بردية إفريقية

مؤسسة شمس للنشر والإعلام

بالتعاون مع

قصر الأمير طاز

التابع لصندوق التنمية الثقافية

يدعوانكم لحضور أمسية ثقافية بمناسبة إصدار ديوان

بردية إفريقية

للشاعر / ياسر أنور

وذلك في السابعة مساء يوم الاثنين 21 4 2008

يناقش الديوان

الشاعر والناقد د. حسن طلب

الناقد د. حسام عقل

الشاعر والناقد د. أمجد ريان

تدير الأمسية : الشاعرة شريفة السيد

تتخلل الأمسية فقرات غنائية يقدمها مركز الفن الهادف

وبحضور عدد من الكتاب والأدباء والإعلاميين والمهتمين

قصر الأمير طاز:

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة صدر للشاعر ياسر أنور ديوانه الجديد ( بردية إفريقية ). الديوان يحوي قصيدة واحدة من الشعر العمودي تتكون من 205 بيتاً، ويقع في 70 صفحة،تصميم الغلاف للفنان أمين الصيرفي.

تصدر الديوان رؤية نقدية للناقد الدكتور حسام عقل... مما جاء فيها:

( رغم أن لامية "ياسر أنور" المعنونة ب"برديةِ إفريقية"؛ تعد شكلاً من أشكال الشعر الملحمي ذي النفس الممتد، بيد أن نجاح (الذات الشاعرة) في هذه القصيدة تدفع دوائر الحركة دائماً، إلى التمددِ والاتساع إلى حد الالتحامِ بنبض الحركة الوطنيةِ المنتفضةِ في القارة السمراءِ في وجه الاكتساح الإمبريالي الجديدِ المدعوم بآلة السلاح، ونفير التنظيرات المراوغة المتصلة بالعولمة، فضلاً عن نجاحاتٍ أخرى تتصل بطزاجة المعجم الشعري وحرفية اليد الشعرية، كل ذلك منح القصيدة سيماء مميزة، وملامح فنية تنطق بالتمايز والخصوصية. ويبدُو، للوهلةِ الأولى، أنَّ التحدى المطروحَ أمامَ الشاعرِ، كانَ تفجيرُ (النبض الحداثي)، بكلِ بُؤرُه وتجلِّياته في القالب العمودي.

راهنتْ القصيدةُ في حركتها المتوترةِ المراوحةِ بين الأقطاب على التركيز الدقيق وعلى المشاهد اليومية المألوفة، بدماثتِها وحكمتِها المبطنةِ. ومن ثمَّ لم تنظرْ إلى حركية التفاصيلِ اليوميةِ الصغيرةِ؛ بقدر من العجرفة أو التعالي. بل استلهمتها كمادة خام أولية. كما اغترفت بسخاءٍ من نبع الخيَالِ الشعِبي الساخرِ، بأساطيره وصوره الشائعةِ المثيرة، وأخيلته المتواثبة الساخنة.

التحمَتْ القصيدة بتفاصيلِ الحياةِ اليوميةِ المحتقنةِ المتغلغلةِ في الألفيةِ الميلاديةِ الثالثةِ، كالإشارة إلى الجلوسِ الطويلِ أمامَ (الحاسوبِ)؛ طلباً لمسلاة المحاورة (الشات)، ومتابعة الفضائيات السارية في الخطاب الإعلامي بكثافة؛ (خصوصاً قناة الجزيرة التي أشارَت إليها القصيدة نصاً بالتصريح) ؛ فضلاً عن الإشارة إلى أفلام المقاولات المسطحة التافهة التي حشَتْ الأدمغة بنمطٍ فجٍ من التكوين الفكري الهشِّ. وبالجملة فإن القصيدةَ ترصدُ قطاعاً مستعرضاً من الحياةِ اليوميةِ لمواطنِ عربي من أقرب نقطةِ في الفضاء.

وتلقي القصيدةُ بثقلها في رقعةِ القهرِ الواسعِ الممتدِ النافذِ، الذي يعانيه (الإنسانُ الإفريقي) بعد أنْ نجحَت القوى الكبرى في تدجين كوادره الفاعلةِ الحاكمةِ، وترويضُ بعضُ النخبِ الثقافيةِ بعد تمامِ سلخِها عن ولاءات التراثِِ الكبيرةِ.

