تأملات في قصيدة الأستاذ عبدالله عيسى سلامة

عبد الله عيسى السلامة

[email protected]

عامر حسين زرده

1ـ أيـهـا الـبـلـ /بـل إنـا / أخـوان

بـيـدَ أنـا / يـاأخـي مـخـ / تـلـفان

2ـ أنـت تـحـيـا / لـتـغـنـي / وأنـا

أجـرع الـصـبـ / ر وأجـتـر / ر الـهـوان

3ـ قـلـبـك الـور / دي لـحـنٌ / سـاحـرٌ

وفـؤادي / فـيـه نـارٌ / ودخـان

4 ـ وإذا مـا / غـاب فـي جـو / ف الـثرى

جـسـدانـا / وتـخـطـا / نـا الـزمـان

5ـ صـرت ذكـرى / أو تـرابـا ً / أوصـدىً

أو نـسـيـما / يـتـهـادى / فـي الـجـنان

6ـ وأخـوك الـ / بـرّ ُفـي أكـ / فـانـه

يـمـضـغ الآ / لام آنـا ً / بـعـد آن

7ـ ثـم مـاذا / آه ِمـن مـا / ذا إذا

عـادت الـرو / ح وجـآء الـ / مـلـكان

8ـ كـيـف ؟مـاذا؟ / مـالـذي؟ أن / نى؟وهل؟

أ بـلـطـفٍ / أم بـعـنـف ٍ / يـسـآلان؟

9ـ فـي غـد ٍهـا / ذا وآه / مـن غـدٍ

وأرى بـع / د غـدٍ مـر / ر الـبـيـان

10ـ آه مـاأسـ / عـد ذرات / الـثـرى

آه ِمـاأه / نـأ قـلـبَ / الحـيـوان

11ـ لـيتـنـي كـن / ت جـمـادا ً / لـيـتـنـي

كـنـت وهـمـا ً / لـيـس يـحـوي / ه مكانْ

12ـ إنـنـي يـا / رب ِعـبـدٌ / آثـم ٌ

فـاحـبـُنـِي يـا / رب ِبـعـضـا ً / من أمانْ

بسم الله الرحمن الرحيم

أول ماأود قوله : أتمنى أن يقبلني الأستاذ الشاعر الكبير عبدالله عيسى السلامة تلميذا في مدرسته العظيمة

وأود أن أذكر القارئ الذواق الذي يعشق الجمال ويغور في أعماق القصيدة باحثا عن لآلئها أن الاختلاف في الرأي أو الفكرة أو الذوق أو المفردات لايفسد الود أبدا إذا كان النقد موضوعيا ومؤدبا وعلميا وضمن الأصول وأحب أن أذكر أننا مذ كنا شبابا ونحن نردد هذه الأنشودة الرائعة الذي لحنها الأستاذ المنشد منذر السرميني والذي أخصه بتحية عطرية .

حرصي على هذه الأنشودة الرائعة جعلني أقوم بدراسة شاملة لها من حيث النظم والتفعيلات والمعاني والمفردات والأمنيات التي فيها وأيضا من حيث سلامة الأداء واللحن والنطق الإيقاع والمستوى الفني للتسجيل

وأول ماأبدء به هو هو نظم القصيدة /موسيقيا/ فقد نظمت على بحر الرمل الذي هو فاعلاتن فاعلاتن فاعلا

ومعلوم أن كمال الموسيقى في الشعر أن يكون لنظم الشاعر مايوافقه من التفعيلات الأساسية للبحر الذي ينظم عليه ويجوز للشاعر أن يستخدم الزحاف للضرورة الملحة لاأن يكون أغلب النظم زحافا فهذا مايذهب موسيقى الشعر الفطرية ويضطر الملحن إلى المدود والمطوط لكي يغطي الفارق مابين التفعيلة الأساسية والتفعيلة التي فيها زحاف مثل عادت الروح وجاء الملكان التفعيلة الأولى كاملة وماأجملها /عَـا دَتِـرْ ُروْ/

/فـا عِـلا تـنْ/ والتفعيلة الثانية /حُوَ جَا ئـلْ / فـعِـلاتـُنْ هنا الاستغناء عن الألف وأصلها فاعلاتن اضطرت المنشد إلى قلب الضمة إلى /واو/ فغناها /حو وجاء ال / وأيضا بدل التفعيلة الثالثة وهي /ملكان/

