هل تذكرين؟

أي حبٍ هذا الذي نحتكِ، و هيمنكِ على أنحاء وجداني..

هل تذكرين؟

هل تذكرين ركض خيل مشاعري، و حمحمته إليكِ؟

هل تذكرين صهيل أشجاني نحوكِ؟

هل تذكرين نقش حروف أضلعي على قوارب مينائكِ؟

فلطالما رسمت كلماتي على رمال سواحلكِ..

ليغازلها مد، و يقبلها جزر..

مغربلاً حنيني لوزةَ عواطفي لكِ وإليكِ يا حبيبتي..

فهل تذكرين؟

هل تذكرين أحاسيسي، صوتي، كلماتي، و تمايل أغصاني؟

فقد زرعتكِ في روحي وردًا، و رعيتكِ، و سقيتكِ، و أطربتكِ..

فهل تذكرين؟

هل تذكرين الحب، الهمس، الشوق، الهيام؟

آهٍ، يا حياتي..

أخرجتني من حديقة وعيي و حضوري، و أدخلتني جنة خيالي و جنوني..

و رحت أتمايل على شذى زهورك البيضاء، و الصفراء، و الحمراء..

مقتطفاً من حقل أحاسيسكِ فراولة قلبكِ..

فهل تذكرين ؟

حبيبتي..

هل تذكرين جميل و عنترة، بثينة و عبلة؟!  

فكلهم قبروا، و بقي الحب الذي جمع العاشق بالمعشوق..

ليحار يراعي تجاهكِ يا فاتنتي..

وتطوف أقداحي حولك،

فتملئيها خمرًا لذة سكر العاشقين..

و إذا ما استعرت نار الشوق بداخلكِ يا حبيبتي..

فانقشيني هياماً هامساً على مصلى روحك..

لتصهرني و تذيبكِ..

فنجري ماءً غير آسن..

لننبت حدائق ذات بهجة..

فيها من كل الثمرات شفاء للوالهين.

وسوم: العدد 661