يا داريا
يحدث الآن
آخر أذان لآخر فجرٍ في داريا
أوراق الدوالي تنادي بعضها
تتساقط وتترك العناقيد وحيدةً
عاريةً تماماً ك كرامتنا
بعد ساعات أوراق الدولي
ستشكل غيمةً تُظلل أهل داريا
في خروجهم الأخير
وسيكتب التاريخ
في مثل هذا اليوم
رحلت أعناب داريا
وبقي غياث مطر ، حارساً أبديا لداريا
يجوب أنقاض داريا في الليل
ويستريح في ظل دواليها
في النهار
… ..
غداً سأكون وقِحاً
سأقف على ناصية الطريق
خلف تلةٍ من الانقاض
واتلصص كأي لص جبان
سانظر مطولا في وجوه أطفالها
مضى زمن بعيد لم أرى فيه الرجال
سأحدق في وجوه نسائها
مضى زمن طويل لم ارى فيه
وجوه القديسات
… .
أيها الخارجون من تيه الموت
إلى تيه الموت
أرجوكم أحضروا لي معكم
حفنة من تراب داريا
تراب معجون بدم وكبرياء
يامنارة العزة ، ياقبلة الرجال والرجوله
لاتسامحي جبننا
كان يمكن أن نلبي النداء
لكنا خذلناكِ.
من حوران - مشعل العدوي
وسوم: العدد 683