غناها نتيجة الزحاف /ما لكان / لقد أذهب الزحاف الجمال واضطر المنشد إلى أن يضع بديلا عما حذف الشاعر وقد يكون هذا الأمر دال على الضعف في اللحن والأمثلة في هذه القصيدة كثيرة جدا وقد أحصيت 22 زحافا وأنا أعتقد أن السبب في هذا يرجع إلى ضعف معرفة الشاعر بالموسيقى وعدم اختيار اللحن المناسب من قبل المنشد والمبالغة في أدائها ببطء انظر إلى لحن جادك الغيث إذا الغيث همى يازمان الوصل في الأندلس أو إلى لحن بالذي أسكر من عرف اللمى كل كأس تحتسيه وحبب / أو إلى لحن لاح بدر التم في روض الملاح يملئ الأكوان أنسا واشراح والمجال لايتسع للأمثلة وماأكثرها وإذا قال قائل إذا لم يعجبك اللحن فلماذا أديتها أقول لقد أعدت أداءها حبا في معانيها الرائعة وهي أنشودة مطروقة ولها ذكرياتها الأليمة التي يجب ألا ننساها وقد بذلت جهدا مضنيا في تحسين النطق وتفادي الأخطاء النحوية والتشكيل وأحببت أن أعيد لها بريقها بتسجيل متطور كما أنني أدخلت الرق والدف والطار في إيقاعها واخترت أمهر العازفين لتظهر بصورة راقية وجميلة وهي ليست أقل من جادك الغيث مثلا يكفي الشاعر فخرا أنها ذات معنى ومغزى

والأمر الثاني المهم جدا :هو سلامة النطق والمتعلق بالتجويد والتحسين، والواضح من خلال أداء الأستاذ أبو الجود المحترم كثرة المطوط واللحن الخفي والجلي إضافة إلى أن لفظ النون والتنوين كان ممزوجا باللام وقد أذهب جمالية القافية النونية الساكنة وكسرها بالياء في آخر كلمة من القصيدة (من أماني ) وهي من أمانْ أما أمثلة المدود الزائدة فإليكم بعضها

مثال (مـالـكـان) بدل مَـلـَكـَان ـ (مختالفان) بدل مُـخْـتـَلـِفـَان ـ (قلبك الواردي) بدل الـَوْردِي (وجاسادنا) بدل جَـسَـدَانـَا آه (ماأسعآد) بدل آه مـاأسْـعَـدَ (آه ماأهـنـآء) بـدل آه ماأهْـنـأ

 فضلا عن المدود الزائده مثل آبلطف و بعدا غدٍ وغيرها

أما ثالث هذه الملاحظات فهي الأخطاء النحوية والتشكيل : قال (قلبك الوردي لحنٌ ساحر ُ) والصحيح لحنٌ ساحرٌ وقال (صرت ذكرى أوترابا أونسيما ً أو صدى يتهادى في الجنان )

والصحيح صرت ذكرى أو ترابا أو صدى ً أو نسيما يتهادى في الجنان وفرق بين تهادي الصدى وتهادي النسيم وعندما سألت الأستاذ عبدالله عيسى السلامة كيف يكون صدىً يتهادى في الجنان قال لي أصلها نسيما يتهادى في الجنان . وقال (في غدٍ هذا وآه من غد ِ )والصحيح في غدٍ هذا وآه ٍ من غد ٍبالتنوين وقال (إنني يارب عبد آثمُ ) والصحيح إنني يارب ِ عبد ٌ آثمٌ بالتنوين ثم قال (فاحبني يارب بعضا ً من أماني) والصحيح فاحبني يارب ِ بعضاً من أمان ْ

عودة إلى الإيقاع الذي رافق الإنشاد وهو رتم واحد فقط واسمه إيقاع بلدي وهذ الإيقاع يستخدم في الأغاني والأناشيد المفرحة مثل قدك المياس ياعمري ولا ينفع لقصيدة حزينة كقصيدتنا أيها البلبل إنا أخوان

والمستمع لإيقاعها الجديد يتكون من عدة إيقاعات (مقسوم ـ ومصمودي كبيرـ وشفتتلي) وهذه الإيقاعات هي التي تناسب كلمات القصيدة وتترجم معاني الكلمات بالشكل الصحيح فلايجوز أن نضع إيقاعا مفرحا لكلمات حزينة

