دراسة في أدب باكثير
الأديب الكبير
الأستاذ: علي أحمد باكثيرزهير المزوّق
عن مجلة : الثقافة الإسبوعية ـ دمشق
صدرت للناقد السوري المعروف ، عبد الله الطنطاوي ،منذ بضعة شهور ، ـ دراسة في أدب باكثير ـ وهذه الدراسة ـ كما جاء في المقدمة ـ كلمات كتبت في أوقات متباعدة ، ونشرت في مجلات عربية في أقطار متباعدة أيضاً ، وبعضها كان على صورة محاضرة ولكن ينتظمها خط واحد ، وإطار واحد ، خط العرض والتحليل ضمن إطار باكثير !
وهذه الدراسة أيضاً ، جزء من مشروع كبير كان الكاتب يعمل مع لفيف من زملائه على إنجازه .. تقديراً وإنصافاً لأديب عربي كبير غمطه الناس حقه حياً وميتاً هو الأديب المرحوم علي أحمد باكثير ، الذي أتحف المكتبة الأدبية العربية بأكثر من ستين رواية ومسرحية مطبوعة .
ولقد كنت أنوي القيام بتعريف شامل موسع بهذا الكتاب القيم منذ أن تكرم مؤلفه بإهدائي نسخة منه ولم يكن قد نزل إلى الأسواق على ما أذكر .. ولكن ضيق الوقت قد حال دون ذلك ـ غير أنني على الرغم من ضيق الوقت ـ أراني مدفوعاً لأن أجمل مزايا هذا الكتاب أو بعض مزاياه وهي :
1 ـ دراسة في أدب باكثير ـ هي أول كتاب مطبوع عن أدب ذلك الرجل . وقد زودنا مؤلفه بمعلومات قيمة عن شخصية باكثير وحياته ، ومواقفه ، وأعماله المتقلبة ، ورحلاته المتعددة .
2 ـ أعطانا صورة واضحة ، وقدم لنا تعريفاً جيداً عن ـ فلسطين واليهود ـ في أدب باكثير من خلال التعريف بمسرحيات الرجل التي ـ كتبها في هذا المجال وأهمها ـ شيلوك الجديد ـ وقد أعطاها الناقد أهمية كبيرة في دراسته .
3 ـ حفظ لنا بعض الآراء القيمة للمرحوم باكثير حول الكتابة المسرحية من الناحيتين : الفنية والفكرية .
4 ـ عرفنا بمترجمات باكثير ، وأشار إلى نتاجه غير المطبوع ، كما عرفنا بنتاجه المطبوع ، وبالفترة الزمنية التي كتبت بها كلٌ من هذه الأعمال . ولاشك في أن هذا يطلعنا على مراحل التطور الفني والتطور الفكري عند الأديب باكثير .
5 ـ استعرض لنا معظم آراء الذين نسبوا إلى أنفسهم أو نسبت إليهم الريادة في شعر التفعيلة الواحدة ، وناقشها مناقشة موضوعية منطقية ، ثم انتهى إلى أن رائد الشعر هو باكثير ، مع الدليل القاطع على هذه الدعوى ، كما أشار إلى أن باكثير هو أول من دلنا على البحور الصالحة أو التي يمكن استعمالها على طريقة شعر التفعيلة .
6 ـ أتحفنا المؤلف بنقداته القيمة المتناثرة هنا وهناك ، كالدرر حول أدب باكثير . وقد اتسمت هذه النقدات بالنضج والنزاهة والشمول .
وأخيراً ، فإني أهنئ المؤلف الناقد القدير ، وأقدم له الثناء على هذا الجهد المشكور في التعريف بأديب عملاق من عمالقة الأدب العربي الحديث ، وقد تنكر له المتنكرون ، بعضهم عن تقصير أو غير قصد ، والبعض الآخر تدفعه إلى ذلك دوافع خبيثة ونيات شريرة دنسة ، هداه الله إلى سواء السبيل .