رواية سفر مريم
رزمة من الأسئلة الصعبة.. وضعها الكاتب أمام القارىء
يواجهه بحقيقة أمر ما كان بالحسبان.
اصطحبنا الروائي مهند الصباح في رحلة خيالية لم يسبق أن خطّها قلم أديب.. هي فريدة من نوعها.. رحلة إلى المستقبل.. دغدغت عواطفنا الوطنية، جعلتنا نحك أدمغتنا نفكر.. ماذا لو حقق الفلسطينيون حلم العودة؟ هل ستنتهي مشاكل اللاجئين الفلسطينيين وتبتسم لهم الدنيا من جديد؟ هل سيعيش العائدون في وئام ومحبة كما كانوا قبل الرحيل؟ هل سيَفدي الجار جاره بروحه وماله كما كان قبل رحلة اللجوء؟
رزمة من الأسئلة الصعبة.. وضعها الكاتب أمام القارىء يواجهه بحقيقة أمر ما كان بالحسبان.
أحقا الصراعات لن تنتهي بعد تحقيق حلم العودة، وأن عنوانها هو الذي سيختلف فقط.. من صراعات مع الاحتلال الى صراعات اجتماعية عشائرية يغذيها الجشع والطمع والأنانية مدعومة بالمثل القائل (أنا وبعدي الطوفان)؟ هل صحيح أن حدّة العذابات ستزداد.. ووتيرة القلق سترتفع.. والوجع سيتغلغل في كل خلية من خلايانا؟ فقد تبدل الغريم.. ما عاد العدو هو الغريم.. أصبح الأخ والصديق الذي تقاسمت معه فرحك وحزنك ووجعك هو الغريم!
هل هذا ما سيحصل حقا.. سافرت مريم إلى المستقبل وجلبت لنا الأخبار التي لا تسر صديقا ولا عدوا.. هل سيكون هذا هو المصير؟
رحلة جلبت لنا المستقبل.. تحذر مما هو قادم لو تحقق "حلم العودة".
هي رسالة جريئة من الكاتب يدعو من خلالها إلى التعقل والحكمة.. فليس هكذا يتحقق الحلم.. فلنرتق إلى مستوى " الحلم بالوطن" .. ولنسعد "بحلم العودة".. فلنرجع بروح المحبة والإخاء والتضحية والأصالة التي تميز بها من سبقنا من الآباء والأجداد.
رواية شيقة، شخوصها رُسمت بريشة فنان. الكاتب على دراية جيدة بالتفس البشرية.. فهو متخصص بعلم النفس.. نجح أن يمنح شخوصه الاستقلالية، لم يفرض نفسه عليهم.. ولم يجعلهم يتحدثون بلسانه.
لغة الرواية جميلة.. لم تخل من الصور الأدبية التي زينت النص وزادته جمالا.
كان للمرأة حصة لا بأس بها.. عكست رؤية الكاتب للمرأة الفلسطينية واحترامه لقدراتها وكفاءاتها.
وسوم: العدد 808