رواية النزوح نحو القمر لعيسى قواسمي

موسى أبو دويح

صدرت الطبعة الأولى من رواية (النزوح نحو القمر) لعيسى القواسمي في سنة 2010 في القدس في 240 صفحة من القطع المتوسط مقسمة إلى أربعة وعشرين فصلا.

بطل الرواية "سليم" شاب فلسطيني يدرس في جامعات تشيلي الفلسفة واللغة الإسبانية، يتعرف على فتاة هناك اسمها كلوديا وتعرفه على أبيها وأمها وأخيها، وتشير الأم على سليم أن يسكن في الغرفة الخلفية من المنزل وتوافق جميع العائلة على ذلك.

ويقرر سليم العودة إلى فلسطين، وتعرض عليه كلوديا أن يأخذها معه، ويخبرها أن الأمر ليس سهلا، لأنه يعود إلى المجهول، ولا يعرف ما ينتظره في فلسطين لوجود الاحتلال اليهودي هناك.

ويعود سليم إلى عمان في الطائرة، ومن هناك في السيارة عن طريق جسر اللنبي ويستقبله ابن عمه علي ويعودا معا إلى رام الله ويقيم في بيت عمه ثم ينتقل إلى بيت قرب المقاطعة في الماصيون دلته عليه سامية الفتاة التي تعرف عليها هي وداليا في مطعم الناصرة في رام الله، وسامية هذه وقعت في حب سليم من اللحظة التي رأته فيها في المطعم لأول مرة، لكنه كان مشغولا عنها بحبه لكلوديا التي كان حبها لا يفارقه لحظة. وسامية هذه أخبرت صديقتها داليا بحبها لسليم فقالت لها: "لقد رأيت ذلك في عينيك من اليوم الأول. كنت متلهفة على غير عادتك. كنت تنظرين إليه كعاشقة". صفحة 108.

ويدبر علي مكيدة فيحرق بيت سليم بعد أن يخرج منه جواز سفره ويسلمه لسليم مدعيا أنه نسيه عنده حتى يضطره للرحيل من رام الله، وبذلك يحافظ عليّ على وظيفته في السلطة التي كان يخشى عليها من انتقادات سليم للسلطة لأنه ابن عمه. وينتقل بعدها للإقامة في مخيم قلنديا بعيدا عن رام الله وعن ابن عمه عليّ.

وتعترف له سامية بحبها له، لكنه يخبرها أنه لا يريد أن يعذبها كما تعذبت كلوديا من قبلها. ويحملها رسالة لكلوديا لوضعها في البريد، ولكنها تفضّ الرسالة وتقرأ فيها أن سليما يطلب من كلوديا ألا تنتظره. فترتاح لذلك، وتغلق الرسالة كما كانت ولكنها تعطيها لأخيها أحمد ليرسلها في البريد فلم يفعل.

ويقوم سليم بدراسة ميدانية للمخيمات الفلسطينية وينشئ جمعية تعمل لذلك، ويندسّ عليه عليّ أيضا ويقوم بتمويل الجمعية دون علم سليم بذلك، ويقوم بالعمل سليم وأحمد أخو سامية ويسميها (جمعية الحمورابي للاجئين).

ويصاب سليم في أحد مخيمات رام الله في قدمه، وبعد أيام يحمله أحمد في سيارته إلى بيتهم وهناك يطلب سليم من احمد أن يأتيه بالمأذون حتى يكون وجوده في البيت مشروعا، وياتي أحمد بالمأذون إلا أن سامية ترفض هذه المرة.

   ويترك سليم البيت تاركا لسامية رسالة يعتذر فيها ويقول لها: "الأغلب أن فلسفة الحب هي الفلسفة الوحيدة التي استعصت على إدراكي فلم أتقنها بعد فاعذريني. أنت لم تتركي لي حيزا واحدا من روحي إلا وأحرقته... ولكي لا احترق أكثر قررت أن انسحب". (صفحة 205).

عاد الحمورابي إلى العمل في المخيمات.. الأمعري وقدورة والجلزون حتى انتهى به المطاف في مخيم جنين. وهنا يخبر درويش سليما أنه اكتشف أن أحمد كان يعمل لصالح السلطة الفلسطينية، وليس مخلصا لهم وللقضية. فيصعق سليم لذلك، ويعاوده المرض.

وتأتي سامية لزيارته في مخيم قلنديا وتخبره أن الرسالة لم تصل إلى كلوديا، فتدب فيه الحياة ويقول: "الرسالة لم تصل إلى كلوديا. إذا هي لم تقرأ محتواها لذلك هي ما زالت تنتظر" (صفحة 223).

وتحمله إلى المستشفى في رام الله وتبقى بقربه حتى يفارق الحياة هناك قائلا لها: "لقد قررت العودة إلى تشيلي" ويغمض عينيه وبدأ يتخيل بصمت شبح كلوديا منتصبا امام غرفته في المخيم. (صفحة 239).