أما بالنسبة للجودة الفنية والتسجيل فأنا حزين جدا على كل التسجيلات الإسلامية فقد روى لي أحد المنشدين الكبار أنه كان يسجل صوته في غرفة بيته ، ولايستطيع المستمع أن يتخيل صعوبة إعادة التسجيل وكلفته ولقد أخذت هذه القصيدة مني شهرا كاملا عكفت فيه على معارضتها شعريا ودراستها وتشكيلها وتجويدها واختيار الإيقاعات المناسبة لها واختيار العازف واختيار مهندس الصوت والاستديو وهي تستحق هذا العناء

لقد درست هذه القصيدة الجميلة دراسة نقدية متأنية لابل دراسة من أحب هذه القصيدة ونحن مازلنا منذ حوالي 30 عاما نرددها وننتظر جلاء الهموم والأكدار

أما نقدي لهذه القصيدة فمن عادتي أن أقرأ ديوانا لشاعر ما وأنتقي أجمل قصيدة مؤثرة وأنظم معارضة لها فلقد عارضت كلا من عنترة والمتنبي والأعشى وابن الفارض وأمين الجندي وأحمد شوقي وونجيب الكيلاني وخالد البيطار وأستاذنا عبدالله عيسى السلامة وغيرهم ولابد لي من خلال المعارضة أن أظهر بدائلي عما لايروق لي من معان وكلمات وإن كان كل من ذكرت أفضل مني ولاشك لكن وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح وأنا على ثقة تامة أن نقدي ومعارضتي الأدبية لاتفسد ودي مع أحد فلهم مني كل احترام وتقدير

ولقد استوقفتني ملاحظات كان لابد أن أبدي فيها رأيي حتى يعرف مذهبي في الشعر كما عرف مذهب الآخرين فإن وفقت فبفضل الله وأن أخطأت فأنا أعبرعن رأيي ولاألزم به أحدا ولعلها تكون إضاآت على النص يتعرف أستاذي على مابجعبتي وأنا أحب النقد حبي للشعر ولاتطور لشاعر لايستمع لناقديه فليتسع صدر أستاذي لنقدي ورأيي كما اتسع صدر زهير بن أبي سلمى الذي كان ينظم قصيدته ويقرأها على الشعراء حولا كاملا لهذا سميت قصائده الحوليات وهو أشعر العرب وأنا أعرف قدرة أي شاعر على تفنيد النقد والدفاع عن كل مفردة من مفرداته وهنا أرغب صادقا أن يكون للقارئ الذواق والمثقف رأيه

البيت الأول

يقول الشاعر أيها البلبل إنا أخوان بيد أنا ياأخي مختلفان

لقد كرر الشاعر إنا أخوان ثم قال ياأخي ولي عليها لاحقا اعتراض على أخوته للبلبل

البيت الثاني : أنت تحيا لتغني هل الطير يحيى ليغني فقط ؟أم أنه أيضا يسبح الله ويحمده لو قال أنت تحيا وتغني ثم قال وأنا أجرع الصبر وأجتر الهوان المعروف أن الاجترار للحيوان فقط والاجترار أن يأكل طعاما ويعيده من أمعائه ليمضغه مرة أخرى وهكذا، فكيف أستطيع أن فهم أجرع الصبر وأجتره هوانا كان الأولى أن يعيد اجترار الصبر أن يجرع الصبر ويجتره وإن كانت فكرة الاجترار ابتداء لاتروق لي لأنني أشبه نفسي بالحيوان

البيت الثالث : قلبك الوردي لحن ساحر لماذا يعبر القلب الوردي عن اللحن الساحر لماذا لايعبر الصوت الشجي عن اللحن الساحر لماذا لايقول شدوك الفتان لحن ساحر أما قلبه الوردي طهر ساحر هي الأنسب والواقعية من وجهة نظري

وفؤادي فيه نار ودخان أقول إما نار ولهيب أو رماد ودخان أما النار فهي لاتنتج إلا لهيبا وليس دخان والجمر والرماد ينتجا دخانا

البيت الرابع : وإذا ماغاب في جوف الثرى جسدانا وتخطانا الزمان وكأني أرى فعل غاب فيه إرادة غاب فلان عن ناظري

