سألته من أنت
رأيت شيئا يعانق مجمل الناس وهم يستبشرون به فرحين
فسألته من أنت ؟
فضحك وقال
ألم تعرفني هل نسيتني ؟ فلنا معرفة حميمة
أجبته وأنا أحدق فيه لعلني أتذكرهـ ..
أعذرني فذاكرتي من كثر ما نالها من تعب ونصب وإرهاق وألم فقد أصابها الهرم
فقال بشموخ وكبرياء :- أنا الذي كل الناس تعرفني
أنا حبيب البلايين – فقلت له
يا هذا.. قل الملايين
لكنه بإصرار قال لا بل البلايين وأكثر
فأحبابي في شبر على الكرة الأرضية وأنت وحد منهم .
رفعت حاجبي مستغربا ومندهشا
ثم أعدت عليه السؤال مرة أخرى
أوضح أكثر فلا زلت أجهلك.. فكل طواغيت الأرض على مر الدهور من حكموا البلاد والعباد قسرا أخبرونا أنهم أحباب الملايين
فضحك بتهكم وقال هؤلاء خاصتي
إن كانت ذاكرتك خانتك
فأنا بلا فخر :- اللف والدوران
رددت الكلمة بتلقائية { اللف والدوران }
وتابع كلامه
والكل يحضنني ويعانقني برغم كرههم لي إلا أنهم لا يستغنون عني
قلت بغضب - لا كثر الله من أمثالك
بهدوء مع بسمة خبيثة رد
نحن أكثر من أن يُعد أو يحصى نحن مستوطنين في أعماقكم
قلت له سائلا .هل لك إخوة وأسرة ؟
أخواني ما شاء الله كثير بلا عدد وعملائي من البشر فوق العدد ..
أخي الأكبر اسمه سوء الخُلق مسمى بجدنا الأكبر سوء الأخلاق .
أخواني كثير منهم نفاق والكذب والرياء والوصولي والانتهازي وأختي الكبرى فتّانة ربتها عمتي لعّانة تربت مع بنتها سليطة ذات اللسان الذي لا يصمت
هل تذكرتني أم لا زلت تتغابى بأنك لا تعرفني
فقلت باشمئزاز - وهل احد يجهلكم أيتها السلوكيات الدنيئة
قال بعتاب
لا تغلط دنيئة هي عمتنا العودة والكل منا ينحني لها تبجيلا وتعظيما
ومن أجل ان أقطع حديثي معه فقد كرهته وكرهت وقوفي معه قمت بعصبية قائلاً
أعذرني الآن وقت الصلاة سوف أذهب للمسجد
أطلق ضحكة مجلجة ساخرا ..لا زال دويها يؤذي إذناي
لكن الخبيث قال لا تغضب يا صديقي و لو تكرمت سلم على ولد أختي. الوسواس الخناس
انه ينتظرك عند باب المسجد ! وعادت ضحكته المؤذية من جديد
فهرولت مسرعا للمسجد أتلو ما تيسر من القرآن العظيم والأدعية النبوية .
آخر الكلام :-
اللهم أصلح فساد قلوبِنا، وارحم ضعفنا وحسّن أخلاقنا.
اللهم إنا لأنفسِنا ظالمون، ومن كثرةِ ذنوبِنا خائفون، فاغفر لنا ذنوبنا
انه لا يغفر الذنوب إلا أنت
اللهم اغفر لنا الذنب العظيم فانه لا يغفر الذنب العظيم إلا الله العلي العظيم .
اللهم إنا ندعوك دعاء من خشعت لك رقابُهم، وذلت لك أجسادهم، وفاضت لك عيونهم، ورغمت لك أنوفهم .
وسوم: العدد 679