التي تولت التفاوض مع شركات السجائر والمشروبات الكحولية الأجنبية لترتيب الوكالات لها في السوق الحرة التي سيطر عليها بدعم من النظام.
وفي سنة ١٩٩٨ طرحت وزارة المواصلات السورية مناقصة «صورية» لتشغيل قطاع الهاتف المحمول ظهر فيها رامي مخلوف شريكاً لشركة «أوراسكوم» المصرية لصاحبها نجيب ساويرس. لكن مخلوف ما لبث أن اختلف مع ساويرس فصودرت أموال الشركة المصرية في سوريا، ووضع عليها حارسان قضائيان هما إيهاب مخلوف (شقيق رامي)، ونادر قلعي (مدير أعمال رامي)، إلا أن التهديد باللجوء إلى التحكيم الدولي دفع مخلوف إلى الإعلان عن «حل ودي» للخلاف في تموز/يوليو ٢٠٠٣، بحيث باتت شركة «سيرياتل» التي يمتلكها مخلوف، إحدى شركتين اللتين تشغلان الهاتف المحمول في سوريا.
ويملك مخلوف أيضاً شركة «راماك» التي تعمل في المجال العقاري كما أسس شركة «شام القابضة» في سوريا وهي شركة تعمل في الاستثمار السياحي. ولمخلوف استثمارات في قطاع الإسمنت والغاز والنفطً كما ورد اسمه مع داعش في تهريب النفط الى الساحل السوري لتستقبله ناقلات النفط في ميناء طرطوس ، وله ايضاً أكثر من نصف أسهم مصرف المشرق الاستثماري، وشركة «الكورنيش السياحية» لإقامة المشاريع التجارية والخدمية.
أعزائي القراء
امتدت ذراع «الأخطبوط إلى قطاع تجارة السيارات، في محاولة للسيطرة عليها، ليصطدم بالوكيل الحصري لسيارات مرسيدس الألمانية في سوريا «شركة أبناء عمر سنقر». ووقفت شركة «مرسيدس» إلى جانب سنقر ونتيجة لذلك قام مخلوف ابن النظام المدلل بالضغط على شركة مرسيدس عن طريق تمرير قانون في سوريا يمنع مرسيدس من توريد أي قطع غيار إلى سوريا إلى أن حصل على الوكالة الحصرية للسيارات. ونتيجة لهذه الامتيازات الهائلة فقد تضاعفت ثروة رامي مخلوف إلى أكثر من ١٠٠ ضعف في عهد بشار الأسد وأصبح مسيطرا على معظم مرافق الاقتصاد من وكالة المرسيدس إلى المراحيض العامة في دمشق إلى مواقف السيارات إلى الأدوية الزراعية والبيطرية إلى السكر إلى المقاولات والتعهدات إلى شراء أراض في مناطق تثير الريبة إلى الأسواق الحرة إلى شركات الطيران إلى استيراد السيارات فالأبواب كانت مشرعة امامه في أي مجال يريد وقيل يومها ان رامي مخلوف شريك بشار الاسد يستحوذ على ٦٨٪ من الاقتصاد السوري .
ولما طفح الكيلً نتيجة لذلك فقد وُجِهت انتقادات هائلة إلى النظام السوري ليس من الداخل فقط وإنما من الخارج أيضا معتبرين الأخطبوط المسؤول الأول عن الفساد ، ففي ٢٩ تشرين الأول/اكتوبر ٢٠٠٥ كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن بشار الأسد أمر ابن خاله رامي مخلوف أن يغادر سوريا إلى دبي للإقامة وتوسيع نطاق أعماله هناك وقد ذكر الباحث الأميركي فلنت ليفريت بوكالة الاستخبارات الأميركية أن النظام السوري أراد من السوريين الاعتقاد بأن رامي مخلوف غادر بأوامر من الرئيس بشار الأسد وذلك درءاً لتهمة الفساد الموجهة لشخص بشار الاسد في محاولة لاستعادة مصداقيته أمام الشعب السوري، لكن ذلك لم ولن يفلح. ففي شباط/فبراير من عام ٢٠٠٨ قالت وزارة الخزانة الأميركية أن رامي مخلوف هو المستفيد والمسؤول عن الفساد العام في سوريا، وأن نفوذه واتصالاته داخل النظام سمحت له بالسيطرة على صفقات مربحة للعديد من العمليات المشبوهة, كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إدراج عدد من الشركات التي يمتلكها كلياً أو جزئياً على لائحة الإرهاب. ولكن يلاحظ هنا أن رامي مخلوف هو الواجهة التي تتستر على ممتلكات بشار الأسد.
ففي الأسابيع الأولى للثورة السورية، صب المحتجون جام غضبهم على رامي مخلوف وأحرقوا مكاتب شركة سيريتل في مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية، التي بدأت فيها شرارة الثورة منتصف آذار/مارس الماضي، وفي محاولة منه لتخفيف الغضب الشعبي عليه، قال مخلوف في ١٦ حزيران/يونيو ٢٠١١ إنه سيترك العمل في التجارة ليشارك في (الأعمال الخيرية) وحاول إثبات ذلك بوضع مسبحه في يده يبدو انه استعارها من احمد حسون مفتي الاسد (وأن تجارته ستدار من أجل خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني) ، وأنه سيطرح جزءا مما يملكه من أسهم في شركة الاتصالات السورية قريبا لذوي الدخل المحدود للاكتتاب العام.
أعزائي القراء
إن المهمه الملقاة على عاتقنا جميعاً بعد إنتصار ثورتنا بإذن الله هي ملاحقة رأس الأخطبوط وأذرعته حتى آخر قرش إغتصبوه من جيوب الشعب ، واول خطوات سوريا المستقبل هي في وضع دراسة لبرنامج التطهير الشامل .
مع تحياتي..
وسوم: العدد 755