فلو قال وإذا ماصار في جوف الثرى فتعبير صار يعني ليس له إرادة فيما صار إليه ولماذا جسدانا وهي تحمل زحافا وتدل على الحي لماذا لايقول جـثـتـانـا وهي كلمة تدل على الموت ووزنها فاعلاتن من غير أن يضطر إلى الزحاف

البيت الخامس : صرت ذكرى أو ترابا أو صدى أو نسيما يتهادى في الجنان أو هنا لاأستعذبها هو صار ذكرى واستحال إلى تراب وعاد بعد ذلك طيرا ليغرد في الجنان

البيت السادس : وأخوك البر في أكفانه يمضغ الآلام آنا بعد آن كيف بهذا الأخ الميت وهو ميت يمضغ الآلام ولماذا يمضغ الآلام وكأن الآلام من الجمادات لماذا لانقول يشرب الآلام والشرب يدل على سهولة دخول المشروب إلى الجوف وسرعة تأثيره وفتكه وقد قيل ـ قد سقاني المنون في كؤوس الغرام وكيف أستطيع فهم آنا بعد آن بمعنى فترة بعد فترة أي كل فترة من الزمن لماذا لايقول مثلا يشرب الآلام حرى كل آن وليس آنا بعد آن

البيت السابع : ثم ماذا آه من ماذا إذا عادت الروح وجاء الملكان

كيف عادت الروح الآن وقد كنت في البيت السابق تقول تمضغ الآلام آنا بعد آن ولم لم يستبدل آه من ماذا ب آه من حالي وهناك سؤال مهم على إرادة العودة عند الروح هل عادت معبرة أم بعثت هي الأصح

البيت الثامن : كيف ؟ماذا؟ مالذي؟ أنى ؟وهل ؟أبلطف ؟أم بعنف يسألان ؟

هذه هي بعض من أسئلة الملكين لماذا نطرح هذه الأسئلة بأعجميتها لماذا لانسأل سؤالا مفهوما ومحددا ومن خلاله نفهم القارئ ماالذي سيجري لقد قلت في معارضتي من مجيري؟ من معيني؟ مالذي يسآلان ِ؟ثم بعد الامتحان هل سأنجو ؟أم تراني في عذاب ؟ قل صديقي ها أهان ؟ إلخ أما كلمة أبلطف فهي من الكلمات الصعبة في الغناء وكنت قد اقترحت على الأستاذ تغيرها ووافق إلى هل بلطف ولو كانت هل برفق لكانت مغناة فالطاء المقلقلة هي من أحرف الشدة والتفخيم أما الفاء فهي من أحرف الاستفال وتصوري معنى كلمة الرفق بالقوارير والرفق بالحيوان ذات دلالات أقوى

البيت التاسع : ( في غد هذا وآه من غد وأرى بعد غد مر البيان) في هذا البيت أعاد الأستاذ غد ثلاث مرات فأولها في غد هذا كيف غد هذا غد بعيد وهذا للقريب وآه من غد لقد نسي الشاعر يومه الذي يتألم فيه

أما وأرى بعد غد أقول كيف عرف أنه بعد غد سيرى مر البيان وماهو مُـر البيان لوكان مُـر الحساب لقلنا أنه يخاف من حسابه لاعتقاده بالتقصير أما ماهو مر البيان فلست أدري

 البيت العاشر آه ماأسعد ذرات الثرى آه ماأهنأ قلب الحيوان الشطر الأول من البيت فيه تذكير بقول الكافر ياليتني كنت ترابا لماذا لأنه التراب لايحاسب وليس مكلفا فهو يسبح بحمد ربه لقوله تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم )الشاعر إذن يغبط ذرات الثرى على سعادتها ويوافق على أمنية الكافر (ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا) أما آه ماأهنأ قلب الحيوان لماذا لم يقل آه ما أهنأ قلب الكروان وكلمة الحيوان هذه إذا كان يقصد بها هذا البلبل الذي لايحاسب وهو عائد بعد بعثه طير غردا فقد أخطأ لأنه قال عنه إنا أخوان وإن كان قاصدا فيها الحيوان على اطلاقه فإنه لم يوفق في هذا اللفظ النافر عن النص مع الأخذ بالاعتبار أنه نص غنائي

