إلياذة محرم=1
الإلياذة قصة شعرية يونانية طويلة جدا، عن بطولات بعض القادة المتقاتلين بجيوشهم الجرارة قبل مئات السنين من الميلاد، ربما نظم منها أحد الشعراء المعروفين أو المظنونين (هوميروس)، ولكنها أتيحت بعدئذ للشعراء الشعبيين الذين تغنوا بها للناس في مجتمعاتهم، وزادوا فيها شيئا فشيئا، حتى صار لها كيان شعري هائل، أغرى بترجمتها بعض أدباء العرب منذ أواخر القرن الميلادي التاسع عشر وأوائل العشرين؛ فافتتن سائر الأدباء، حتى ذكر سيد قطب -ت:1966- أن قارئها: "يحس بالعبادة للطبيعة، والفتنة بالجمال، والنشوة بالحركة، الحركة العنيفة التي لا تقر ولا تهدأ، في اللذة والألم وفي السعادة والشقاء والحب والبغضاء. ويعيش في ذلك الجو المرفرف الطليق الذي هو مزاج من العرائس والجنيات ومن المفاتن والشهوات ومن المكايد والمجازفات ومن الطبيعة الساحرة الفاتنة الحية الفائضة بالحياة المتجاوبة مع كل شيء في هذا الكون الكبير! إنها حياة تشوق وتعجب وتثير الحس والوجدان"، وتمنى أن لو كان في العربية مثلها؛ فأَذْكَرَنَا ما غَصَّ به محب الدين الخطيب -ت:1969- أحد دعاة الجامعة الإسلامية، حين وجد إكبارَ الشاهنامة الفارسية (شبيهة الإلياذة اليونانية)، على ما فيها من تمجيد الأباطيل، وغفلة شعراء العرب عن تمجيد سيرة رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- وصحبه -رضي الله عنهم!- الذين أقاموا بالحق والخير والجمال الدين والدنيا معا؛ فكلم في ذلك أحمد شوقي أمير الشعراء -ت:1932- فلم يزد على أن أخرج كتيبه "دول الإسلام وعظماء التاريخ"! ثم كلم أحمد محرم -ت:1945- فأجابه إلى ما سماه "ديوان مجد الإسلام"، أو "الإلياذة الإسلامية"، الذي جعله في 5185 بيت، ونشر منه في صحيفة الفتح ومجلة الأزهر، ثم جمعه وقدمه لينشر، فلم ينشر إلا بعد موته وقد تَصَرَّمَتْ منذ أنجزه ثلاثون عاما؛ فكأنما وجد الموت مرتين!
وسوم: العدد 763