وكان لافتًا للنظر أن ياسر أنور لم يذيِّل قصيدته، شأن كثير من التجارب الشعرية الأخيرة، بالتذييل السوداوي المعهودِ، الذي يضبّب كل شيء، ويحبط كل مسعى، ولا يشيم في الأفق المعتكرِ بارقةَ أملٍ واحدةٍ، وإنما أنعش الذواكر بقدرة الذاتِ العربيةِ الإفريقيةِ، على الصمودِ، ومواصلة المسير، مهما تكن عثراتُ الطريق، وكائنة ما كانَتْ ضراوةُ الخصوم.

لقد بدا "ياسر أنور" في قصيدته سابحًا ضد التيار مرتين ؛ مرة بمعجمه ورؤيته المزدوجين اللذين يغترفان من (الخاص) و (العام)، ومرة من نبضِ الحياة اليومية بتفاصيلها الدافئةِ الدَمِثَة، ونبضِ القضيةِ العامة، بطابعِها الرحب الشامل، نكاد نقول بطابعِها الحضاري المستوعب.

وبدا سابحًا، في الوجهة المعاكسة، مرة أخرى بهذه القصيدةِ الممتدةِ، ذات النفسِ الملحمي، في وقت تتجه فيه شريحة كبيرةِ من الإبداعِ الشعرِي نحو التعبيرِ (الإبيجرامي) المكتنِز المركز، الذي يقطر الرؤية تقطيرًا.

ولقد كانَ نجاحُ القصيدةِ مشهودًا، وهي تصعد اليومي المألوف اللحظي إلى الحضاري الكوني الرحب ممثلاً في دسائسِ القوى الكبرى، وعطنِ الحياةِ الحزبيةِ ، وفسادِ رؤؤسِ الأموالِ المحتكرةِ، على نحو حمل طابع الشهودِ الحضارِي، بمعنى جعل التجربة الشعرية شاهدة على لحظة حضاريةِ كبيرةِ).

أبيات من قصيدة بردية إفريقية

للشاعر ياسر أنور

قـارةَ  الـنزفِ كيفَ حالُك ii؟إنِّي
"فـقـنـاةُ  الـجزيرةِ" اللطمُ فيها
مـنـذُ  فـقـهٍ "وشارعُ iiالمتنبي"
ولـحـسـنِ الـحظِ الموفقِ iiجدًا
"والـدغيدي" في المهرجانِ iiبفتوَى
"يـتـمشّى" الموتُ "الذكي" iiكشحًا
يـنـحَـني ظهره، ينادِي إذن "ل
في  المقاهِي، مطاعمِ الفولِ، iiأسوا
قـاعةِ الدرسِ، دميةِ الطفلِ iiأيضًا
مـفـرداتُ  الحياةِ صارَتْ iiمماتاً
أعـراقـيٌّ أنـت؟ كنْ أيَّ iiشيءٍ
*              *              ii*
قـارةَ  الـنزف كيفَ حالُك؟ iiإنِّي
زاولـي مـهـنـةَ الرقيقِ iiرويدًا
كيفَ  حالُ الزنوجِ أهلِي iiوناسِي؟
أرضـعـي  هـؤلاء لونك iiحتَّى
مـنـذ  لـونَينِ كانَ لونُك iiيمشِي
يـرتـدي معطفَ الغريبِ، iiيُغني
حـمـلاتِ  التفتيشِ ضد iiالزنوجِ
الـهـرَاواتُ  الـكهربائيةُ، iiالغازُ
هـذه وجـبـة الـحداثةِ iiمستور
*              *              ii*
قـارةَ  الـنزفِ كيفَ حالُك؟ iiإنِّي
فـلـواءُ الـجهادِ في الفرنِ iiيعلو
حـائـطـي  متخمٌ بخبزِ القضايا
والـمـساميرُ  في الرغيفِ تؤدي
نـحـنُ نـجتازُ برزخَ العلمِ فعلاً
وخـرجـنـا  والقمح لله من iiكلِّ
نـحـنُ والـصين توءمان iiنؤدي
نـحـنُ  والـصينُ هكذا نتخطى
نـحـنُ  والصين سادتي iiسيداتي
الـفـوانيسُ  لو مِنَ الصينِ iiتأتي
مـصـنـعُ  القانونِ الجديدِ iiيلبي
بـاركـي لي، تطورت iiطائراتي
الـقـرى فـي الصعيدِ قد iiتتولى
الـقـرى فـي الصعيدِ قد iiتتولى
ولـديـنـا  مـا تـشتهيه بلادي




