البيت الحادي عشر : ليتني كنت جمادا ليتني كنت وهما ليس يحويه مكان لماذا يتمنى الإنسان أن يكون جماد وقد كرمه الله بالعقل والدين ولماذا يتمنى أن يكون وهما ليس يحويه مكان لماذا لايتمنى الشاعر أن يكون كأخيه البلبل بلبلا غريدا يسعد الآخرين ويتنقل فرحا من غصن إلى غصن لماذا لايتمنى أن يكون نسيما عليلا يشف القلوب العليلة ؟ لماذا لايتمنى أن يكون جدولا رقراقا أو وردة قرب جدول رقراق أعتقد أن الأسى الذي لاقاه شاعرنا والمحنة التي عايشها هي من فرضت عليه أن يتمنى الأسوأ والأقسى والأغرب

 البيت الثاني عشر والأخير : إنني يارب عبد آثم فاحبني يارب بعضا من أمان فاحبني خصني وعليه يجب أن تكون الجمله فخصني يارب ببعض من أمان وإذا كان لابد من الدعاء فلماذا ببعض لماذا لايقول بكل الأمان أن يقول مثلا خصني يارب فضلا في الأمان الأمان على اطلاقه ومعرفا وليس نكرة أدعو الله صادقا لنا وله أن يختصنا الله بالأمان ويتجاوز عنا بكرمه وعفوه مع خالص تقديري واحترامي للشاعر الكبيرعبدالله السلامة والحمد لله رب العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم

القـصـيـدة الـمعارضة لـقـصيدة"أيها البلبل إنا أخوان" للأستاذ الكبير"عبد الله عيسى السلامة

·     أيهاذا الكونُ إنا أخوانْ

·     إنني المُضْنى ، وخِلي الكَرَوانْ

·     عِشْتُ في سِجْن ٍ ،وهذي غربتي

·     والخَلِيّ ُ الحُرُ يشْدو في حَنانْ

·     صوتهُ الفتانُ صدحٌ ساحِر

·     واضْطرابي واحْتراقي يشهدان

·     ذاكَ طيرهانئٌ في عشهِ

·     في رياض ٍ صادحا ً أو في الجنانْ

·     لو أتانا المَوْتُ ، منا واحدٌ

·     ليس يدري ، كيفَ يَخشى أن يُهَانْ

·     إنني أخشى من الموتِ وما

·     بعد قبري ، حين يأتي السآئلانْ

·     مَنْ مُجيري ؟ مَنْ مُعِيني ؟ماالذي؟

·     يسألان ِ، ثمَّ بعدَ الإمتحانْ

·     هلْ سأنجو؟ أم تراني في عذابٍ

·     قلْ صديقي! لستُ أدري؟ هلْ أهانْ؟

·     آهِ ياخليْ ومَا أقسْى النوى

·     عَنْ إلهيْ عنْ صَلاتي والأذانْ

·     ليتني ماكنتُ إلا بلبلا ً

·     أو نسِيما ًناشِرا ًفوحَ الجنانْ

·     ليتني ماكنتُ إلا وردة ً

·     قربَ رَقراق ٍنمِيْر ٍكالجُمَانْ

·     ياعَفوا ً لاتذرْني ِخائفا ً

·     إعْف ُعني إن في العَفو الأمانْ

عامر حسين زردة

أرجو من الله أن أكون قد وفقت في دراسة القصيدة (الأم )من الناحية الأدبية والموسيقية والغنائية وأن أكون قد قدمت نموذجا للدراسة الجريئة والمؤدبة والتي تحترم الآخر وتظهر إبداعاته وأنا بصدق الطالب المجد أرغب رغبة صادقة أن نرتقي بنقدنا وكتاباتنا وشعرنا وكما قال أستاذي عبدالله الطنطاوي حفظه الله وأدامه مرجعا لنا رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي وأحب أن أذكر أن الذي قمت به من دراسة ونقد ومقارنة ومعارضة يعبر عما في فكري فإن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فبتوفيق من الله الذي أدعوه أن نكون من عباده المخلصين الصادقين اللذين لايرجون من عملهم سوى رضاه سبحانه وهنا لابد لي من أن أختص الأستاذ الكبير عبدالله عيسى السلامة بتحية عطرة فواحة على ماقدمه من شعر راق جميل

والحمد لله رب العالمين