رحلة موسكو
ساقهُ الروسُ كما يَسوقونَ خِنزيرا
ثمَّ أحضَروهُ كما يُحضِرونَ مَخفورا
أخرجوهُ تحتَ جُنحِ الظَلامِ خِلسَـةً
حملـوهُ إليهمْ كما تُحمَـلُ قاذورة
أحضَروهُ وحدهُ بلا وفدٍ ولامُرافقَةٍ
وماذا يَنتظِرُ مَن يعملْ للغيرِ ناطورا؟
ماسَـمحوا لهُ ولاحتى بوزيرٍ، فخسرَ
(وليدُ) مائِدةً كانتْ بالطعامِ مَعمورة
وأجلسوهُ كالقِردِ الذي عاقبَهُ سَـيدُهُ
لاالقِردُ كـانَ ولاسَـيدهُ مَسـرورا
حتى علمٌ واحدٌ استكثروا عليهِ
أضاعَ كرامةَ الوطنِ هباءً منثورا
هكذا يُعامَـلُ العُمَـلاءُ منذُ الأزلِ
هكذا يُعامَـلُ مَن كانَ مأجـورا
قالَ بأنهُ ذهبَ ليشكرهمْ وهلْ للعبدِ
إلا أنْ يكونَ لسيدهِ حامِداً وشَكورا؟
أهانوهُ فضحكَ حتى بانتْ أسـنانُهُ
كانَ هبلُهُ ومازالَ ماركِةً مَشـهورة
هلْ يعرفُ بأنَّـهُ أقلُّ مِنْ نَكِـرة؟
وأنَّ بقائَـهُ في قصرهِ هوَ صـورة؟
وهلْ يحتاجُ مَن يذكِـرهُ بأنهُ كأبيهِ
ماوصلَ إلى الحكمِ إلا تزويرا وزورا؟
حتى لقبُ (المختارِ) باتَ كَثيراً عليهِ
والأجدى لهُ أنْ يجدَ لنفسِـهِ مَجـرورا
فليفعلْ مايشـاءْ وليستقدم مَنْ يشـاءْ
فانَّ الحريَـةَ في النهايةِ هي المنصورة
وسوم: 639