قـدْ  "تـعودْتُ" الآن لطمَ الثواكل
كـلّ يـومٍ بـدون أي iiمـقـابل
فـي الـعراقِ استحالَ فقهَ iiنوازل
لـمْ يـكنْ "لمبي" واقفًا فهو iiحامل
هـذه فـرصـةٌ، تـعالي iiنحَاول
ذٍ  عـجـوزٍ عـكـازُهُ iiيـتثاقل
لَّـه يـا مـحـسنين ،إنِّي iiعائل"
قِ الخضارِ، النادِي، وبينَ المزابل
وإلـخْ، يـخـتفِي بخيطِ iiالمرايل
أيُّـها  الموتُ أينَ تُخفي iiالحبائل؟
أيَّ جـنـسـيـةٍ، لـديك iiبدائل!
*              *              ii*
سـأعـيـدُ  الـبكاءَ بعد الفاصل
إنـنـي يـومًا كنتُ أيضًا iiأزاول
كـيـف حالُ السوادِ بين iiالقبائل؟
يـصـبحَ اللونُ سيدًا في iiالمحافل
جـائـعًـا  فـي ولايةٍ لا تجامل
صامتًا..  شرطةُ البياضِ iiتواصل
الـحـمر، ضد العلوجِ لا iiتتكاسل
الـمـسيلُ  الدموع، كلُّ iiالوسائل
دة،  والـظـروف قـد iiتـتماثل
*              *              ii*
فـي  طوابيرِ الخبزِ كنتُ iiأناضل
نـحـن  قومٌ في أي فرنٍ iiبواسل
حـائـطي من طعامِ الموائدِ iiمائل
دورها  في تثبيتِ بعض iiالمفاصل
نـسـبـقُ الآن عصرنا iiبمراحل
الـبـطـاقـاتِ يا دقيقَ iiالمناخل
كـلَّ يـومٍ نـمـوذجًـا iiللتكامل
حـاجـزَ الخوفِ لابسينَ iiصنادل
سـيزفُ  البُشرى القريبُ iiالعاجل
عـربـيٌ  لـسـانـها يا iiجاهل
خـدمات  التوصيلِ حتى iiالمنازل
نـنـقـلُ  النفطَ بالحمامِ iiالزاجل
وحدها  عبءَ غزلنا في iiالمشاغل
وحدها  عبءَ طبخنا في iiالمراجل
نـحـن في حقبةِ الوزيرِ iiالمقاول

ياسر أنور

[email protected]

* عضو اتحاد كتاب مصر

* المشرف على ملتقى الوعد الأدبي بمركز يافا للدراسات والأبحاث

* محاضر مركزي بقصور الثقافة

* حاصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة - دبلومة فى الدراسات الإسلامية

* فائز بجائزة دار الأدباء - جمعية أصدقاء باكثير

* نُشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات والدوريات المصرية والعربية

* صدر له :

- أربعة مواسم للخريف : ديوان شعر

- رقم الموت : ديوان شعر

- هكذا غنيت وحدي : ديوان شعر

- ورقة في بريد المتنبي : ديوان شعر

- آلام المسيح : دراسة مقارنة

- معجزات قرآنية : دراسة

- سينمائية المشهد القرآني : دراسة

- دراسات وكتب مشتركة مع مؤلفين آخرين

* له تحت الطبع :

- القرآن معجزة المعجزات

- فيزياء اللغة في القرآن