رسالة الى العراق
سيدي وحبيبي وبلدي الغالي..املي والمي..هذه رسالتي الاولى اليك بعد ان عجز قلمي عن مخاطبة الاصنام والحيتان والكتل الضخمة والكبيرة من احزاب جهنم وابليس والتي تجثم كالبعوض على خيرات ثراك المقدس تمتص منه ليل نهار حد التخمة..تجثم فوق صدرك الجريح الذي مابرح ينزف من دماء اولادك الذين صاروا من سكان المزابل ينزف جرحا ودما..اتفقوا جميعا على تمزيق خريطة حبك قرروا ان يشطبوك من الوجود شمالا وجنوبا شرقا وغربا.. في ربوعك زرعوا الف عزرائيل لينشر الموت والخراب..اسوار اشور تبكي على الجنائن وعلى انقاض بابل تهاجر اساطير الخلود ويسافر كلكامش وهو يندب على اور والوركاء..
عبوات الموت حلت محل الاشجار زرعوها فيك كي تنسف الحياة والطفولة والازهار..الفراشات البهية صارت شظايا حاقدة والطيور الجميلة امست قذائف غدر ملونة بلون الحقد والموت ..حتى الهواء العليل صار يعج بالسموم الصفراء ومخلفات الموت .. دخان اسود ممزوج ببقايا بيتنا القديم في اخر الزقاق حيث نقشنا اسماء الذكرى على اوراق شجر التوت العجوز
اي جرح جرحوك ياتاج الكلمات..اه ياعراق لم يتركوا فيك حتى ذكريات حضاراتك التي تمتد الى اللاف السنين..الثور المجنح صار مكبلا مكسور الجناحين ووجه عشتار الحسناء صار مشوها وحدائق بابل المعلقة صارت حدائق دم وخراب
ايه ياعراق كيف تفتح الابواب لهؤلاء الاوباش
بالامس رايتك حزينا وحيدا وعلى وجهك تجاعيد قديمة بلون الطرقات والقبلات..وجهك كان كوجه اله قديم كنت تقول لي بانك مللت الحزن وادمنت النزيف والرحيل .. قلت لك حينها باننا اتفقنا انا وانت بان نسكن في بعضنا.. قل لي من يسكن في من اتسكن فيا ام انني اسكن فيك ام هل سنموت في بعضنا البعض..في ذلك المساء المنسي وقفت طويلا امام احزانك واشجار حبك ..كبرياؤك كان خجولا وكبريائي كان مهزوما امام صمت جبروتك كنت اراك في شاشات التلفاز ..على الجدران ..في انفاس الريح كنت اسمع صوتك وانت تسافر كسرب من طيور النوارس بعيدا صوب اللامكان تسافر عبر شاشات قطار الانفاق وهي تشق الظلام ..في عيون المارة التي تضيع خطواتهم في الزحام..في استوكهولم حيث اعين الحسناوات وعطور شانيل الحالمة..في دخان السكائر وانا اقطع ازقة المساء احلم بشهرزاد وشهريار على بساط الحكايات التي تطير بي في خيالي في ضياعي انا ووجودي .. في ظلي المنسي وهو يشق نزيف غربتي..في يقيني بانك قد اقسمت على الرحيل وانت لاتدري الى اين
مهلا ياعراق
الى اين تمهل
عرفتك بركانا تثور..شلال من غضب من نار ونور
تصب على رؤوس الانذال تزلزل كراسيهم المقيتة
تشق كروش الفساد وتسحق براغيث الديمقراطية الجديدة
وجرذان الظلام الذين خرجوا من جحور الليل
انت جبل من نار ومن مثلك لاينهار
فلتسحقهم وتحرق كراسيهم بالنار
تمهل ياعراق فانت بطل مغوار
واسمك انشودة الثوار
انت حمورابي وكلكامش وشهريار
انت الغيث وان عطش التيار
عد ياعراق فالجبال لاترحل...ضع يدك بيدي او ادخلني في حقيبة سفرك وليكن اسمك تاشيرة الدخول اليك
انتفض ياجبل النار
وزلزل الارض تحت الكراسي
سانتظر نشيدك نشيد الانتصار
موطني..موطني
وسوم: العدد 666