لقد أغرق الكاتب في الحوار إلى درجة كبيرة، حيث غلب الحوار على الرواية. ولا شك أن الحوار عنصر مهم جدا من عناصر الرواية. ولقد أجاد الكاتب في حواره الذي قارب تسعة اعشار الرواية.

كما أن الكاتب كان دقيقا في وصفه لا سيما في وصف المخيمات ومعاناة اهلها، وفي وصف المساكن التي سكنها لا سيما البائسة منها. 

 لقد ناقشت ندوة اليوم السابع للكاتب كتابين قبل هذه الرواية، إلا أن تطوّر الكاتب وتقدمه في الكتابة في هذه الرواية عن كتابيه السابقين لا يكاد يصدق. فهو قد انتقل نقلة كبيرة جدا في أقل من عام. وهذا ما يحّير العقول ولا يعهد مثل هذا التغيّر على كاتب بهذه السرعة.

ورغم إبداع الكاتب فيما كتب إلا ان روايته لم تخل من الأخطاء اللغوية (النحوية والصرفية والاملائية) حيث جاء في روايته:

ها هو الآن (صفحة 8) والصحيح ها هو ذا الآن.

المواضيع الهامة (صفحة 13) والصحيح المواضيع المهمة.     

وكذلك في أمور هامة (صفحة 94) والصحيح في امور مهمة.

وأيضا لأن هناك أمورا هامة (صفحة 112) والصحيح مهمة.

وكذلك أمام حقائق هامة (صفحة 210) والصحيح مهمة.

وأيضا لأن الأمر هام جدا (صفحة 211) والصحيح مهم جدا.

من كافة جوانبها (صفحة 13) والصحيح من جوانبها كافة.

وكذلك بتغطية كافة المصاريف (صفحة 161) والصحيح بتغطية المصاريف كافة.

 وأيضا من كافة هذه الأبحاث (صفحة 210) والصحيح من هذه الأبحاث كافة.

وكذلك في كافة مخيمات الضفة الغربية (صفحة 210) والصحيح في مخيمات الضفة الغربية كافة. (لأن كافة منصوبة على الحال دائما).

يومئ لها رأسه (صفحة 14) والصحيح يومئ لها برأسه.

أنت لا تقدرون قيمة هذه الأموال (صفحة 23) والصحيح أنتم لا تقدرون قيمة هذه الأموال.

إذا فالعقل لا يأبى إلا خوض غمار التساؤل (صفحة 36) والصحيح إذا فالعقل يأبى إلا خوض غمار التساؤل بدون لا.

أدهشها سؤاله هذا الغير متوقع (صفحة 42) والصحيح غير المتوقع.

وكذلك الغير مشروط (صفحة 200) والصحيح غير المشروط.

وأيضا الغير واضحة (صفحة 232) والصحيح غير الواضحة.

فندق عمرة في الدوار السابع (صفحة 61) والصحيح في الدوار السادس.

لا شك بذلك (صفحة 68) والأحسن لا شك في ذلك.

عن ماذا يدور البحث (صفحة 76) والأحسن عمّ يدور البحث.

إذا ما عدنا لكوديا (صفحة 82) والصحيح لكلوديا.

يستفز عليّ (صفحة 89) والصحيح يستفز عليا وكذلك في نفس الصفحة إن عليا بدل علي، وإنه أي عليا بدل علي.

من الكتب التي استطاع شراءها (صفحة 100) والأحسن من الكتب التي اشتراها.

أفكاره التي انفطر عليها (صفحة 102) والصحيح التي فطر عليها.

لمجرد أن يهن أمام إغراءاتها (صفحة 132) والصحيح أن يهون.

لم يتوان أيما وقت من تزويدي (صفحة 144) والأحسن لم يتوان في أي وقت عن تزويدي.

أجباته (صفحة 159) والصحيح أجابته.

ليس هناك حلا نهائيا (صفحة 214) والصحيح ليس هناك حل نهائي.

بضع حقائق (صفحة 218) والصحيح بضع دقائق.

كان السفح عال جدا (صفحة 229) والصحيح عاليا جدا.

خلالها سديم (صفحة 227) والصحيح سليم.

الصحاري (صفحة 226) والصحيح الصحارى.

كان يدعوا ألى القلق (صفحة 232) والصحيح يدعو (بدون ألف).

رغم أنها هدفي كان أنبل (صفحة 236) والصحيح رغم أن هدفي.

بذكائها وحدثها (صفحة 236) والصحيح بذكائها وحدسها.

ولكن يكفينني (صفحة 237) والصحيح يكفيني.

فهذه الأخطاء وغيرها كان يمكن تلافيها لو اطلع على الرواية قبل طبعها من له علاقة باللغة العربية.