صرخة أمّ
مشهد سوري يومي (1)
صرخة أمّ
صدى الثورة: نِعَم
صمت .. صمت .. صمت ..
لا شيء هنا سوى الصمت
لا شيء ينبض .. لا شيء ينبس..
حتى الساعة .. التقطت أنفاسها .. آثرت الغيبوبة الأبديّة .. وتوقفت عن النبض!
عشرات الأنفاس الصامتة ..
عشرات العيون المترقّبة
عيون الأطفال في وجوه أمهاتهم ترتجي فيها الطمأنينة..
وعيون أخرى دست نفسها في صدور أمهاتها ترتجي الأمان..
كلُّ شيء صامت .. حتى الحركات سكَنَت!
إلا قلوب الأمهات الرؤوفة الحنونة .. تلهج بالدعاء تارة .. تتضرّع إلى الله .. تسأله الخير ..
أن يحمي فلذات كبدها
أن يأخذها معهم إذا راحوا
وأن يحفظهم ويسعدهم إذا راحت..
وتلعن الظالمين تارة أخرى .. من يفعلون ومن يؤازرون ومن يسكتون ..
لا يكمل قلبها الدعاء ..
حتى يسقط صاروخ بالقرب من الملجأ الذي يختبئن فيه وأولادهنّ من جحيم الحرب الأحاديّة..
فيثير الصّخب..
تصرخ البنات الصغيرات
يبكي الأطفال
تنشغل بتهدئتهم ..
وتعود للدعاء .. يقطعه صوت قذيفة أخرى .. فيعودوا وتعود ..
يقترب منهم مكان السقوط مرة ويبتعد أخرى..
أما ذلك الصوت .. فقد سمعته كلّه .. ولكنّ صغيرها لم يسمع إلا جزءًا منه .. الصوت الأخير..
حين باغتته شظيّة .. أخذته من دفء حضن أمه .. إلى دفء الجنان ..
صرخت أمّه..
وانخنق الصمت..